صحافي روسي يبيع جائزة نوبل الخاصة به لصالح لأطفال أوكرانيا

20 يونيو 2022
حصل موراتوف على جائزة نوبل للسلام العام الماضي (فابريس كوفريني/ فرانس برس)
+ الخط -

يعرض الصحافي الروسي دميتري موراتوف، اليوم الاثنين، في المزاد ميدالية جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها العام الماضي، وستذهب العائدات مباشرة إلى اليونيسف في جهودها لمساعدة الأطفال الذين شرّدتهم الحرب في أوكرانيا، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة أسوشييتد برس.

وساعد موراتوف، الحاصل على الميدالية الذهبية في أكتوبر/ تشرين الأوّل من عام 2021، في تأسيس صحيفة نوفايا غازيتا الروسية المستقلّة، وكان رئيس تحريرها عندما أُغلقت خلال حملة للكرملين على الصحافيين والمعارضين في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكان طرح الجائزة للبيع فكرة موراتوف، والذي كان قد أعلن بالفعل أنّه سيتبرع بالجائزة المالية التي تبلغ قيمتاه 500 ألف دولار للأعمال الخيرية. وقال إنّ الفكرة من التبرّع هي "إعطاء الأطفال اللاجئين فرصة للمستقبل".

في مقابلة مع "أسوشييتد برس"، عبّر موراتوف عن قلقه على الأطفال الذين تيتّموا جراء الصراع في أوكرانيا، وقال: "نريد أن نعيد مستقبلهم إليهم".

وأضاف أنّه من المهم أنّ العقوبات الدولية المفروضة على روسيا لا تمنع وصول المساعدات الإنسانية، مثل أدوية الأمراض النادرة وزرع النخاع العظمي، إلى المحتاجين.

في مقطع فيديو نشرته شركة هريتاج أوكشنز، التي ستتولى عملية البيع، لكنّها لن تأخذ أيّ حصة من عائدته، قال موراتوف: "يجب أن يشجّع ذلك الناس على بيع ممتلكاتهم القيّمة في المزاد العلني لمساعدة الأوكرانيين".

كان موراتوف قد تقاسم جائزة نوبل للسلام العام الماضي مع الصحافية الفليبينية ماريا ريسا.

وتم تكريم الصحافيين لقتالهما من أجل الحفاظ على حريّة التعبير في بلديهما، وذلك على الرغم من تعرّضهما للهجوم والمضايقات التي وصلت حدّ التهديد بالقتل، من قبل حكومتيّ روسيا والفليبين.

وانتقد موراتوف بشدّة ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم في العام 2014، وكذلك للحرب التي اندلعت في فبراير/ شباط الماضي، والتي تسبّبت في فرار ما يقرب من 5 ملايين أوكراني إلى دول أخرى بحثاً عن الأمان، ممّا تسبّب في أكبر أزمة إنسانية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعرّض الصحافيون المستقلّون في روسيا للمراقبة الدقيقة من قبل الكرملين. ومنذ وصول بوتين إلى السلطة قبل أكثر من عقدين من الزمن، قُتل ما يقرب من عشرين صحافياً، بما في ذلك أربعة على الأقل عملوا في صحيفة موراتوف.

في أبريل/ نيسان الماضي، قال موراتوف إنّه تعرض للهجوم بالطلاء الأحمر أثناء ركوبه قطاراً روسياً.

وغادر موراتوف روسيا متوجّهاً إلى أوروبا الغربيّة يوم الخميس الماضي، ومن هناك انتقل إلى مدينة نيويورك في الولايات المتّحدة، حيث ستبدأ المزايدة بعد ظهر اليوم الاثنين.

وبدأت عروض الشراء للجائزة عبر الإنترنت في الأوّل من يونيو/ حزيران الحالي بالتزامن مع الاحتفال بيوم الطفل العالمي، فيما يتصادف المزاد مع يوم اللاجئ العالمي.

وكان أكبر عرض وصل حتّى صبيحة اليوم الاثنين قد بلغ 550 ألف دولار، ومن المتوقع أن يرتفع سعر الشراء ليتجاوز الملايين ربّما.

وقال المسؤول في شركة هريتاج أوكشنز، جوشوا بنيش: "إنها صفقة مميّزة جداً". وأضاف: "لا يملك كلّ شخص في العالم جائزة نوبل ليعرضها في المزاد".

ومنذ إنشائها في العام 1901، كرّم أكثر من 1000 شخصٍ بالحصول على جوائز نوبل، والتي تعطى تبعاً للإنجازات في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والنهوض بالسلام.

وما تزال أغلى ميدالية لجائزة نوبل مباعة على الإطلاق هي تلك الخاصة بالباحث جيمس واتسون، والذي حصل على جائزة نوبل في العام 1962، بعد اكتشافه المشترك لهيكل الحمض النووي.

في العام 2014، باع واتسون ميداليته مقابل 4.76 مليون دولار.

قال بنيش إنّ الحرب المستمرة والجهود الإنسانية الدولية للتخفيف من معاناة المتضررين في أوكرانيا ستثير الاهتمام بالتأكيد، مضيفاً أنّه من الصعب التنبؤ بالمبلغ الذي قد يكون هناك شخصٌ مستعدٌ لدفعه مقابل الميدالية.

وأضاف: "أعتقد أنّه سيكون هناك بالتأكيد بعض الإثارة يوم الاثنين". وتابع: "إنّه عنصر فريد يتم بيعه في ظل ظروف فريدة".

المساهمون