"دهب غالي": الشاب الفقير يحب الفتاة الغنية... إلخ

27 يوليو 2024
حكاية مُكرّرة ومستهلكة في الدراما العربية (أمازون برايم)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **قصة "دهب غالي" وتطور الحب بين الشخصيات**: تدور حول حب تقليدي بين الفقير والغنية، حيث تختار دهب (فايا يونان) غالي (إيهاب شعبان) من السجن لمشروعها الاجتماعي. تتطور العلاقة إلى حب، لكن القصة تفتقر للعمق والتشويق.

- **أداء الممثلين وتفاعل الشخصيات**: فايا يونان لم تتمكن من حمل العمل، بينما برز إيهاب شعبان في بعض المشاهد. جيانا عنيد وفادية خطاب وفادي صبيح قدموا أداءً مميزاً، في حين لم تكن شيرين الحاج وعصام مرعب موفقين.

- **الإخراج والموسيقى وتأثيرها على العمل**: المخرج محمود عبد التواب قدم كوادر وديكورات متميزة، لكن هشاشة الحكاية وضعف الكيمياء بين الشخصيات أثرت سلباً. أغنيات فايا يونان لم تتناسب مع فحوى العمل.

قبل أن يراهن المخرج سامر البرقاوي على لعب فايا يونان دور البطولة في مسلسل "تاج" مع الممثل تيم حسن، راهن المنتج السوري محمد مشيش عليها، ليجعلها تلعب دور البطولة الرئيسي في مسلسل "دهب غالي" (15 حلقة، أمازون برايم)، لتقف أمام ممثل شاب هو إيهاب شعبان، ومع عدد من الفنانين السوريين واللبنانيين. كيف كانت التجربة؟

حكاية "دهب غالي" ارتكزت في قصتها الأساسية على كليشيه مكرّر كثيراً، وهو حب الفقير للغنية، وذلك بعد أن اختارت دهب (فايا يونان)، وهي صاحبة مشروع اجتماعي نفسي، موقوفاً في السجن بعد أن التقت به صدفةً، كي تجعله جزءاً من تجربتها الأساسية التي تعتمد على تأهيل سجين أو صاحب سوابق في الاندماج بالمجتمع، فتجد غالي (إيهاب شعبان) في وجهها، وتُعجب بتصرّفاته الإنسانية، فتختاره من بين الجميع وتبدأ رحلة التجربة تلك مع الميكانيكي غالي القادم من حارة شعبية، ويتحول أمام مجتمعه الجديد إلى الدكتور فيصل. وتتطور المشاعر بالتدريج بينه وبين دهب، حتى تصل إلى الحب في قصة متوقعة الحدوث والنهاية، كونها مكرّرة في عدة أعمال.

لا يمكن للمشاهد أن يتعاطف مع الشخصيات أو يخلق معها حالة معينة، أي لا يتورط بها، بل يبقى على الحياد ولا يتأثر كثيراً. يعود ذلك إلى هشاشة الحكاية وتوقع نهايتها وضعف الكيمياء الموجودة بين بطلي القصة الأساسية. الجديد في الموضوع هو أن الحب الذي وقع بينهما جاء عن طريق تجربة اجتماعية، أما قصة الغنية والفقير فهي كما العادة تنتهي بسعادة وارتباط كأغلب الأعمال، وكما حصل في "دهب غالي" نفسه.

لم تستطع فايا يونان حمل العمل على أكتافها لوحدها، فكانت أدواتها التمثيلية ضعيفة، باستثناء الصوت ومخارج الحروف. لكن الأداء بدا خالياً من ردات الفعل المقنعة والصوت المتغير، ففي الغضب والحزن والفرح والارتباك نجد يونان بصوت واحد. برز إيهاب شعبان في هذا العمل واستطاع التنقل من شخصية إلى أخرى، لكنه لم ينجح في بعض المشاهد التي جمعته مع يونان، متأثراً بأدائها الجامد.

الأبرز في العمل كانت الفنانة الشابة جيانا عنيد، التي أدت شخصية صباح بصدق وعفوية، وكانت بحاجة إلى دور كهذا بعد غياب عما هو مؤثر في أدوارها الأخيرة. كذلك، حملت عودة الفنانة فادية خطاب وهجاً خاصاً بعد أن لعبت دور والدة غالي. ورغم تنميطه في أدوار الشر، إلا أن النجم فادي صبيح كان يلعب دور الرجل البلطجي بطريقة مميزة كعادته، وبرزت ثنائية لطيفة لعبها مصطفى المصطفى ومازن عباس، لكنها أيضاً لم تضف إلى العمل كثيراً، وكانت خفيفة الظل فقط. لم تكن الممثلة اللبنانية شيرين الحاج موفقة في الدور، ولم تؤدِّه جيداً. كذلك الفنان عصام مرعب الذي لعب دور شخصية نديم، لم يكن على قدر حمل المسؤولية، على عكس شخصية وسام فارس التي أداها بعفوية.

موقف
التحديثات الحية

أُسس العمل في بدايته على أنه مصري كوميدي على اعتبار أن الكاتب والمخرج مصريان، إلى أن تحوّل إلى مسلسل سوري لبناني، وربما لو بقي أساسه مصرياً لحمل نوعاً من خفة الظل، في حين لم تساعد المواقف الموجودة في المسلسل أن ترسم بسمة عفوية، وذلك يعود إلى هشاشة الحكاية، وضعف صنع الموقف الذي يتطلب لمسة كوميدية، إضافةً إلى عدم قدرة الشخصيات بمجملها على صناعة نوع من الكوميديا الخفيفة المطلوبة في العمل. إضافة إلى ذلك، لم تتناسب أغنيات المسلسل، بصوت فايا يونان، مع فحواه أو فكرته، فالصوت الذي تؤدي به فايا ونوعية الأغاني التي قدمتها لم تكن متوائمة كثيراً مع فكرة العمل، لتظهر وكأن الشخصيات في مَيل وموسيقى العمل في مَيل والأغاني في مَيل.

أغنت الحكاية كوادر وديكورات متميزة قدمها المخرج محمود عبد التواب، لكن ذلك لم يُخفِ حيادية الحكاية وتكرارها، ما يجعل المُشاهد غير متورط في حب القصة أو متعلق بها، فالكيمياء بين الشخصيات كانت منعدمة تقريباً، وليس هناك ما يمكن أن يجذب سوى بضع لقطات وبضعة فنانين.

المساهمون