سلطات إقليم كردستان العراق تُغلق 5 محطات تلفزيونية

17 اغسطس 2021
أُغلقت وسائل واعتُقل صحافيون بسبب تغطية الاحتجاجات العام الماضي (فريق فرج محمود/الأناضول)
+ الخط -

قررت السلطات الحكومية في إقليم كردستان العراق، اليوم الثلاثاء، إيقاف بث 5 محطات تلفزيونية تعمل من داخل الإقليم لأسباب قالت إنها تتعلق بـ "مخالفة لوائح البث" في الإقليم الذي يتمتع بصلاحيات إدارية وتنظيمية واسعة عن بغداد منذ الغزو الأميركي للبلاد وإقرار الدستور الجديد الذي منح المحافظات إمكانية تشكيل أقاليم إدارية بصلاحيات واسعة.

وقالت وسائل إعلام محلية كردية إن وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان أصدرت في وقت متأخر من ليل الاثنين قراراً بإغلاق 5 قنوات تلفزيونية، هي قنوات "تصوف"، و"خيزان"، و"آسمان"، و"داهين"، و"روز".

وأشارت إلى أنّ الوزارة اصدرت كتاباً رسمياً جاء فيه أنه "بسبب انتهاك قانون الطباعة والنشر، وتجاهل التعليمات الخاصة بعرض البرامج الخيرية، قررت المديرية العامة للإعلام والطباعة والنشر في وزارة الثقافة إيقاف بثّ عدد من محطات التلفزة المحلية". 

وتابعت: "تم تنبيه تلك القنوات مراراً عن مخالفاتها في بث البرامج الخيرية، لكنها لم تكترث بالأمر"، مشيرة إلى أنها "قررت إيقاف بث تلك القنوات بموجب قانون تنظيم ترددات البث الفضائي في إقليم كوردستان، على أن يتم تنفيذ قرارها اعتباراً من تاريخ صدوره". 

ووفقاً لمصادر صحافية في الإقليم، فإن المخالفات تتعلق ببث تلك القنوات محتوىً دينياً أو أنشطة غير مرخصة مثل جمع التبرعات أو إثارة مواضيع اجتماعية سبق أن سببت مشاكل داخل المجتمع الكردي، بعضها يحمل خطاباً اعتُبر معادياً لحقوق المرأة في الإقليم من خلال استضافة أشخاص متشددين في برامج حوارية.

 

لكن عضو نقابة صحافيي كردستان، أحمد عبد الله، قال إنّ سلطات الإقليم تمارس منذ سنوات قيوداً على حرية الإعلام. وأوضح في اتصال هاتفي من السليمانية مع "العربي الجديد" أن فضائيات ومواقع اخبارية سبق أن تعرضت للإغلاق أو المحاسبة القانونية، بسبب انتهاجها مواقف مناوئة للسلطات، لكن الإغلاق يُعلَّل بأسباب أخرى.

وشدد على ضرورة ضمان حرية العمل الإعلامي المهني في مدن إقليم كردستان، مبيناً أن إجراءات الإغلاق والتضييق والملاحقة ستدفع كثيراً من الصحافيين نحو العزوف عن نقل الحقائق كما هي.

يُذكر أن سلطات إقليم كردستان أغلقت فضائية "أن آر تي" التي تبث من السليمانية أكثر من مرة لارتباطها برئيس حراك "الجيل الجديد" ساشوار عبد الواحد، وتبنيها خطاباً مؤيداً للتظاهرات التي سبق أن خرجت في الإقليم ضد الأحزاب الحاكمة. 

ووجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في وقت سابق، اتهامات إلى سلطات إقليم كردستان بإغلاق مكاتب إعلامية في الإقليم، بسبب انتهاجها سياسة معارضة للحزب الحاكم هناك، في إشارة إلى "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني. 

وعبّرت المنظمة عن مخاوفها من تسبب الدوافع السياسية بالتضييق على وسائل الإعلام، لافتةً إلى إصدار الإقليم أحكاماً متعلقة بالتشهير والتحريض ضد صحافيين ونشطاء وأصوات معارضة أخرى. ودعت إلى عدم استخدام القيود لقمع أو حجب المعلومات ذات المصلحة العامة التي لا تضر بالأمن القومي، رافضةً مقاضاة الصحافيين بسبب تغطية مثل هذه المعلومات. 

المساهمون