نعى السودانيون، بحزن شديد، الروائي إبراهيم إسحق، أحد أعمدة الرواية السودانية، الذي خطفه الموت، الجمعة، إثر وعكة صحية لم تمهله طويلاً في الولايات المتحدة الأميركية التي ذهب إليها لتلقّي العلاج.
ونشر مكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، عزاء حمدوك للشعب السوداني، في رحيل إسحق، وقال إن "مسيرة الراحل حافلة بالبذل والعطاء في مجال الآداب والثقافة، وأثرى المكتبة السودانية بالعديد من الكتب والمؤلفات، ونشر العديد من المقالات والدراسات في مجال النقد الأدبي والتراث".
وأضاف أنه "قدّمَ خلالها صوراً فنِّية مبتكرة للبيئة في غرب البلاد، وحفر عميقاً في بيئته المحليّة حتى تمثّلها، وهو كذلك روائيٌّ وسارد، لامست كتاباته الوجدان السوداني بلغة غلبت عليها الفرادة والخصوصية".
واشتغل إسحق بالرواية والقصة القصيرة والمقالات الأدبية، ووثّق للحياة في دارفور، غربي السودان، الإقليم الذي اكتوى في العقود الأخيرة بالحرب الأهلية والنزاعات القبلية.
وُلد إبراهيم إسحق في قرية ودعة، شرق دارفور، عام 1946، وتخرّج من معهد المعلمين في أم درمان، وترأس في عام 2009 اتحاد الكتاب والأدباء السودانيين، وحصل على جائزة الآداب والفنون التشجيعية. كما تم اختياره عضواً في مجلس تطوير وترقية اللغات القومية، ومشاركاً في لجان تحكيم لعدد من الجوائز الأدبية بالبلاد.
ألّف عدداً من الروايات، أشهرها: حدث في القرية، والليل والبلدة، وأخبار البنت مياكايا، وفضيحة آل نورين.
وفي القصص القصيرة، كتب مجموعته الأولى بعنوان: ناس من كافا، وأخرى بعنوان: عرض حالات كباشية، وثالثة بعنوان: حكايات من الحلالات.
وفي نعيه للراحل، كتب الشاعر مامون التلب، على صفحته في "فيسبوك": "إنه ليومٌ حزين، فقَدنا اليوم صرحاً أدبيّاً عظيماً، عماداً يُبجَّل أبداً، أستاذنا وعزيزنا إبراهيم إسحق".
أما الصحافي ياسر فائز، فقد خط في حسابه على "تويتر" كلماته عن الفقيد إبرهيم إسحق، قائلا: "فقدنا علما في الرواية والكتابة الإبداعية في السودان".
فقدنا علما في الرواية والكتابة الإبداعية في #السودان#إبراهيم_اسحق (١٩٤٦ - ٢٠٢١)
— Yasir Faiz (ياسر فائز) (@yasirfaiz0) January 23, 2021
رحل اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية
لروحه الرحمة والسلام والمجد
لأهله وذويه ولنا جميعا الصبر وحسن العزاء pic.twitter.com/APc16XmgLp
أما الروائي صاحب "ذاكرة شرير" و"آخر السلاطين"، منصور الصويم، فأشار، في صفحته على "فيسبوك" إلى أن إبراهيم إسحق "قدم تجربة مختلفة ومتفردة وذات خصوصية في الكتابة السردية، ستظل مدار بحث وإلهام على مر الأيام".
وغرّد غسان علي عثمان، الباحث والإعلامي السوداني، على "تويتر"، عن "رحيل شامة أدبية في وجه البلد الذي يحب مبدعيه بطريقة سيئة"، كما قال.
رحيل شامة أدبية في وجه البلد الذي يحب مبدعيه بطريقة سيئة:
— غسان علي عثمان (@GhassanAlwarag) January 23, 2021
رحل عنا الأديب الكبير إبراهيم إسحق إبراهيم (١٩٤٦- ٢٠٢١م) يرحمه الله رحمة واسعة، ونعزي فيه كل الوسط الثقافي الذي ظل الرجل يخدمه بصدق وحق وإبداع رفيع، كان رجلاً تحبه قبل أن تقرأ له، يحمل بساطة أهلي الذين يقبلون من تكريمهم pic.twitter.com/CIGI2rmOSZ
الكاتبة الجنوب سودانية ستيلا قاليتو، نعت بكلمات قليلة إبراهيم إسحق قائلة: "يا للفقد، أستاذنا الروائي إبراهيم إسحق تبكيك الحروف والمعاني، كل المداد حداد".
من جانبه، ذكر عبد العزيز عثمان، أن إبراهيم إسحق كتب بعشق ومحبة، ودوّن بإبداع ما يجري في تلكم العوالم.
وكتب إسحق علي محمد، في حسابه في "تويتر": رحل الروائي السوداني إبراهيم إسحق.. وقد بصم في خارطة السرد علاماته الخالدة..