صور غزة المفبركة عبر الذكاء الاصطناعي: علينا أن نتوقّف

23 اغسطس 2024
في دير البلح، 21 أغسطس 2024 (مجدي فتحي / Getty)
+ الخط -

بينما يعاني سكان قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي الذي خلّف أكثر من 40 ألف شهيد، وأكثر من 92 ألفاً و743 مصاباً، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي صور مفبركة بالذكاء الاصطناعي، وتؤثر على القضية ومصير الناس في غزة، مهدّدةً بتراجع التضامن معهم، وبالتالي تقليل الضغوط لوقف إطلاق النار.
وبينما تعرض الصور الحقيقية الوضع بدقة لا تقل رعباً، فإن كل صور مفبركة بالذكاء الاصطناعي تشوه الحقائق وتمارس التضليل، خاصة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والحملات التي تسعى إلى التقليل من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وتنتشر حالات صور مفبركة بالذكاء الاصطناعي بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، ما يجعل من الصعب على المستخدمين التمييز بينها وبين الصور الحقيقية، يؤكد تحليل نشره موقع مسبار للتحقق من المعلومات والأخبار.
في 25 يونيو/حزيران الماضي، بثت قناة الجزيرة لقطات حصرية لكلب بوليسي تابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي يهاجم امرأة فلسطينية مسنّة في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة. لكن، بعد ساعات قليلة، انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صورة من صنع الذكاء الاصطناعي تمثّل الجريمة التي ارتُكبت بحق السيدة المسنة في غزة. وقد حظيت الصورة باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع والمستخدمين تداولوها على أنها حقيقية.
وراقب "مسبار" مواقع وشبكات اجتماعية عدة، واكتشف تشكيلة من صور مفبركة بالذكاء الاصطناعي قد نُشرت على أنها تصوير للوضع الإنساني للأطفال في غزة خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة. ويجري تداول هذه الصور على أنها حقيقية، ويستخدمها المؤيدون والفنانون للدفاع عن الفلسطينيين عن غزة وتعبيراً عن التضامن معهم. لكن هذا الانتشار واسع النطاق يساهم في تضليل الرأي العام، أمام وجود مئات الصور الحقيقية التي تظهر أطفال غزة في ظروف إنسانية أسوأ.
خلُص "مسبار" إلى أنه "سواء كانت هذه المنشورات تهدف إلى الخداع وطمس الخطوط الفاصلة بين المشاهد المصطنعة وتلك الحقيقية، أو ببساطة للتعبير عن التضامن مع الوضع المأساوي، فمن الواضح أن وسائل الإعلام الإسرائيلية والأحزاب المؤيدة لإسرائيل تستغل هذه الصور"، إذ تُستغل الصور المفبركة للتقليل من معاناة سكان قطاع غزة بالقول إنها ليست حقيقية، وبالتالي تبرير الانتهاكات والجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

كما تعمل هذه الصور المفبركة على تقليل التعاطف والتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، ما قد يقلّل الضغط على المسؤولين لوقف معاناة الغزيين. يعني هذا أن نشر صورة مفبركة للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، على أمل مساعدتهم، يؤدي إلى العكس تماماً ويضرّ بهم. كما يشير كثيرون إلى أن هذه الصور المزيفة ليست إلا صناعة الذباب الإلكتروني التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الهدف منها تشتيت الجمهور عن الوقائع وإلهاؤه بصور مزيّفة وأخبار كاذبة، ستُلحق الضرر بالقضية العادلة التي نُدافع عنها.

المساهمون