"شو منلبس" ليحيى جابر: رواية أخرى من زمن الحرب الأهلية اللبنانية

04 ابريل 2024
أنجو ريحان في "شو منلبس" ليحيى جابر (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "شو منلبس" مسرحية ليحيى جابر وأنجو ريحان تروي حكاية يارا، ابنة قيادي بالحزب الشيوعي اللبناني، تعيش طفولتها خلال الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي.
- تتناول المسرحية الحياة اليومية لعائلة يارا، مع التركيز على محاولات الأم لإنجاب صبي واعتقال الأب، مما يضع يارا في موقف الابن البكر والمسؤول.
- تجمع العمل بين الكوميديا والمونودراما، مع أداء متميز من ريحان تجسد فيه عدة شخصيات، وتسلط الضوء على فترة تاريخية معقدة في لبنان، معتمدة على النوستالجيا والسرد العميق.

في تصور مسرحي بسيط، يروي يحيى جابر بالاشتراك مع الممثلة أنجو ريحان حكاية أخرى من فصول الحرب الأهلية اللبنانية، في مسرحية "شو منلبس" على خشبة مسرح المدينة في بيروت.

تدور المسرحية حول حكاية يارا، الابنة الكبرى لقيادي في الحزب الشيوعي اللبناني (يوسف سلامة)، التي كانت شاهدة على طفولة عاشتها أيام الحرب اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي ومعتقلات جيش الاحتلال.

بكثير من النوستالجيا وعلى مقدمة أغنية "ليلة حب" للموسيقار محمد عبد الوهاب، تبدأ ريحان بعرض "شو منلبس" متسلحة بكم هائل من الحركة، فنعود إلى السنوات الأولى لطفلة عاشت في منزل بسيط مؤلف من أب مقاوم في الحزب الشيوعي اللبناني في حقبة الثمانينيات التي أعقبت الاجتياح الاسرائيلي، وانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية 1982، وأم وأربع شقيقات.

تبحر ريحان في نشأة العائلة، وتكشف عن محاولات الأم إنجاب صبي بعد ولادة يارا والبنات الأربع، لكن من دون فائدة، لتبدأ بعدها مأساة المنزل باعتقال والدها ونقله إلى معتقل "الريجي" في مدينة النبطية (جنوبي لبنان)، ثم إلى معتقل أنصار وبعدها إلى معتقل داخل فلسطين المحتلة. ولأن يارا الابنة البكر، تحاول أخذ دور الشقيق إبراهيم الذي لم يولد، في ظل غياب الأب ــ الأسير.

تُظهر أنجو ريحان حرفية عالية في انتزاع اهتمام الحاضرين داخل المسرح، وهذا يشهد لها، كونها تلعب على الخشبة منفردة. فهي الأب والام والأبنة والراهبة وغيرها من الشخصيات الثانوية في القصة. ثم تفتح الباب أمام حقبة تاريخية تكاد تكون نادرة الطرح في الأعمال المسرحية أو الدرامية للحرب بعد فترة الاجتياح والتخاذل الداخلي بين الأحزاب اللبنانية عمومًا.

يرمي يحيى جابر بأسهم سياسية، تجمع بين واقع محلي وإقليمي مأزوم، يتزامن مع قصف إسرائيلي مركز على جنوب لبنان وحرب إبادة في غزة، وبين الخلاف اللبناني ــ اللبناني حول قرار الحرب والسلم في البلاد. وتدريجياً وبشكل غير مباشر نعود إلى الصراع بين اليسار والمقاومة الإسلامية في الثمانينيات، حيث نتابع تعرض والد يارا لثلاث محاولات اغتيال "محلية" بعد خروجه من الاعتقال.

رؤية بسيطة ينهيها جابر بمشهد نوستالجي تماماً كما بدأها، لتتحول إلى رواية أخرى شاهدة على نجاح تجارب جابر في المسرح منذ سنوات. تجربة تجمع بين الكوميديا والمونودراما، وتوثق سِيرا من أيام لا يمكن أن تغفل عن ذاكرة لبنان وأبنائه.

المساهمون