شوقي متى: رحيل عاشق السينما

04 أكتوبر 2022
رحل عن 74 عاماً (تويتر)
+ الخط -

على الرغم من ولادته في  بلدة عين الجديدة (جبل لبنان)، فضّل الممثل شوقي متى (1948-2022) الحياة في العاصمة بيروت. هناك عاش طفولته، وهناك نشأ ودرس وتزوج وبنى لنفسه مسيرة في السينما والدراما.
ينتمي شوقي متى الذي رحل الإثنين، إلى الجيل "المثقف" من الفنانين والمنتجين اللبنانيين، جيل ارتبط بواقع لبنان في فترة ما قبل الحرب الأهلية (1975 ــ 1990)، كما تمكن من الصمود طيلة سنوات الحرب اللبنانية محققاً شهرة فنية واسعة.

يعترف شوقي متى بأنه كان يهرب من المدرسة لمشاهدة أفلام مارلون براندو، وتأثر بالممثلين الراحلين محمود المليجي وفريد شوقي. لكن والده الميسور الحال لم يشأ دخول ابنه معترك التمثيل، بينما طلب منه شقيقه الأكبر أن يتابع تحصيله العلمي ويتخرج قبل دخوله عالم التمثيل.
تحدى شوقي متى الرقابة اللبنانية في السبعينيات، وحاول جاهداً تنفيذ فيلم يروي حكاية أرض وشعب، لكنه حورب وواجه سلطة القمع التي لم تجز عرض العمل، فقام بتمزيق القصة ورميها في مكتب الرقيب، مستهزئاً بالقرار بعدما كاد ينهي المشاهد الأخيرة من الفيلم، ويستعد لعرضه في الصالات، يومها تمنى على الرقيب وهو يغادر مكتبه إزالة كل الشعارات الوطنية الرنانة، المعلقة على جدران المكتب، معتبراً ذلك وجه النفاق الذي يصبغ نفوذ السلطة.
بدأ متى حياته الفنية في فيلم لبناني مصري مشترك، "قطط شارع الحمرا" (1971/ كتابة سمير الغصيني وفارس يواكيم، وإخراج سمير الغصيني) من بطولة يوسف شعبان، ومديحة كامل، وكريم أبو شقرا. وقتها انتظر ليلة كاملة، لصدور أول مقال نقدي عنه في صحيفة النهار اللبنانية، وقد حمل عنوان "شوقي متى ممثل واعد". وقتها اشترى ثماني نسخ من الصحيفة ووزعها، ليرحب والده أخيراً بفكرة دخوله عالم التمثيل.
بين عامي 1972 و1975، شارك في 12 فيلماً، ثم سافر في فترة الحرب إلى القاهرة (متزوج من سيدة مصرية)، ومكث هناك 9 أشهر، فشارك في فيلم "قطة على نار" (1977/ تأليف تينيسي ويليامز، وسيناريو وحوار رفيق الصبان وهاني مطاوع، وإخراج سمير سيف) وبطولة نور الشريف وبوسي وفريد شوقي، مقدماً دور المثلي جنسياً كاسراً الطوق المفروض يومها على تقديم أي شخصية مثلية على الشاشة. كذلك شارك مع نور الشريف في فيلم "الشياطين" (1977/ سيناريو محمود دياب وإخراج حسام الدين مصطفى) مع كل من حسين فهمي ومحمود عبد العزيز.
بعد القاهرة اختار شوقي متى خوض غمار الإنتاج في لبنان، متسلحاً بخبرته من القاهرة، وعاد إلى بيروت لينتج أول أفلامه "حسناء وعمالقة" (1979/ سيناريو وإخراج سمير الغصيني)، لكنه لم يستمر طويلاً في العمل الإنتاجي، نظراً للأوضاع الاقتصادية والأمنية المتدهورة.

حتى رحيله يوم الإثنين بقيت السينما هي عشق شوقي متى الأبدي، وفي آخر تصريحاته تمنى إنتاج فيلم عن لبنان قبل وفاته، وكان المشروع بالنسبة له حلماً صعب تحقيقه، وفعلاً لم يحقق مبتغاه، ليرحل إثر إصابة بالتهاب رئوي حاد، عن 74 عاماً.

المساهمون