كشفت تكنولوجيا مسح متقدمة أسراراً مثيرة للاهتمام عن حفرية "ذات القدم الصغيرة"، وهي حفرية مدهشة لأحد أسلاف الإنسان الأوائل الذين عاشوا في جنوب أفريقيا قبل 3.67 ملايين عام، خلال منعطف مهم في تاريخ تطور الجنس البشري.
وقال علماء، اليوم الثلاثاء، إنهم فحصوا الأجزاء الرئيسية من الحفرية شبه الكاملة والمحفوظة جيداً في منشأة "دايموند لايت سورس" البريطانية. وركّز المسح على تجويف الجمجمة، والجزء العلوي من الدماغ، والفك السفلي.
وتوصل الباحثون إلى تصور ليس فقط عن التكوين الحيوي لنوع "ذات القدم الصغيرة"، وإنما أيضاً الصعوبات التي واجهتها صاحبة هذه الحفرية، وهي أنثى بالغة، أثناء حياتها.
ويجمع نوع ذات القدم الصغيرة بين سمات شبيهة بالقردة وأخرى شبيهة بالبشر، وتعتبر سلفاً مباشراً محتملاً للإنسان.
واكتشف خبير علم الباليونثروبولوجيا في "جامعة ويتواترزراند"، رون كلارك، الحفرية في تسعينيات القرن الماضي، في كهوف ستركفونتاين شمال غربي جوهانسبرغ. وشارك في إعداد الدراسة الجديدة. وتوصل إلى أن الحفرية من جنس القردة الجنوبية (أوسترالوبيثيكوس بروميثيوس).
وقالت إميلي بوديه التي قادت الدراسة، المنشورة في دورية "إي لايف"، إن ما توصلت له الدراسة من معلومات كان له دور مهم في كبر حجم مخ الأوسترالوبيثيكوس وصولاً إلى مخ الإنسان، وهو ثلاثة أمثاله في الحجم.
وأوضحت بوديه أن "أنسجة الأسنان محفوظة جيداً جداً. كانت كبيرة في السن نسبياً، بما أن أسنانها متضررة بشدة"، لكن لم تحدد سن صاحبة حفرية ذات القدم الصغيرة.
ولاحظ الباحثون وجود عيوب في مينا الأسنان تشير إلى نوبتين من الإجهاد البدني أثناء الطفولة، مثل المرض أو سوء التغذية.
وتضيف المعلومات الناتجة عن المسح الجديد إلى أبحاث سابقة بخصوص "ذات القدم الصغيرة".
وكان أفراد هذا النوع قادرين على المشي منتصبي القامة، لكن كانت لديهم سمات تشير إلى قدرتهم على تسلق الأشجار وربما النوم على غصونها، لتجنب الحيوانات المفترسة كبيرة الحجم. كما أنهم يشبهون الغوريلا في ملامح الوجه والأيدي القوية التي استخدموها في التسلق. لكن أرجلهم كانت أطول من الأذرع، كما هو الحال في إنسان العصر الحديث، مما يجعلهم أقدم سلف للبشر يمتلك هذه السمة.
(رويترز)