صدر اليوم الجمعة العدد الأخير من "الأنوار التونسية"، وهي صحيفة مستقلة أسبوعية، بسبب الأزمة التي يشهدها قطاع الصحافة الورقية في البلاد منذ سنوات.
وكتبت مدير تحرير "الأنوار التونسية"، محمد الماطري، عبر حسابه في موقع فيسبوك: "هذا هو العدد الأخير قبل الاحتجاب المؤقت، بسبب ارتفاع سعر الورق والمواد الأولية للطباعة والصعوبات المالية... تجدونه اليوم الجمعة في الأكشاك... نعول على القراء الأوفياء في أن يقتنوه ويحتفظوا به عربون محبة ووفاء، وعسى أن نعود إليكم في أسرع وقت ممكن في ثوب جديد ورؤية جديدة، وفي منتهى الثقة والأمل، ولتواصل الدولة النوم في العسل!".
تأسست "الأنوار التونسية" عام 1981، على يد الصحافي الراحل صلاح الدين العامري الذي أطلق لاحقاً دار الشروق. لكن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعرفها تونس، وارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة، وعدم تدخل الحكومة التونسية لإنقاذ القطاع، عمّق من حدة الأزمة.
ويعاني العاملون في الصحافة الورقية في تونس مشاكل عدة. وفي هذا السياق، قال نائب رئيس الجمعية العامة للإعلام، المنضوية تحت لواء الشغل التونسي، محمد الطرشوني، إنه التقى رئيس جامعة مديري الصحف هذا الأسبوع، وإنهما اتفقا على النظر في التحديات التي تواجه القطاع، وعلى توقيع الاتفاق الذي ينص على زيادة أجور العاملين في الصحف الورقية خلال الأسبوع المقبل.
وأضاف الطرشوني، متحدثاً لـ"العربي الجديد": "على الحكومة التدخل العاجل لإنقاذ الصحافة الورقية من الاندثار، بعد أن فقدنا عدداً من الصحف المهمة في السنوات العشر الأخيرة".
يذكر أن عدد المنشورات الورقية في تونس تراجع من 255 سنة 2010 إلى أقل من 50 هذه السنة، بسبب منافسة المواقع الإلكترونية، وتراجع مبيعات الصحف الورقية، والانخفاض الحادّ في العائدات المالية من الإعلانات التجارية التي كانت تعتبر أبرز مصادر إيراداتها.