سباق مع الزمن لإنقاذ آثار المغرب من دمار الزلزال

10 سبتمبر 2023
مسجد الكتبية التاريخي في المغرب (كريستينا بيريز/Getty)
+ الخط -

تسابق وزارة الثقافة والشباب في المغرب الزمن لإنقاذ وحماية الآثار التاريخية من الدمار الناجم عن الزلزال العنيف الذي ضرب عدداً من المناطق في المغرب، ليل أول من أمس الجمعة.

وتسبب الزلزال، الذي بلغت قوته 7 درجات على سلم ريختر، في تضرر العديد من المآثر التاريخية لا سيما في مدينة مراكش.

ومن أبرز الآثار التي تأثرت بقوة الزلزال "المسجد الأعظم" بمدينة تنميل التاريخية، التي ارتبطت بالمصلح الديني "المهدي بن تومرت" مؤسس الدولة الموحدية في المغرب، والذي كان استُكمل ترميمه في الشهور الأخيرة قبل أن يتداعى معظمه.

وضمن المباني الأثرية المتضررة جراء الزلزال أيضاً مسجد "خربوش" الشهير الذي تضرر بشكل كبير جراء انهيارات جزئية في بعض أجزائه ومن بينها الصومعة التاريخية، كما تأثرت أجزاء من الأسوار المجاورة لكل من  باب أغلي، باب أكناو، وباب الرب، والتي تعد أبواباً تاريخية هامة في مراكش.

كما أثارت مقاطع فيديو تم تداولها أسئلة حول سلامة مسجد الكتبية التاريخي، بعد إظهار تلك المقاطع تصاعد غبار أبيض أشبه بالدخان من مئذنة المسجد.

وكانت مجموعة من المآثر التاريخية لمدينة مراكش شهدت، خلال الأشهر الماضية، مشروعات لترميمها في إطار برنامج "الحاضرة المتجددة".

وقال المدير الجهوي للثقافة بجهة مراكش آسفي، حسن هرنان، لـ"العربي الجديد": "نعمل على تشخيص الوضع منذ الأمس، وغداً سيتم وضع تشخيص عام على صعيد الجهة ككل"، مشيراً إلى أن لجنة المعاينة التابعة لمديرية الثقافة مازالت تعمل في الميدان وتجمع المعطيات، في وقت تم فيه إغلاق جميع المآثر في انتظار نتائج التشخيص النهائي غداً الاثنين، فيما ستحدد مكاتب دراسات ومختبرات بالضبط مستوى التدخلات التي تتطلبها المواقع المتضررة.

وأضاف هرنان: "أثر الزلزال على المآثر التاريخية يختلف من أثر لآخر، لكن نحمد الله أن الأمر لا يثير المخاوف، باستثناء مسجد تنميل الذي تأثر بشكل كبير لقربه من بؤرة الزلزال بمنطقة أغيل، علماً أنه يخضع منذ ما يزيد عن أربع سنوات لعملية ترميم، ولم يتبق إلا خمسة أشهر على الانتهاء من أعمال الترميم".

من جهة أخرى، كشف مصدر رسمي بالوزارة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" أن الوزير محمد مهدي بنسعيد سيترأس غداً اجتماعاً يُخصص للعمل على إعداد برنامج استعجالي يهتم بجميع المباني والآثار التاريخية وفي مقدمتها مسجد تنميل التاريخي، والذي تعرض جزء منه للضرر جراء هذه الكارثة الطبيعية.

المساهمون