طهي الحشرات: مذاق كاللحوم بضرر بيئي أقل

06 سبتمبر 2022
تحتوي الديدان على كميات عالية من الفيتامينات والمعادن والبروتين مثل اللحوم (Getty)
+ الخط -

اكتشف علماء أنّ الحشرات يمكن أن تحظى بعد طهيها بنكهة شبيهة باللحوم، ما يساعد على توفير بديل صديق للبيئة وأقلّ ضرراً عليها من خيارات اللحوم التقليدية، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وجرى طهي الديدان مع السكر من قبل الباحثين الذين وجدوا أنّ نكهتها صارت أشبه باللحوم، ما يفتح الباب أمام إمكانية استخدامها يوماً ما في الأطعمة الجاهزة كمصدر للبروتين.

حتّى اليوم، ينحصر استخدام الديدان في استعمالها كوجبات خفيفة للحيوانات الأليفة أو كطعم خلال رحلات الصيّد. لكن، يمكن للديدان في الحقيقة أن تكون مصدراً غذائياً للإنسان يساعده في الحصول على نكهات اللحم المميّزة من دون تبعات مضرّة بالمناخ، ومن دون تلويث الهواء أو الماء الذي ينجم في العادة عن تربية المواشي.

قال الباحث، الذي قاد الدراسة في جامعة وونكوانغ في كوريا الجنوبية، إن هي تشو، لـ"ذا غارديان": "تعتبر الحشرات مصدر غذاء صحي ومغذ، فهي تحتوي على كميات عالية من الأحماض الدهنية والفيتامينات والمعادن والألياف والبروتين عالي الجودة مثل اللحوم".

وأضاف: "يحبّ ويحتاج العديد من المستهلكين البروتين الحيواني بشدّة في نظامنا الغذائي. ومع ذلك، فإن تربية الماشية التقليدية تنتج من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكثر ممّا تنتجه السيارات. من ناحية أخرى، تتطلب تربية الحشرات مساحةً بسيطةً فقط من الأرض والمياه والأعلاف مقارنة بتربية الماشية التقليدية ".

وقال تشو إنّ الحشرات الصالحة للأكل، مثل الديدان والصراصير، كانت تعد "أطعمة فائقة الجودة" (سوبر فود) تمتّعت بها المجتمعات في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية منذ مدة طويلة. ومع ذلك، فإن الناس في أوروبا وأميركا الشمالية أكثر حساسية عموماً حين يتعلّق الأمر بأكل الحشرات، وذلك على الرغم من لجوء المطاعم والمتاجر في الكثير من هذه الدول مؤخراً لتوفير الحشرات والديدان للمستهلكين.

ويأمل الباحثون في أن يؤدّي استخدام الديدان كوجبات تحمل نكهة تشبه اللحوم في التخفيف من هذه الحساسية، وتشجيع مزيدٍ من الناس في أميركا وأوروبا على استهلاكها.

بحسب "ذا غارديان"، وجدت الدراسة الجديدة، التي عرضت مؤخراً على الجمعية الكيميائية الأميركية، أنّ النكهات ظهرت عندما جرى تسخين الديدان مع السكريات، حيث تتفاعل البروتينات والسكريات وتتحول إلى الكراميل ليصير لها طعم شبيهٌ باللحوم.

وأدرك الباحثون عبر التجربة أنّ طهي الديدان بطرقٍ مختلفة يؤدّي إلى ظهور نتائج مختلفة. تنتج الديدان المطبوخة على البخار رائحةً شبيهةً بالذرة الحلوة، في حين تتشابه طعمة الديدان المقلية أو المحمصة أكثر مع الروبيان. استعان الباحثون بمجموعة من المتطوعين في اختبارات الشم لتحديد طرق الطهي التي تعطي نكهات أقرب لنكهة اللحوم.

ويتحمّل الإنتاج العالمي للغذاء المسؤولية عن قرابة ثلث الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، وتلعب تربية الحيوانات من أجل لحومها دوراً أساسياً في التسبّب بهذه الانبعاثات. عدا عن ذلك، يستهلك رعي الماشية وإطعامها حوالي 80% من الأراضي الزراعية على الأرض، وتتسبّب توسعتها الدائمة مع ما يرافقها من قطع للغابات في زيادة الانبعاثات التي تؤدي إلى ارتفاع حرارة كوكب الأرض.

ويقول العلماء إنّ تجنب اللحوم ومنتجات الألبان هو الطريقة الأكثر فعالية لتقليل أثر التغيّر البيئي على كوكب الأرض، وذلك على الرغم من أنّ تناول اللحوم لا يزال شائعاً، ويكتسب شعبيةً متزايدةً في أوساط الطبقات الثرية الناشئة في الهند والصين.

في وقتٍ سابق، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتّحدة إنّ الحشرات التي تُمكن تربيتها بأعداد كبيرة في مساحات صغيرة يمكن أن تكون حلّاً للحصول على مصدر قيّمٍ من البروتين لإطعام المزيد من سكّان الكوكب، والذي من المتوقع أن يتجاوز عددهم 9 مليارات شخص بحلول عام 2050.

المساهمون