داعية مغربي يثير جدلاً واسعاً بسبب مسلسل رمضاني

20 ابريل 2022
حقق "المكتوب" مشاهدات استثنائية (يوتيوب)
+ الخط -

أثار تداول فيديو للداعية المغربي ياسين العمري، ينتقد من خلاله دور "الشيخة" (مغنية شعبية) في المسلسل الرمضاني "المكتوب"، الذي يبث على شاشة القناة "الثانية"، جدلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي وقت يحقق فيه العمل الدرامي نسب مشاهدة عالية، حيث حصدت الحلقة الثامنة منه أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ المسلسلات التي أنتجتها القناة "الثانية" حتى اليوم، وجه الداعية المغربي انتقادات حادة للعمل، واصفاً إياه بـ"الساقط ولا يمثل الواقع"، لكونه "يريد أن يطبع الناس مع المنكر". 

واعتبر الداعية، الذي يحظى بمتابعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ الواقع المغربي لا يعكس ما يُتداوَل في المسلسل، وأنّ "الشيخة" ليست بنموذج يمكن الافتخار به، بل عار أن تكون في منزل امرأة تقوم بـ"تاشياخت"(ممارسة الغناء الشعبي)، متسائلاً عن "سبب عدم تجسيد دور امرأة حافظة للقرآن بدل الشيخة".

وشنّ الداعية المغربي هجوماً حاداً على الأعمال التلفزيونية الرمضانية من مسلسلات وأفلام وبرامج، واصفاً إياها بـ"كلاب الإعلام"، ومنتقداً مضمونها وما تحمله من رسائل تصل إلى المتلقي.

وأثارت تصريحات العمري ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، وصلت إلى حد وصف انتقاداته للمسلسل، الذي يتطرق إلى مهنة "الشيخة" ونظرة المجتمع إليها بين من يرى فيها صانعة الفرح تحمل رسالة فنية، وفريق آخر يرى فيها امرأة تقوم بمهنة منبوذة، غالباً ما يجري خلطها مع البغاء، بـ"التصابي الديني".

وفي السياق، كتب الناشط محمد الدحماني: "أما لهذا التصابي الديني أن ينتهي. لقد مللنا من تفاهاتكم باسم هذا الدين الجامع النافع كما علمنا السلف الصالح وكما نطق به رب العالمين في محكم كتابه المبين".

أما الناشط جمال البياض، فكتب على صفحته في "فيسبوك": "الشيخة تعيش من عرق جبينها. لا تكذب على أحد ومنسجمة مع ذاتها. تؤدي عملها بوجه مكشوف، ولا تستغل جهل الناس من أجل خدمة مصالحها ومراكمة الأموال المشبوهة".

ويضيف: "حين اختفت الشيخات من أعراسنا واحتفالاتنا، وجدنا أنفسنا أمام أجيال تعيش جهلاً فظيعاً على مستوى الحب والشجاعة والاحترام والصدق. شكراً لسلسلة "مكتوب" لأنها صالحتنا مع ماضينا الجميل.. والشيخات كنّ أحد مصابيحه المضيئة.. الشيخة فكرة والفكرة لا تموت".

بدوره، علّق الناشط السياسي أحمد ستيتو، على تصريحات الداعية المغربي بالقول: "لم أكن من متابعي هذا العمل الدرامي التلفزي، لكن عندما دخل على الخط أصحاب الظواهر الصوتية من اللحى لمهاجمة المسلسل جعلني أتابع حلقاته ضداً في هذا الهجوم. الأعمال الفنية لا حدود لها".

فيما قال الناشط الطيب العيادي، في تدوينة له على "فيسبوك": ""الشيخ" و"الشيخة" عروض ثقافية يحق لأي منا أن يستطيب منها ما يشاء؛ هي مسألة أذواق-وتموقع- ليس إلا".

وبينما اعتبر رئيس تحرير صحيفة "الحركة" المغربية محمد المشهوري، أنّ "من لا يعشق الشيخات لا يعرف طعم الحياة"، علّق الطبيب النفسي أحمد الكرعاني، على الجدل بالقول: "في الأخير منحوا إعلاناً مجانياً لياسين العمري، حتى من كان لا يعرفه، سوف يبحث عنه ويتعرف عليه وقد يعجب به".

في المقابل، حظيت تصريحات الداعية المغربي بتأييد من قبل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم الصحافي يونس إمغران، الذي كتب على "فيسبوك": "موقف الأستاذ ياسين العمري يجد شرعيته في فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي فريضة تتجاوز حرية التعبير والرأي والنشر، والفرق كبير جداً بين الحرمات والحريات".

وتابع: "وجدته نعم المسلم الذي ينتصر لله ورسوله، ولا يتورع عن قول الحق، وإظهار سبيل الرشاد، وتصحيح مفاهيم الناس الشعبية حول الدين وما يرتبط به من قضايا الدنيا والآخرة، وهو في كل هذا حريص على أن يكون الداعية الملتصق بواقع الناس؛ والخبير بأفراحهم وأحزانهم؛ والمعبّر الصادق عمّا يختلج في صدورهم من تطلعات وهموم".

بدوره، أبدى الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، محمد اجبيلو، تأييده لموقف الداعية المغربي من مسلسل "المكتوب"، بالقول: "هذا الإنسان يمثلني. أكثر من 11 سنة في الغربة لم أر قط في قناة رسمية ممولة من دافعي الضرائب راقصة بمفهومها العام تمر علينا في ساعة الأخبار لكي ترد الاعتبار لمهنتها رغم الانحلال بدعوى الحرية الشخصية والتقدم والحداثة، بل يحضرون في مقابلتهم علماء في شتى المجالات وسياسيين معارضين للحكومة ولحالات إنسانية تعرضت لانتهاك حقوقها على يد مسؤولين في قطاعات مختلفة وفي حالة الفن يحضرون فنانين راقين بل حتى الأغاني السوقية تمر في القنوات الخاصة".

المساهمون