انطلقت دعوات من ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة متاجر "زارا" للألبسة، بعد إطلاق حملتها الدعائية لتشكيلة الألبسة الجديدة، بسبب ما اعتبره كثيرون أنه مستوحى من المشاهد المروّعة والمؤلمة لسكان قطاع غزة، الذين يواجهون عدواناً إسرائيلياً مستمراً منذ أزيد من شهرين.
وكانت العلامة التجارية الإسبانية "زارا" قد أطلقت، يوم الخميس، حملتها الدعائية وتضمّنت بعضاً من تصاميم تشكيلتها الجديدة، والتي اعتبر مغردون أنها مستوحاة من العدوان الإسرائيلي على غزة.
فقد نشرت حسابات "زارا" على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعارضة أزياء وهي تحمل ما يبدو مجسماً لامرأة بالكفن الأبيض، وفي صورة أخرى ظهرت من داخل صندوق محطم وكأنه تابوت وأمامها هناك ما يشبه جثة في كيس موتى، كما أظهرت الصور مشاهد دمار وأشخاصاً يخرجون من بين الركام والجدران المتصدعة.
هذه الصور أثارت موجة غضب ودعوات لمقاطعة العلامة التجارية الشهيرة، حيث تصدّر وسم #مقاطعة_زارا، لا سيما في الدول العربية، والتي اعتبرت الحملة الدعائية الجديدة "استهانة" بآلام ومآسي مئات الآلاف في غزة.
وقال جاسم حمد الغيث، على "إكس": "شركة زارا للملابس ترقص على جثث أهلنا في غزة، وتجعل الأهوال والمجازر التي يتعرضون لها مادة تسويقية لمنتجاتهم التعيسة!!".
شركة زارا للملابس ترقص على جثث أهلنا في غزة ، وتجعل الأهوال والمجازر التي يتعرضون لها مادة تسويقية لمنتجاتهم التعيسة!!
— جاسم حمد الغيث (@Jassim_alghaith) December 10, 2023
وهؤلاء لا يفهمون إلا لغة المال
فمرحباً إذاً بـ #مقاطعة_زارا وكل من يتهاون بدماء أهلنا وإخواننا في غزة العزة وفلسطين الحبيبة pic.twitter.com/fVUaW0BvVp
كما رأت نور العمر أنّ محلات "زارا" "كشّرت عن أنيابها وظهرت وساختها، زارا بكل وحشية تروج لإعلانها الجديد بالأكفان والجثث! قذارة جديدة تُضاف لمكب نفايات العالم".
كشرت محلات زارا عن أنيابها وظهرت وساختها
— نور العمر🔻 (@NoorAlOmar) December 9, 2023
زارا بكل وحشية تروج لاعلانها الجديد بالأكفان والجثث!
قذارة جديدة تُضاف لمكب نفايات العالم#مقاطعة_زارا pic.twitter.com/DLUokbcHit
ولم تعلّق شركة زارا على الانتقادات التي طاولتها، لكنها عمدت إلى حذف إحدى الصور الدعائية من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي صورة العارضة الحاملة للكفن الأبيض، إلا أنّ الصور الأخرى لم تخفف من حدة الانتقادات ودعوات المقاطعة.
وقالت فاطمة الشيرازي: "الحين ناس بيقولون صدفة لكن هالسفالة مو صدفة أبداً والناس ما قصروا فيهم بالمنشنات. هالشركات العالمية مو غبية لهدرجة تسوي كوليكشن على شكل دمار وأكفان وتقول بالصدفة "بهالوضع"، مصيركم المقاطعة مثل الباجي فيه مليون محل غيركم أحلى وأرخص".
الحين ناس بيقولون صدفة لكن هالسفالة مو صدفة أبدًا و الناس ماقصروا فيهم بالمنشنات
— Fatma Y.Alsherazi (@fatmaalsherazi) December 9, 2023
هالشركات العالمية مو غبية لهدرجة تسوي كوليكشن على شكل دمار و أكفان و تقول بالصدفة "بهالوضع" و تستهبل
مصيركم المقاطعة مثل الباجي فيه مليون محل غيركم أحلى و أرخص
#ZARA #مقاطعة_زارا pic.twitter.com/MbSuKRVoxD
ليس الجدل الأول الذي تثيره "زارا"
وتُذكّر يافا في منشورها بأنّ هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها "زارا" دعوات للمقاطعة بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية "ففي عام 2022، استضافت لقاءً انتخابياً لعضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير. وفي عام 2021، أدلت المصممة الرئيسية بتصريحات مسيئة بحق الفلسطينيين، ووصفتهم بالإرهابيين".
⚠️ للتذكير
— يافا'|𓂆 (@ya_fa710) December 9, 2023
في عام 2022، استضافت #زارا لقاءً انتخابيًا لعضو الكنيست الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير.
في عام 2021 المصممة الرئيسية لـ #ZARA، أدلت بتصريحات مسيئة بحق الفلسطينيين، ووصفتهم بالإرهابيين وهاجمت العقيدة الإسلامية.#مقاطعة_زارا#ZARA #GazaGenocide pic.twitter.com/Kb9wiBaK5U
واستضاف جوي شويبل؛ رئيس فرع "زارا" في إسرائيل، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، رئيس حزب "العظمة اليهودية" اليميني إيتمار بن غفير في فعالية انتخابية، ما أثار ردات فعل غاضبة حينها، على أثرها أحرق بعض المستخدمين قطعاً كانوا قد اشتروها من العلامة التجارية كما دعوا لمقاطعتها.
وأثارت المصممة الرئيسية لـ"زارا" فانيسا بيريلمان جدلاً واسعاً بعد أن أدلت بتعليقات "كراهية" بحق الفلسطينيين، في محادثة مع عارض الأزياء الفلسطيني من القدس الشرقية المحتلة قاهر حرحش، الذي كشف عن ذلك، في منتصف يونيو/ حزيران 2021.
و"زارا" شركة تأسست في إسبانيا عام 1975، ولها أكثر من ألفي متجر في أكثر من 90 دولة حول العالم، من بينها دول عربية.
وجاءت إعلانات "زارا" الجديدة، وسط المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 17700 شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
ووضعت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة العديد من الشركات العالمية في ورطة غير مسبوقة، لا سيما التي انحازت إلى إسرائيل مباشرة أو التي اتخذت دولها مواقف داعمة للاحتلال، إذ باتت تتحمّل فواتير باهظة لمواقفها التي تسببت في مقاطعة واسعة لأنشطتها، لا سيما في المنطقة العربية، وهو ما يمكن أن يمتد لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الصراع.