حميات التخسيس عبر مواقع التواصل تُقلق المتخصصين

16 يونيو 2024
الخوارزميات تشتت مستخدمي الإنترنت بين حمية وأخرى (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مؤثرون يجربون أنظمة غذائية شعبية مثل الصيام المتقطع لخسارة الوزن سريعًا، ما يعرضهم لمخاطر صحية بناءً على تحذيرات خبراء التغذية.
- أرنو كوكول ينتقد هذه الأنظمة لفشلها بنسبة 95% خلال خمس سنوات، مؤكدًا على أهمية برامج إعادة التوازن الغذائي مثل "وييت ووتشرز".
- الخبراء يحذرون من النصائح الخطيرة على منصات التواصل ويؤكدون على أهمية التثقيف الغذائي منذ الصغر لتجنب تأثيراتها السلبية على الصحة العقلية والجسدية.

يتحوّل مؤثرون يسعون لتحقيق شهرة في مواقع التواصل الاجتماعي إلى فئران تجارب للأنظمة الغذائية التخسيسية الأكثر شعبية راهناً، كالصيام المتقطع أو حمية التفاح، لخسارة خمسة أو عشرة أو 30 كيلوغراماً، وهو اتجاه "قاتل" ومحفوف بالمخاطر، بحسب متخصصين أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم.

وتقول امرأة في مقطع فيديو منشور عبر منصة تيك توك، حظي بأكثر من 45 ألف نقرة إعجاب: "تستيقظون وتمتنعون عن تناول الطعام، وعندما يأتي موعد الغداء تستطيعون تناول ما تشاؤون". وكانت هذه المرأة تتحدث وهي تتناول اللحوم الباردة والبطاطا والسندويشات بعد فترة من الصيام. وتوصي مؤثرة فرنسية بالتقنية نفسها، لكن مع تناول كبسولة "قاطعة للشهية"، يحظى مَن يريد شراءها بـ"رمز خصم" خاص بها. وقبل بضعة أشهر، قالت إنها خسرت ثلاثة كيلوغرامات في ثلاثة أيام عن طريق تناول التفاح فقط.

ويحذر خبير التغذية الفرنسي ومؤسِّس مرصد البدانة، بيار عزام، من أنّ هذه الأنظمة الغذائية قاسية وترمي إلى لفت الانتباه، ويشير إلى أن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي تكمل هذا النظام الضار أصلاً، إذ تشتت مستخدمي الإنترنت "بين حمية وأخرى". ويلفت إلى أنّ "الأشخاص، وتحديداً الشباب الذين يريدون إنقاص أوزانهم، يجدون أنفسهم عالقين في معضلة المعلومات التي تكون أحياناً متناقضة أو مُجمَّعة".

فالصيام المتقطع الليلي الذي يقضي بالتوقف عن تناول الأطعمة لـ16 ساعة بين العشاء والوجبة الأولى في اليوم التالي، "يمكن أن يكون مثيراً للاهتمام، لكنه ليس مناسباً للجميع"، بحسب طبيب التغذية أرنو كوكول. ويقول كوكول: "لا يمكننا نسخ النظام الغذائي النمطي نفسه للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن بسبب التوتر، أو مَن يتناولون الأدوية...".

يستقبل كوكول يومياً مرضى "يعانون زيادة في الوزن واعتمدوا أنظمة غذائية"، ويشير إلى أنّ "95 في المائة من الأنظمة الغذائية تفشل خلال السنوات الخمس التي تلي اعتمادها" بحسب دراسة أجرتها السلطات الصحية الفرنسية، إذ "يستعيد الناس كل الوزن الذي خسروه". ويقول كوكول إنّ "معظم الحميات الغذائية قائمة على المنع والإحباط، والجسم يكره تعريضه للقسوة". ويفضل خبير التغذية برنامج "وييت ووتشرز" الأميركي الذي يستند إلى إعادة التوازن الغذائي بدل منع الشخص من أطعمة معيّنة.

ويحذر عزام من النصائح "القاتلة" التي يعطيها بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، إذ تركز فقط على خسارة الوزن "بسرعة وسهولة، من دون جهد، في انعكاس للمجتمع الاستهلاكي، وخارج أي مخاوف تتعلق بالصحة العامة". ويقول إنّ "جسمنا حيّ ومليء بالبروتينات، وإذا قسونا عليه أكثر من اللازم، نكون قد خاطرنا بخسارة الكتلة العضلية، والضرر يطاول تالياً تكوين الأعضاء، بالإضافة إلى مواجهة اضطرابات هرمونية، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وأمراض طويلة الأمد". ويبدي قلقاً من تأثير مقاطع الفيديو هذه في مَن يتأثرون بسهولة، إذ قد تسبّب لهم "ميولاً نحو فقدان الشهية أو النهام العصبي أو الاضطرابات في الأكل". ويؤكد ضرورة استشارة طبيب معالج أو اختصاصي في حال معاناة زيادة في الوزن.

لكن الأهم من ذلك، هو "تثقيف غذائي أفضل، يبدأ في أول ألف يوم من حياة الشخص أو في الرحم حتى"، بحسب الطبيبين.

تجدر الإشارة إلى أن ثلاثة من كل أربعة أطفال لا تزيد أعمارهم على 12 عاماً يكرهون أجسادهم ويشعرون بالإحراج من هيئتهم. وترتفع النسبة إلى ثمانية من بين كلّ عشرة شباب تراوح أعمارهم بين 18 و21 عاماً، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة "ستيم 4" الخيرية للصحة العقلية للشباب في المملكة المتحدة. وحذّرت الدراسة من أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تمثل خطراً كبيراً على الصحة الآنية والمستقبلية للأجيال الشابة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون