سبيلبرغ أطلق من مهرجان تورنتو فيلم "ذا فايبلمانز" عن طفولته

12 سبتمبر 2022
أكد سبيلبرغ أن هذا الفيلم لا يعود إلى كونه قرر "التقاعد" (مايكل لوكيسانو/Getty)
+ الخط -

يسلّط المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ الكاميرا على طفولته الخاصة، التي تأرجحت بين خلافات والديه وتعرّضه للتنمّر "المعادي للسامية"، في فيلم "ذا فايبلمانز" الذي أقيم عرضه الأول خلال مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

ويُعتبر سبيلبرغ، البالغ 75 عاماً، أحد أبرز المخرجين الأحياء في هوليوود، وفي رصيده أفلام مهمة طبعت الفن السابع، على غرار "جوز/الفك المفترس" و"إي تي".

ويستند "ذا فايبلمانز" إلى طفولة سبيلبرغ في ولاية أريزونا وعبوره إلى سن الرشد، ويغوص في أسرار عائلة رجل شاب يهوى السينما. وتولى أدوار البطولة في الفيلم الممثلان بول دانو وسيث روغن وزميلتهما ميشيل ويليامز.

وأوضح سبيلبرغ أمام جمهور متحمس، خلال العرض الذي أقيم ضمن أكبر ملتقى للفن السابع في أميركا الشمالية، أنه أراد منذ مدة طويلة أن يصور فيلماً شخصياً جداً، لكنّ "الخوف" الذي أثارته جائحة كورونا كان في نهاية المطاف الحافز للإقدام على هذه الخطوة.

وقال سبيلبرغ بعد العرض: "لا أظن أن أيّ شخص كان يعرف في مارس/آذار أو إبريل/نيسان 2020 ما سيكون مصير الفن والحياة ولو بعد سنة واحدة".

وأضاف: "كل ما في الأمر أنني فكرت بما أحتاج فعلاً لتوضيحه أو البوح به عن أمي وأبي وشقيقاتي إذا كنت سأترك شيئاً ورائي". وتابع أنه لم يكن أمام معادلة "الآن أو أبداً"، ولكن أمام خيار يشبهها "تقريباً".

وتبدو أوجه الشبه واضحة بين حياة سبيلبرغ الفعلية وتلك التي عاشها مع عائلة سامي فايبلمان، وهو الشخصية الرئيسية في هذا الفيلم القريب من السيرة الذاتية.

تماماً مثل سبيلبرغ، انتقلت عائلة فايبلمان من نيوجيرزي إلى أريزونا واستقرت في كاليفورنيا، حيث عشق سامي السينما، وعمل على اتقان هوايته بمساعدة أصدقائه مبتكراً تقنيات خاصة بالكاميرا. واسترجع سبيلبرغ شريط ذكرياته قائلاً: "كنت أستخدم الغراء واللعاب لمحاولة التوصل إلى تثبيت الأشياء بعضها مع بعض". ويستعيد الفيلم أفلاماً عدة صورها عندما كان مراهقاً.

وشرح المخرج المخضرم أنه فعل في هذا الفيلم "كل العمل الذي يحصل في الكواليس، بشكل أفضل بكثير مما فعل في الأفلام بصيغة 8 ملم" التي صورها.

ولا يخفي الفيلم مشاكل سامي في المنزل، كتلك التي واجهتها علاقة والديه اللذين يجسد دوريهما كلّ من ميشيل ويليامز وبول دانو، مع أن السينما شكّلت للشاب الشغوف بالكاميرا مصدر راحة وهروب من الواقع.

كذلك يُظهر سبيلبرغ في فيلمه ما كان يتعرض له من تنمّر معادٍ للسامية، كما يقول، من تلميذين زاملاه في مدرسته الثانوية في كاليفورنيا. وأوضح سبيلبرغ أنه شاء أن يتناول في عمله هذه الحوادث الحقيقية، ولكن من دون إبرازها في الواجهة.

ووصف التنمر بأنه مجرد جانب صغير" من حياته. وقال "معاداة السامية هي أحد جوانب حياتي، ولكنها لم تطغَ عليها". ونفى سبيلبرغ تقارير صحافية عن أن هذا الفيلم هو الأخير له.

ليست النهاية 

وأكد سبيلبرغ أن هذا الفيلم لا يعود إلى كونه قرر "التقاعد"، مؤكداً: "لا تصدقوا كل هذا الكلام". ولفت سبيلبرغ قبل العرض إلى أن "ذا فايبلمانز" هو أول فيلم له يشارك في مهرجان سينمائي، ما يشكّل إنجازاً للمهرجان الكندي.

ودرجَ مهرجان تورنتو السينمائي الدولي على استقطاب حشود من هواة السينما لحضور أبرز العروض الأولى، لكنّ التأثير السلبي لجائحة كوفيد-19 كان كبيراً عليه، وهو يعوّل تالياً على هذه الدورة لاستعادة هالته الكاملة.

ويًتوقَع أن يشهد المهرجان، الذي بدأ الخميس ويُختَتَم في 18 سبتمبر/أيلول الحالي، حضور عدد من النجوم على سجادته الحمراء. ومن بين هؤلاء الممثلة جنيفر لورنس التي جذب فيلمها "كوزواي" هواة السينما السبت. ويتمحور الفيلم على محاربة سابقة تحاول الانخراط مجدداً في الحياة المدنية في نيو أورلينز.

وفي البرنامج أيضاً، عرض لفيلم التشويق "غلاس أونيون: إيه نايفز آوت ميستري"، للمخرج ريان جونسون، من إنتاج نتفليكس، ويتولى فيه دانيال كريغ مجدداً دور المحقق الخاص، وإلى جانبه مجموعة من الممثلين البارزين كإدوارد نورتون وإيثان هوك وجادا بينكيت سميث.

ولا يمنح المهرجان الكندي جوائز على غرار السعفة الذهبية في مهرجان كانّ أو الدب الذهبي في مهرجان برلين، بل يكتفي بمنح جائزة الجمهور، وغالباً ما يوفر لمحة عن الترجيحات لجوائز هوليوود في فصل الشتاء.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون