- "بي بي سي" ترفض توصيف حماس كإرهابية محافظةً على الحياد، رغم الضغوط من الحكومة الإسرائيلية ومنظمات مناصرة لها، مؤكدةً على دورها في تقديم الحقائق للجمهور.
- الجدل حول تغطية الصراع يبرز التحديات التي تواجه وسائل الإعلام، حيث تتعرض "بي بي سي" لانتقادات من كلا الجانبين، مما يؤدي إلى استقالات وتململ بين موظفيها.
دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الأحد، إلى وصف حركة حماس في تقاريرها بأنها منظمة إرهابية، معيداً إحياء جدل التوصيفات والتسميات الذي شهدته الصحافة العالمية عموماً والمؤسسة البريطانية خصوصاً، إثر بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي.
وفي مقابلة مع مراسلة "بي بي سي" لورا كوينسبيرغ، قال كاميرون إنه يتعين على هيئة البث إعادة النظر في قواعدها التحريرية بعد نشر "حماس"، السبت، مقطع فيديو يظهر فيه الأسير البريطاني الذي يحمل جنسية إسرائيلية، ناداف بوبليويل، معلنةً مقتله في قطاع غزة جراء إصابته بقصف جيش الاحتلال في إبريل/ نيسان الماضي.
وأشار كاميرون إلى أنّه لا يملك معلومات جديدة حول مصير بوبليويل، وأنّ وزارة الخارجية تتحقّق من المقطع الذي أصدرته المقاومة الفلسطينية، وقال: "شاهدت الفيديو الذي نشرته حماس، الليلة الماضية (السبت)، على منصة إكس مثل أي شخص آخر (...) وفكّرت في مدى قسوة هؤلاء الأشخاص الذين يفعلون ذلك ويتلاعبون بمشاعر العائلة بهذه الطريقة".
وتابع كاميرون: "عندما ترى إلى أي مدى يمكن لحماس أن تذهب بالأمر، فإنك تدرك أنّنا نتعامل مع أشخاص رهيبين ومروعين وغير إنسانيين"، مضيفاً: "ربما تكون هذه هي اللحظة التي تساءل فيها بي بي سي نفسها مرة أخرى، هل يجب أن نصف هؤلاء الأشخاص بأنّهم إرهابيون؟ إنهم إرهابيون".
واعتادت هيئة الإذاعة البريطانية أن تشير إلى حركة حماس بأنّها مصنفة منظمة إرهابية محظورة، لكنّها رفضت تبني هذا الوصف بشكل رسمي، خشية أن ينظر على ذلك بأنّه انحياز لأحد طرفي الصراع.
ورداً على انتقادات إسرائيلية، قالت "بي بي سي"، في 12 أكتوبر الماضي، إنها لا تصف "حماس" بـ"الإرهابية"، لأن "الإرهاب كلمة مشحونة يستخدمها الناس لوصف جماعة لا يوافقون عليها أخلاقياً، ليست مهمة بي بي سي أن تقول للناس من يجب أن يدعموا ومن يجب أن يدينوا، من هم الأخيار ومن هم الأشرار".
وأضافت: "إننا نشير بانتظام إلى أن الحكومات البريطانية والحكومات الأخرى أدانت حماس باعتبارها منظمة إرهابية، ولكن هذا شأنها. النقطة الأساسية هي أننا لا نقول ذلك بصوتنا، عملنا هو أن نقدم لجمهورنا الحقائق، وندعهم يتخذون قرارهم بأنفسهم".
"بي بي سي" في دائرة الانتقاد
لم تنجح هيئة الإذاعة البريطانية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الابتعاد عن دائرة الانتقادات والاتهامات بالانحياز، من قبل مناصري القضية الفلسطينية ومؤيدي إسرائيل على حدّ سواء.
وقامت شخصيات حكومية إسرائيلية، من بينها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بتقديم شكاوى بحق "بي بي سي" إلى الحكومة البريطانية، ممثلة برئيس الوزراء ريتشي سوناك، متهمةً إياها بالترويج لحركة حماس. فيما تولت منظمات مناصرة للاحتلال التحريض على الصحافيين العرب العاملين في "بي بي سي"، ممّا أدى إلى إخضاع عددٍ منهم للتحقيق الداخلي، بحجة مشاركتهم منشورات اتُّهمت بـ"التعاطف مع حركة حماس".
من الناحية الأخرى، واجهت الهيئة البريطانية انتقادات واسعة من مناصري القضية الفلسطينية بسبب تغطيتها المنحازة للرواية الإسرائيلية، وسرعان ما بدأ التململ يظهر على عشرات من موظفيها، وخصوصاً العاملين في الخدمة العربية والموظفين العرب العاملين في الخدمة الدولية، وأدّى ذلك إلى استقالة عدد منهم.