سورية: "تحرير الشام" مستمرة باستدعاء الناشطين الإعلاميين في إدلب

06 مايو 2021
تعتقل الهيئة ناشطين بسبب منشوراتهم على فيسبوك (محمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -

أكدت "رابطة الإعلاميين السوريين"، في بيان أصدرته، مساء الأربعاء، استمرار مديرية الإعلام التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" التي تعتبر الواجهة السياسية لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) باستدعاء ناشطين في إدلب شمال غربي سورية، لمجرد تعبيرهم عن آرائهم على موقع "فيسبوك"، ودانت هذه التصرف بشدة، وشدّدت على ضرورة توفير بيئة مناسبة للعمل.

وأوضحت أنّ هذه الممارسات جاءت بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، مشيرةً إلى أن الهيئة عمدت إلى اتخاذ إجراءات عقابية بحق الصحافي عمر حاج قدور أحد أعضائها، وثقبت بطاقته الصحافية، وأن ذلك يشكّل بادرة خطيرة في تقييد عمل الناشطين.

واستدعت المديرية العامة للإعلام في "حكومة الإنقاذ" الثلاثاء، الناشط الإعلامي والمصور ومراسل وكالة "فرانس برس" عمر حاج قدور، وجاء الاستدعاء عقب منشور له على صفحته الرسمية في "فيسبوك" بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، وأرفقه بصورة سابقة له تظهر تعرضه لانتهاك من قبل عناصر "هيئة تحرير الشام".

في حديث مع "العربي الجديد"، قال الباحث في "مركز الحريات الصحافية" التابع لـ"رابطة الصحافيين السوريين" محمد الصطوف، إنّ مستوى الحريات الإعلامية وخاصة حرية مزاولة العمل الإعلامي في مختلف المناطق السورية "لم يكن جيداً وهو ما كان عليه الحال في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام"، وأشار إلى أنها "تتبع نهجاً واضح المعالم في تكميم الأفواه والحد من الحريات الصحافية".

ولفت إلى أن المؤسسات الإعلامية الموجودة في مناطق سيطرة الهيئة "قليلة جداً مقارنة بمناطق سورية أخرى، ويمكن القول إنّ الحريات الإعلامية في مناطق الهيئة كانت سيئة جداً على مدار السنوات السابقة، وإنها تسعى لأدلجة الإعلام في مناطقها ضمن قالب معين يخدم مصالحها، وهو أسلوب حاولت مختلف الأطراف اتباعه في مناطق سيطرتها، إلا أن النظام السوري هو الطرف الأبرز الذي يستخدم هذا الأسلوب".

وبيّن الصطوف أنّ الهيئة ارتكبت منذ عام 2011 حتى نهاية عام 2020، ما لا يقل عن 132 انتهاكاً، وكانت خلال العام الماضي في المرتبة الأولى من حيث ترتيب الجهات المسؤولة عن الانتهاكات، بمسؤوليتها عن ارتكاب 24 انتهاكاً من مجموع الانتهاكات الموثقة فقط في عام 2020، والبالغ عددها 60 انتهاكاً.

وفي تقرير أخير لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، تذيّلت سورية مرة أخرى قائمة الدول التي تفرض قيوداً على العمل الصحافي، وجاءت في المرتبة الـ173، من أصل 188 بلداً شملها مؤشر المنظمة الحقوقية، بعدما وصفتها في تقريرها السابق بأنها "واحد من أكبر سجون الصحافيين في العالم".

المساهمون