شهادة مرعبة من مراسل التلفزيون العربي محمد صابر عرب المعتقل لدى الاحتلال

19 يونيو 2024
صحافيون فلسطينيون بعد غارة إسرائيلية على غزة، 15 أكتوبر 2023 (مؤمن فايز/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تقرير مشترك من هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني يكشف عن الظروف المروعة للمعتقل الصحافي محمد صابر عرب، مشيرًا إلى تعرضه للتعذيب والإذلال في الاحتجاز.
- شهادات تفصيلية تتحدث عن القسوة الشديدة في التعامل مع الأسرى، بما في ذلك الضرب، الاعتداءات الجنسية، والإهمال الصحي، مما يعكس انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
- دعوات للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للتحرك الفوري وفتح تحقيق دولي محايد لمعالجة هذه الجرائم والانتهاكات، مع التأكيد على ضرورة التدخل لحماية حقوق الأسرى.

نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، الأربعاء، شهادة للمعتقل الصحافي محمد صابر عرب (42 عاماً)، الذي كان متعاوناً مع التلفزيون العربي قبل اعتقاله منذ 100 يوم من مستشفى الشفاء في غزة.

ووفق بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، فقد تمكّن المحامي خالد محاجنة من زيارة محمد صابر عرب، تحت قيود ورقابة مشددة من قبل جنود الاحتلال، وكان أول سؤال وجّهه الصحافي المعتقل للمحامي عن مكانه، إذ لم يكن يعلم أنه محتجز في معسكر سديه تيمان.

ونقل خالد محاجنة شهادة عرب، لتُضاف إلى جملة الشّهادات المرعبة والمروّعة والصادمة التي أفاد بها معتقلو غزة المفرج عنهم حول ظروف احتجاز تحط من الكرامة الإنسانية. وتشمل الشّهادة الحديث عن ارتقاء شهداء بين صفوف المعتقلين، وعن عمليات تعذيب، وتنكيل وإذلال، إضافة إلى عمليات اغتصاب.

ووفقاً للمحامي، "تُبقي إدارة المعسكر المعتقلين مقيّدين طوال ساعات اليوم الـ24، ومعصوبي الأعين، فمنذ 50 يوماً لم يبدل محمد ملابسه، وقبل الزيارة فقط سُمح له باستبدال بنطاله، بينما بقي بالسترة نفسها".

ونقل المحامي عن محمد صابر عرب قوله إنّهم "يتعرضون على مدار الوقت لعمليات تعذيب، وتنكيل، واعتداءات بمختلف أشكالها، ومنها اعتداءات جنسية، ومنها عمليات اغتصاب، التي أدت مجملها إلى استشهاد معتقلين، كما أنّ عمليات الضرب، والتّنكيل، والإذلال، والإهانات لا تتوقف".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وأضاف: "لا يُسمح لأي معتقل الحديث مع أي معتقل آخر، ومن يتحدث يعتدى عليه بالضرب المبرّح، حتى أصبح المعتقلون يتحدثون مع أنفسهم، ويستمرون بالتسبيح والدعاء في سرهم، فهم محرمون من الصلاة، ومن ممارسة أي شعائر دينية". كذلك، عانى المرضى والجرحى من ظروف الاعتقال الصعبة، فبُترت أطراف عددٍ منهم، وجرت إزالة الرصاص من أجسادهم من دون تخدير.

وأشار عرب إلى أنّهم "محاطون بالكلاب البوليسية على مدار الوقت، ويُسمح لكل أربعة معتقلين استخدام دورة المياه لمدة دقيقة، ومن يتجاوز الوقت يتعرض للعقاب"، لافتاً إلى أنهم "ينامون على الأرض، ويستخدمون أحذيتهم مخدات للنوم".

أما بالنسبة للاستحمام فإنّه "متاح مرة واحدة في الأسبوع لمدة دقيقة، ويُمنع النوم خلال النهار". كما لم يسمح له بحلاقة شعره إلّا بعد 50 يوماً من اعتقاله. فيما الطعام "لقيمات من اللبنة وقطعة من الخيار أو البندورة، وهي الوجبة التي تقدم على مدار الوقت".

ووجه محمد صابر عرب رسالة عبر المحامي محاجنة إلى العالم وإلى جميع المؤسسات الحقوقية الدّولية، بأنّ ما يتعرضون له في المعتقل لا يقل بمستواه عن الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، وطالب بضرورة التّحرك الفوري لإنقاذهم، والاستمرار في نقل معاناتهم.

وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني أنّ الزيارة سلطت الضوء مجدداً على "مستوى الجرائم المروّعة التي يتعرّض لها الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، وتحديداً ظروف الاعتقال التي يتعرض لها معتقلو غزة منذ بدء حرب الإبادة"، وجاءت هذه الزيارة بعد تعديل اللوائح الخاصة بلقاء المحامين بمعتقلي غزة أخيراً.

وأشارت الهيئة والنادي إلى أنّ الاحتلال فرض سياسة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة منذ بدء حرب الإبادة، ورفض الإفصاح عن مصيرهم وأعدادهم وأماكن احتجازهم. لكن "وبجهود من المؤسسات المختلفة، تمكّنت بمستوى معين من معرفة بعض التفاصيل المتعلقة بقضية معتقلي غزة"، مع العلم أنّ "معرفة بعض أماكن احتجازهم، لا تنفي عدم وجود سجون سرية أقامها الاحتلال لاحتجاز معتقلين من غزة"، بحسب البيان.

وحمّلت هيئة الأسرى ونادي الأسير سلطات الاحتلال والدول الداعمة لها في حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، لا سيما مع الجرائم المروّعة وغير المسبوقة بمستواها راهناً، التي تشكّل أحد أوجه الإبادة المستمرة.

وأكدت الهيئة والنادي أنّ جميع السياسات والجرائم التي رصدت اليوم، ما هي إلا سياسات ثابتة وممنهجة استخدمها الاحتلال على مدار عقود طويلة، إلا أنّ المتغير فقط بكثافتها.

وجددت هيئة الأسرى ونادي الأسير مطالبتهما بضرورة فتح تحقيق دولي محايد بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مورست بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك على الرغم من الصورة القاتمة التي تلف المنظومة الحقوقية الدّولية، وحالة العجز المرعبة التي سيطرت على صورتها منذ بدء حرب الإبادة.

المساهمون