بدأ الثلاثاء الماضي عرض النسخة السعودية من برنامج المواهب "سعودي أيدول". ففي بادرة اتخذتها هيئة الترفيه ورئيسها تركي آل الشيخ، قرر القائمون على النسخة العربية التي عرضتها محطة MBC لسنوات، تحويلها إلى مسابقة بين المتبارين السعوديين للفوز بلقب أفضل صوت أو موهبة في مجال الغناء.
فريق العمل التنفيذي الخاص بالبرنامج استُقدِم من لبنان، بإشراف المخرج إميل سليلاتي الذي يدخل عالم برامج المنوعات بعد عمله في الإعلانات التجارية والأغاني المصورة.
تبارى في الحلقة الأولى مجموعة من الشباب السعوديين، أمام لجنة تحكيم تضم المغنية أحلام وزميلتها أصالة نصري وماجد المهندس وأصيل أبو بكر. يتمتع أعضاء لجنة الحكم بخبرة كبيرة في عالم الأصوات، وقد فرضوا أجواءً لا تخلو من بعض المجاملات التي يجود بها أعضاء لجنة التحكيم على المتبارين، وخصوصاً المغنية السورية التي تضع الكلفة جانباً بينها وبين المشتركين، وتحاول أن تعبّر عن رأيها بطريقة هادئة، حاضنة لمرور الشباب ربما للمرة الأولى تحت الضوء. في المقابل، تحاول أحلام وزميلها ماجد المهندس التعليق بطريقة علمية على الصوت وتقنيات الغناء وغيرها من الأمور التوجيهية، إلى إعطاء مجموعة من النصائح.
احتلت مجموعة من المواهب السعودية الموسم الأول من النسخة الجديدة من البرنامج. سعوديون جاؤوا من مناطق المملكة كافة. وكان لافتاً مقدرة فريق إعداد البرنامج على رواية تفاصيل خاصة عاشها هؤلاء في انتظار الحلم والضوء.
المشتركة الأولى، لامار علي، من الجنوب ومقيمة في جدة، تملكتها الثقة، وقالت إنها من أوائل النساء اللواتي دافعن عن قيادة المرأة للسيارة، وهي سعيدة بما ستحققه من خلال هذا البرنامج من إثبات لموهبتها أمام الجمهور. المشترك علي النمنمي الذي عانى من عيب خلقي في الفم اعترف بأنه أجرى عمليات تجميل، بعدما عانى الأمرَّين جراء التنمر وطريقة لفظه للحروف. وبعد العملية الأولى، اكتشف أنه يملك موهبة الغناء والصوت الجيد، وجاء إلى البرنامج لاختبار نفسه وتحدي كل من أساء إليه. خطف علي أربعة "نعم" من لجنة الفنانين الذين صُدموا بطبقاته الصوتية، وقد تأهّل إلى المرحلة الثانية. وتحدثت المشتركة خلود الحارثي عن دخولها مرحلة الكآبة بعدما فقدت وظيفتها قبل سنتين، وقررت خوض تجربة الغناء أمام العالم كنوع من الشفاء وعودتها إلى حياتها الطبيعية.
ترسم هذه الصور نقطة تواصل بين المتابع السعودي أولاً والمشتركين. هؤلاء ربما لم يجرؤوا على التقدّم للبرنامج نفسه بنسخته العربية، لكنهم وجدوا أنفسهم في بيئة محلية، حاضنة للمواهب، حملوا من الاعترافات ما يستحق التوقف عنده ودعمه، ليس فقط دعماً للموهبة، بل لكل ما خبأوه من سنوات، من معاناة أو خوف سقطت خارج استوديو للبدء برحلة مختلفة وجديدة. وعلى الرغم من الرتابة في هذا النوع من البرامج الخاصة بالمواهب في الإعلام العربي عادة، فإن "سعودي أيدول" يشكل نقطة تحوّل، تكشف لنا المزيد عن مواهب تستحق، كما كل المواهب العربية، الخروج من بيئتها أولاً إلى الضوء.