دالين جبّور: اكتساح الأغنية الاستهلاكية وفنانيها

29 يناير 2022
حاصلة على الإجازة في التربية الموسيقيّة (مهرجان الموسيقى الصوفية/تويتر)
+ الخط -

داخل التجربة الغنائية اللبنانية الجديدة، يبرز اسم عازفة العود والفنّانة دالين جبّور، كأبرز الأصوات ذات العلاقة العُضوية بالاجتماع اللبناني، من خلال عشرات السهرات الموسيقيّة والحفلات الغنائية التي تُقيمها رفقة طاقمها الموسيقيّ وأداء أغانٍ لأم كلثوم ومحمّد عبد الوهاب وباقي الأنماط الغنائية الأخرى المُرتبطة بالطرب العربي والأندلسي وفنّ المُوشّحات وأنماط أخرى قريبة من الغناء الصوفي، بطريقة تجعلها تُقاوم الأغنية الترفيهية واكتساحها العارم للمشهد الغنائي العربي.

ورغم أداء أغانٍ تأخذ بُعداً تراثياً بالنسبة للحاضر، تعمل دالين جبّور على تغذيتها بموسيقى معاصرة، لكنّها تظلّ في نفس الوقت مُحافظة على آلاتها الموسيقيّة وقُدرتها على صنع أغانٍ مُلتزمةٍ، بقدر ما تُقيم في الماضي تتطلّع مُبتهجة صوب حاضرٍ مختلفٍ ومُتنوّع.

عن تجربتها الغنائية وعلاقتها بالعزف وراهن الأغنية العربيّة اليوم، كان لـ"العربي الجديد" هذه الوقفة معها:

كيف دخلتِ إلى عالم العزف والجمع بينه وبين الغناء؟

ورثت موهبتي في الغناء أباً عن جد، وكوني نشأت في بيئة محافظة لم تكن فكرة دخول عالم الفن واردة، فقررت، بعد حصولي على شهادة الثانوية وكي لا أبتعد كل البعد عن الموسيقى، التخصص في مجال التربية الموسيقية في الجامعة اللبنانية، وسرعان ما اكتشف موهبتي أساتذتي وأصدقائي، فشجعوني كثيراً على الالتحاق بالمعهد العالي للفنون، لأصقل موهبتي وأتعمق في مبادئ الغناء المشرقي وأصوله، وهكذا حصل. أما العزف على آلة العود فهو تتمة لدراسة أصول الغناء، إذ يتحتم على كل مغن أن يختار آلة لمرافقته في الغناء، فوقع اختياري على العود.

حصلتِ على الإجازة في التربية الموسيقيّة من الجامعة اللبنانية. إلى أي حد يُمكن للدراسة في نظرك أن تنمي مواهب الفنّان على مستوى العزف والغناء؟

الدراسة الموسيقية الجامعية ثقافية بامتياز، فيمكن لأي شخص أن يكون عالماً موسيقياً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون العالم الموسيقي موسيقياً محترفاً. حتى تكون موسيقياً محترفاً عليك الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى وتتخصص بالآلة التي ترغب فيها أو بالغناء.

على خلفية الحفلات الكثيرة التي قُمت بها إلى جانب فرقتك الموسيقيّة، كيف تتمثلين سيرة الأغنية العربيّة الجديدة اليوم؟

الأغنية اليوم باتت استهلاكية، وأنا لست ضدها، فنحن بحاجة لجميع الأنماط الموسيقية سواء كانت ثقافية أو استهلاكية، ولكن المعيب بالموضوع أننا لم نعد نسمع سواها.

ماذا عن المهرجات الموسيقيّة العالمية؟

أرى في الأفق أملاً كبيراً من ناحية اهتمام المهرجانات العربية بالموسيقى الثقافية، حتى البرامج التلفزيونية التي عهدناها لا تسلط الضوء إلا على فناني الأغنية الاستهلاكية، باتت تهتم بشكل أو بآخر بإبراز الأصوات القديرة والمثقفة، فكما يقال لا يصح إلا الصحيح والتاريخ يعيد ماضيه، فكلما وصلت الموسيقى إلى ذروتها بالانحطاط وجب علينا النهوض بها مجتمعين.

المساهمون