صحافيون روس يعترضون على الحرب ضدّ أوكرانيا

25 فبراير 2022
تظاهر الروس ضد الحرب قبل أن تعتقل الشرطة العشرات منهم (إيفجيني بوغوبوف/الأناضول)
+ الخط -

في حين يواصل الإعلام الحكومي الروسي تبرير الاجتياح الروسي لأوكرانيا، ويستضيف خبراء يدعمون قرار الكرملين الحرب ضد أوكرانيا، برزت أصوات منددة بالحرب في أوساط الصحافيين الروس الذين يغطون الحروب وقضايا السياسة الخارجية، ومجموعة من الخبراء العلميين والمحللين السياسيين الذين يحذرون من خيار اللجوء إلى الأساليب العسكرية لجل النزاعات. 

وأطلق صحافيون روس وخبراء عريضةً وقّع عليها أكثر من 200 صحافي، الخميس، ترفض الحرب، جاء فيها "نحن، مراسلي وسائل الإعلام الروسية والخبراء الذين يكتبون عن السياسة الخارجية لروسيا، ندين العملية العسكرية التي شنها الاتحاد الروسي في أوكرانيا. لم تكن الحرب ولن تكون أبدًا وسيلة لحل النزاعات ولا مبرر لها".

وجمعت العريضة المناهضة للحرب التي أطلقتها إيلينا تشيرنينكو، مراسلة صحيفة "كوميرسانت" اليومية، توقيعات صحافيين موظفين في RBC ونوفايا غازيتا ودوجد وEkho Moskvy سنوب و"ذا بيل"، بالإضافة إلى عاملين في وسائل الإعلام الحكومية "تاس" و"آر تي".

وبينما يتعارض هذا التوقيع مع توجّهات وسائل الإعلام الروسية الرسمية التي تبث البروباغندا في الحرب ضد أوكرانيا، أعلن الصحافي الإنكليزي جوني تيكل استقالته الفورية من "آر تي".

كما أطلق 150 صحافيا وخبيرا علميا عريضةً نقلتها "موسكو تايمز" جاء فيها: "نعلن احتجاجنا الشديد على الأعمال العدائية التي تشنها القوات المسلحة لبلدنا على أراضي أوكرانيا. هذه الخطوة القاتلة تؤدي إلى خسائر بشرية هائلة وتقوض أسس النظام الراسخ للأمن الدولي. تقع مسؤولية شن حرب جديدة في أوروبا بالكامل على عاتق روسيا".

وأضافت العريضة "لا يوجد مبرر منطقي لهذه الحرب. محاولات استخدام الوضع في دونباس كذريعة لشن عملية عسكرية لا توحي بأي ثقة. من الواضح أن أوكرانيا لا تشكل تهديداً لأمن بلدنا. الحرب ضدها غير عادلة وبصراحة لا معنى لها".

وتابع الصحافيون والخبراء العلميون "كانت أوكرانيا ولا تزال دولة قريبة منا. كثير منا لديه أقارب وأصدقاء وزملاء يعيشون في أوكرانيا. لقد قاتل آباؤنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا معًا ضد النازية. إن إطلاق العنان للحرب من أجل الطموحات الجيوسياسية لقيادة الاتحاد الروسي، مدفوعة بأوهام تاريخية مشكوك فيها، هو خيانة ساخرة لذاكرتهم".

وأضافوا "نحن نحترم الدولة الأوكرانية التي تقوم على مؤسسات ديمقراطية فاعلة حقًا. نتعامل مع الاختيار الأوروبي لجيراننا بفهم. نحن مقتنعون بأن جميع المشاكل في العلاقات بين بلدينا يمكن حلها سلميا".

وتابعت العريضة "بعد أن أطلقت روسيا العنان للحرب، حكمت على نفسها بالعزلة الدولية، في موقف دولة منبوذة. هذا يعني أننا لن نكون قادرين على القيام بعملنا بشكل طبيعي: بعد كل شيء، إجراء البحث العلمي لا يمكن تصوره دون التعاون الكامل مع الزملاء من البلدان الأخرى. إن عزلة روسيا عن العالم تعني المزيد من التدهور الثقافي والتكنولوجي لبلدنا في ظل الغياب التام للآفاق الإيجابية. الحرب مع أوكرانيا هي خطوة إلى اللامكان".

واعتبروا "إنه لأمر مؤلم أن ندرك أن بلدنا الذي قدم مساهمة حاسمة في الانتصار على النازية، أصبح الآن المحرض على حرب جديدة في القارة الأوروبية. نطالب بوقف فوري لجميع العمليات العسكرية الموجهة ضد أوكرانيا. نطالب باحترام سيادة الدولة الأوكرانية وسلامتها الإقليمية. نحن نطالب بالسلام لبلادنا".

وتعد هذه العرائض تحدياً نادرًا لسياسة السلطات الروسية التي عملت في السنوات الأخيرة على كتم الأصوات والمنابر الإعلامية المعارضة عبر سن مجموعة كبيرة من القوانين المقيدة لعمل الصحافة الحرة، ومن غير المستبعد تعرضهم لمساءلة قانونية بسببها. فقد حذّر ناظم الإنترنت في روسيا من نشر روايات مختلفة عن الرواية الروسية في وسائل الإعلام، مهدداً بتغريم الوسائل التي تقوم بذلك.

من جهته، ندد ديمتري موراتوف، رئيس تحرير "نوفايا غازيتا" والحائز جائزة نوبل للسلام 2021، بتحذيرات بوتين من التدخل الخارجي وردد دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للروس للوقوف ضد الحرب. وقال في رسالة فيديو أعلن فيها أن عدد الصحيفة سيُنشر باللغتين الروسية والأوكرانية: "فقط حركة الروس المناهضة للحرب يمكنها إنقاذ الأرواح على هذا الكوكب".

وفي وقت لاحق، أعلن تحالف من 30 وسيلة إعلامية روسية مستقلة معارضة "المذبحة التي بدأتها القيادة الروسية".

وكتب "ائتلاف نقابة 100" في عريضة نقلها موقع "ميدوزا" المصنّف "عميلا أجنبيا" في روسيا: "نحن نعد بأن نكون صادقين بشأن ما يحدث بينما لدينا هذه الفرصة". وأضافت: "نتمنى الصمود والقوة لشعب أوكرانيا الذي يقاوم العدوان ولكل شخص في روسيا يحاول الآن مقاومة الجنون العسكري".

المساهمون