سناء موسى: صوتك يا شعبي

02 فبراير 2021
"مهما طال عمر الليل حتما سنغزل منه خيوط الشمس" (معتصم الناصر)
+ الخط -

تشير الفنانة الفلسطينية، سناء موسى، إلى أنها تريد من أغنيتها الجديدة "صوتك يا شعبي" أن تقول: "مهما طال عمر الليل حتما سنغزل منه خيوط الشمس"، وإيصال رسالة ليس للفلسطيني فحسب، بل لكل إنسان يبحث عن القوة الكامنة والذاكرة المحتشدة لديه، ما يدفعه إلى الصمود والمضي قدما، رغم كل الانكسارات التي يعيشها. وفي نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي (2021)، أطلقت موسى عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أغنيتها "صوتك يا شعبي"، وهي مستوحاة  من قصيدة للشاعر سميح القاسم "شعبي حي". الكلمات والرؤية الفنية لنادر صالحة وسناء موسى، توزيع وإشراف موسيقي بشارة الخل. 
حول العمل الجديد والرسالة ورسالة "صوتك يا شعبي"، وقضايا أخرى، أجرت "العربي الجديد" حواراً عبر الهاتف مع موسى.

- ماذا تريد سناء موسى أن تقول في "صوتك يا شعبي"؟
* أريد أن أقول "مهما طال عمر الليل حتما سنغزل منه خيوط الشمس". دائما ثمة شيء قوي داخل كل إنسان، حتى لو تعب الإنسان نتيجة الأوضاع الراهنة البائسة في العالم بأسره، سواء بسبب جائحة كورونا التي شلت حركة المطارات وقطعت أواصر الناس، أو بسبب قضايا الحريات والتضييق على حرية الرأي واستغلال الطبقة العاملة، ومختلف مظاهر الظلم، التي قد تجعل الإنسان مقهورا، داخل هذا الطوفان الصعب، إلا أنه لديه القوة على تغيير هذا الواقع الصعب، باختصار "حيٌ يا شعبي، حيّ أنت". وهذه رسالة ليست للفلسطيني فحسب، بل لكل إنسان في العالم ليبحث داخله عن القوة الكامنة، ويتأكد أنه قادر على التغيير والمقاومة.

- شغلك التراث  الفلسطيني وأهازيج الجدات، وجسدت ذلك غناء. ما هو دافعك إلى عمل يجمع بُعدين وطنيا وعالميا؟
* أحببت أن أقول إنني أغني ما أشعر به، وما يعبر عن المرحلة التي أعيشها، وهذه المرحلة استدعت هذه الكلمات التي كتبتها مع نادر صالحة، خصيصا لتعبر عما نفكر فيه هذه المرحلة الصعبة. ألهمتنا لهذه الكلمات قصيدة الشاعر سميح القاسم، "حي يا شعبي"، التي يذكرنا فيها بأننا أحياء وموجودون، وبالتالي يجب أن ننفض ركام الموت وننهض ونرفع يدنا في وجه الظالم ولا نستكين للظلم، وهذا ما دعاني إلى هذا النمط الفني. أحب أن أذكر أن التراث فن يعبر عن المرحلة التي وجد فيها البشر في مرحلة تاريخية، وهذه الأغنية ستصبح في يوم ما تراثا يعبر عن الفترة الصعبة التي نمر فيها اليوم، وعمليا لم أبتعد عن نفسي وعن جمهوري، بل كنت شفافة وأمينة مع إحساسي.

   
- في إبريل / نيسان 2019 التقاك الجمهور القطري في أمسية غنائية شهدتها "كتارا". هل تودين العودة إلى الدوحة، وماذا قدمت خلال العامين الماضيين؟
* نعم اشتقت لجمهوري والعودة للعروض الحية التي تشهد تفاعلا حقيقيا بين الناس والفنان. أمسيتي في "كتارا" كانت خيالية، والمحبة التي وجدتها والشعور المتبادل مع الناس لا يوصفان، وحساسية الناس لما أقدم، وحجم فهمهم للعمل الغنائي. كانوا يسألون عن تفاصيل دقيقة في الأغاني. اتضح لي أن هذا الجمهور حساس وينبش في الموسيقى التي يسمعها، وأنا أنبش في التراث لتقديمه إلى جمهوري، وهم ينبشون في الأغاني حتى يتحسسوا كل طبقة فيها.

- ماذا قدمت خلال العامين الماضيين؟
* قبل الحجر الصحي في مارس/ آذار 2020، قمت بجولة عالمية شملت كندا وغيرها، وفي الهند قدمت عروضا مع الفنان آي آر رحمان الحائز على جائزة أوسكار في التأليف الموسيقي للأفلام. سجلنا موسيقى لفيلم سينمائي يخرجه الإيراني مجيد مجيدي، بالإضافة إلى مشاريع أخرى. وبدأتُ التأسيس للأسطوانة الثالثة، "زخارف"، التي تتضمن نبشا في التراث والموروث العربي من المحيط إلى الخليج. وحضّرت المواد وبدأت العمل مع الفريق، لكن توقفنا جراء التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا، فانقطع التواصل الشخصي والمباشر مع الفنانين والموسيقيين، وأنا دائما أحب أن أعمل على أغانيّ ضمن دراسة وورشات عمل وإنتاج مشترك وعمل جماعي، لأن الموسيقى تحديدا من الصعب إنجازها عبر "زوم" تقنيا. والمشروع توقف عند ورشات العمل وسنستأنف النشاط بعد انقضاء الجائحة.

المساهمون