رحل الصحافي البريطاني الأميركي، السير هارولد إيفانز، عن عمر 92 عاماً، بعد حياة مهنية مفعمة على مدار 70 عاماً بالطموح والعمل الجاد، عمل خلالها في التحقيقات الاستقصائية وأسس مجلة كما عمل ناشراً للكتب ومؤلفاً، مما جعل منه أحد أكثر الشخصيات الإعلامية تأثيراً في جيله.
وقالت زوجته، الصحافية والكاتبة تينا براون، إنه توفي أمس الأربعاء في نيويورك بأزمة قلبية.
وإيفانز رئيس تحرير سابق لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، كما كان يعمل صحافياً حراً لوكالة "رويترز" قبيل وفاته، وترك بصمة فريدة في مجال الصحافة الاستقصائية، إذ دافع هو وفريق العاملين معه عن قضايا إما تعرضت للإهمال أو الإنكار، وكشفوا عن انتهاكات لحقوق الإنسان وفضائح سياسية، كما أيدوا سياسات تهدف إلى نقاء الهواء.
We mourn the loss of Sir Harold Evans, who set the world's gold standard for journalism.
— Thomson Reuters (@thomsonreuters) September 24, 2020
His 70-year career as an investigative journalist, magazine founder, book publisher and author made him one of the most influential media figures of his generation.https://t.co/rQY4zrupJ4
وكشف واحد من أشهر تحقيقاته عن محنة مئات من الأطفال البريطانيين الذين ولدوا بتشوهات، بسبب عقار "ثاليدوميد"، ولم يحصلوا على أي تعويض. نظم إيفانز حملة على الشركات المصنعة للعقار، ما أدى في نهاية المطاف إلى نيل تعويضات لأسر الأطفال، بعد مرور أكثر من عقد.
وقال في مقابلة مع صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، في 2014، إن "كل ما حاولت فعله وما أملت في فعله هو تسليط بعض الضوء". وأضاف "وإذا أدى هذا الضوء إلى نمو حشائش ضارة فعلينا أن نحاول اقتلاعها".
وبعد 14 عاماً من العمل في صحيفة "صنداي تايمز"، أصبح إيفانز رئيس تحرير "تايمز أوف لندن"، بعد وقت قصير من شراء قطب الإعلام روبرت مردوخ لهذه الصحيفة عام 1981. واستقال إيفانز بعد عام واحد، بسبب خلاف مع مردوخ على استقلال السياسة التحريرية.
وانتقل إيفانز بعد سنوات قليلة إلى الولايات المتحدة مع زوجته، وهي صحافية ورئيسة تحرير، واستمر زواجهما نحو 40 عاماً.
وواصل حياته المهنية مؤلفاً وناشراً ومحاضراً جامعياً. وألف كتباً عدة منها "القرن الأميركي" عام 1998، وتتمة له هو كتاب "هم صنعوا أميركا" في 2004، كما ألف قصيدة عن الكتابة الرصينة عنوانها "هل كلامي واضح؟".
I love Harold Evans’ books on writing and journalism, especially Essential English and Do I Make Myself Clear. I was never important enough to meet him, but when I wrote to him as a v lowly journalist he sent back the most charming letter, beautifully written, of course https://t.co/Smdjucf0Tj
— Hadley Freeman (@HadleyFreeman) September 24, 2020
وانضم إيفانز إلى "رويترز" في 2011. وأدار خلال عمله معها حوارات مع صناع الخبر في قطاعي الأعمال والسياسة، مثل توني بلير ومارك كيوبان وآل غور وجون كيري وهنري كيسنجر وجيم ماتيس وساتيا ناديلا.
وقال رئيس تحرير وكالة "رويترز"، ستيفن جيه. أدلر، إن "هاري إيفانز كان مصدر إلهام، ليس فقط كصحافي عظيم وإنما كرجل رائع. كان يتمتع بعقل نهم وإصرار هائل ومبادئ رفيعة وقلب معطاء".
(رويترز)