شهداء غزة... قصص يجب أن تُروى

20 يناير 2024
في مستشفى ناصر في خانيونس (بلال خالد/ الأناضول)
+ الخط -

تواصل صفحة شهداء غزة على منصة إنستغرام نشر قصص عن الفلسطينيين الذين يقتلهم الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "لأنهم ليسوا أرقاماً". وبينما تخطى عدد الشهداء والمفقودين في القطاع 30 ألفاً، نواصل نحن أيضاً هنا نشر قصص بعضهم وبعض ذكريات من عرفوهم وأحبوهم عنهم.

استشهد الشاب محمد ماجد محمد حمو في 28 أكتوبر الماضي. كان عمر حمو 28 عامًا، وهو متزوّجً ولديه طفلان آدم (4 أشهر)، ومنى (3 أعوام). كان محمد شابًّا طموحًا، محبوبًا، حسن الخُلق والخَلق، خريج "فني أسنان"، مُحبًّا للحياة والخير، إذ كان يساعد الجميع، لم يتوانَ أو يتكاسل عن مساندة محتاج، بحسب ما تقول الصفحة. كان حلمه أن يكون لديه عمله الخاص "معمل أسنان"، ولكن هذه الحرب الوحشية قضت على حلمه. استشهد محمد وهو يقوم بإخراج الملابس واحتياجات أسرته من البيت، حيث سرعان ما رصده الطيران الحربي، فانهارت 8 طوابق فوق رأسه، فبقي تحت الأنقاض.

أما الشاب يوسف دوّاس فاستشهد بعد أسبوع واحد من بدء العدوان، أي في 14 أكتوبر الماضي. انتشرت صور يوسف وهو يحمل غيتاره في كل مكان. الشاب العشرينيّ الذي كان يكبر وتكبر محبته في قلوب أهله ورفاقه، وجميع الذين عرفوه عازفًا وكاتبًا وناشطًا اجتماعيًا، وصاحب محاولات شعرية خاصة باللغة الإنكليزية. نشط يوسف في مبادرة "لسنا أرقامًا"، التي وثّقت معاناة الشعب الفلسطيني بعيدًا عن الإحصائيات، وكان مساهمًا بكتاباته في موقع "الوقائع الفلسطينية"، وناشطًا في فرق الشباب الأدبية التي ترعاها مؤسسة تامر التعليمية في غزة. كانت ليوسف طموحات كبيرة ومخططات للمستقبل، أراد أن يصبح محللًّا نفسيًا، وكانت مطالبه بسيطة، حيث كان يقول: "أنا حزين لأنني أحلم بزيارة مدن ومناطق فلسطين، أكثر مما أحلم بزيارة باريس وجزر المالديف".

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

ولدت ‏سيدرا أيمن مطر في 29 سبتمبر/ أيلول 2022 وقتلها الاحتلال في 6 يناير/ كانون الثاني 2024. ‏الطفلة الجميلة البريئة ذات العام و3 أشهر، أصيبت بالتهاب حاد في الرئتين عقب تعرضها للقصف بالقنابل الغازية والدخانية، بعد نحو شهر من إصابتها، انقطع عنها الأكسجين خلال مكوثها في غرفة العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان لتستشهد. ‏نعتها والدتها قائلة: "ودّعْت قبل أسبوعين في يوم السبت 23 ديسمبر/ كانون الأول قرة عيني ومهجة فؤادي أمي، واليوم السبت 6 يناير أودع فلذة كبدي ابنتي المدللة سيدرا".

لا تختلف قصة الطفلة الشهيدة مرح أحمد عطوة عن قصة سيدرا. قتل الاحتلال مرح وهي في الثانية من عمرها. تقول والدتها: "كأنّ ابنتي مرح كانت تتهيأ لوفاتها، استيقظَت يوم استشهادها تختار الملابس وتلحّ بتغييرها فورًا عند أول اتساخ لها، تريد تسريح شعرها بعناية لأنها اليوم ستكون أميرة، ذهبَت تمسك محفظة المكياج وتقف أمام المرآة تضع على وجهها بدقة وأنا أنظر وأبتسم". ‏وبعد لحظات تحول كل شيء إلى ركام، وأُخرجت مرح بعد ثلاثة أيام من تحت الأنقاض، وآثار المكياج قد استُبدلت بدم أحمر ممزوج ببارود أسود وحطام البيت الأبيض. قتل الاحتلال مرح مع عائلة والدتها بقصف صهيوني على منزل جدها في 16 أكتوبر الماضي.

المساهمون