رافي وهبي ورهانات "ستة ناقص واحد"

15 أكتوبر 2022
كان منتجاً منفذاً في العمل (رافي وهبي/فيسبوك)
+ الخط -

يبدو أن الكاتب والممثل السوري، رافي وهبي، قد اتخذ قراراً بعدم الاكتراث بتحقيق حضور في أعماله على منصات العرض التقليدية، ولا سيما تلك التي من تأليفه. فبعدما عرض مسلسله الرقمي (سوري – لبناني) على "يوتيوب"، الذي شارك في تأليفه ولعب شخصية رئيسية فيه، ذهب أيضاً في عمله الجديد، "ستة ناقص واحد"، إلى منصة رقمية، إذ عرض العمل على "شاهد" بحلقاته السبع، محققاً تفاعلاً مقبولاً.

"ستة ناقص واحد" يجمع في توصيفه بين فئتي أعمال الغموض والجريمة من جهة، والأعمال التوعوية الهادفة من جهة أخرى. ففي حين يقرر 6 زملاء في الجامعة الذهاب في رحلة عقب انتهاء مرحلة الجامعة، يفقدون أحدهم بداية الرحلة، فتدور أحداث القصة في البحث عنه ومعرفة مصيره. العمل الموجه لفئة الشباب، يركز على جانب إرشادي توعوي لهذه الشريحة في مثل هذه المواقف، إلى جانب عامل الإثارة والتشويق الذي يقدمه العمل لجذب المشاهد. ألّف المسلسل رافي وهبي، وأخرجه الفوز طنجور، ولعب بطولته عدد من الممثلين والوجوه الجديدة، كعزام النمري ويوسف وليد ودوجانا عيسى وغيرهم.

في هذا السياق، يتحدث رافي وهبي لـ "العربي الجديد" عن عمله "ستة ناقص واحد": "عمدت إلى اختيار قالب الإثارة بالاعتماد على الآكشن والتشويق من خلال قصة قائمة على كشفٍ ما، فاليوم ومع ظهور المنصات وتراجع قالب المسلسلات التقليدية من فئة ثلاثين حلقة، وحضور المسلسلات القصيرة من 7 إلى 12 أو 15 مثلاً، بات يُفترض طرح مواضيع جديدة قادرة على المنافسة لجذب المشاهد. وصحيح أن هناك جرعة من الترفيه والإثارة يجب أن تقدم، لكن ذلك لا يعني إهمال المضمون، من خلال تضمين الأعمال ما هو هادف وحامل لرسائل معينة، وهذا كان هدفي في العمل الأخير".

وحول رأيه بالتفاعل مع العمل، ولا سيما بعد عرضه على منصة رقمية، مقارنةً بما إذا كان عرض على شاشة تقليدية، يرى أنه "ليس صناع الدراما بالعموم فقط من يحتاجون إلى وقت من الانتقال من قالب 30 حلقة إلى الأعمال القصيرة أو الحرة من حيث عدد الحلقات، وإنما المشاهد كذلك يحتاج إلى وقت للانتقال والبدء بالاختيار، لأن ذلك مرتبط بطقوس وعادات، ففي العالم العربي منذ زمن ننتج أعمالاً من 30 حلقة والتي تعرض في المواسم الرمضانية". يضيف: "المسألة بالنسبة لصناع الدراما، ولا سيما المؤلفين والكتاب، مرتبطة ببناء العمل، فإنتاج مسلسل من ثلاثين حلقة يختلف عن بناء الأعمال القصيرة، ويصبح المسلسل معقداً كلما كان عدد الحلقات أقل، إذ يتطلب الأمر استخدام تقنيات تتعلق بالتكثيف وتطوير النص، وبذات الوقت الأعمال القصيرة هي فرصة للكاتب ليطرح القصة أو يبنيها بما تستحقه من حلقات، من دون الارتباط بقالب عددي معين تدخله الثرثرة".

سينما ودراما
التحديثات الحية

بالنسبة للتفاعل مع "ستة ناقص واحد"، يقول وهبي إن "العمل لا يقوم على النجوم، وهذا رهان لنا ولا يزال قائماً، اعتمدنا بأن يكون العمل بحد ذاته هو النجم بالممثلين الذين شاركوا فيه، فلذلك كان هناك رهان عليه بالاعتماد على نجومية العمل أكثر من شخوصه، إلى جانب رهان آخر لكون المسلسل عرض على منصة رقمية غير تقليدية. وبالنسبة لي، عامل تحقيق مشاهدة عالية غير مهم، إن لم يكن العمل يحقق مضموناً هادفاً للمتلقي".

إلى جانب التأليف، كان وهبي منتجاً منفذاً ومشرفاً عاماً على المسلسل. ولذلك سألناه ما إذا كان تدخل في عملية اختيار الممثلين، وكيف يقيم أداء الوجوه الجديدة في العمل. يقول: "بالوضع الطبيعي، وكوني ممثلاً ومخرجاً، فإن اختيار الممثلين هاجس لدي. وفي ستة ناقص واحد كان هذا الهاجس حاضراً حتى أثناء مرحلة الكتابة، فبدأنا بالكاستينغ في وقت مبكر، وعملية الاختيار ليست سهلة، لكون الأمر خارج معرفتي شخصياً، إذ قد يكون لدي اطلاع على الأسماء في سورية ولبنان، أما كل ما ابتعدت أكثر عن هذه الدائرة، كمصر والخليج مثلاً، تصبح المعارف أضيق، ما يصعب الأمر". يضيف: "منذ المسودة الأولى للعمل، كنا نختبر ما إذا كان الممثلون مناسبين للنص، وعملنا على تطوير وتعديل النص بناء على الترشيحات التي أتتنا. بالنهاية، كان المخرج الفوز طنجور هو من يثبت الأسماء مكان الشخصيات".

المساهمون