حركة مقاطعة إسرائيل: شركات إعلام وتكنولوجيا تستفيد من العدوان

29 ديسمبر 2023
تدعو حركة مقاطعة إسرائيل إلى ممارسة ضغوط على الاحتلال (محمود الهمص/فرانس برس)
+ الخط -

في دليلها التفصيلي، تستعرض حركة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي (BDS)، قائمة من العلامات التجارية في قطاعي الإعلام والتكنولوجيا، المستفيدة من الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، والتحركات الواجب اتخاذها ضدها.
وفي قائمة الحركة علامات تجارية عدة، بينها أسماء إعلامية وتكنولوجية، لا تدعو الحركة بالضرورة إلى مقاطعتها، ولكن إلى ممارسة ضغوط متنوعة عليها، وذلك على الشكل التالي:

1. علامات للضغط عليها بدلاً مقاطعتها

لأسباب استراتيجية، لم تدعُ حركة مقاطعة إسرائيل إلى مقاطعة العلامات التالية، لكنها تدعو الداعمين والمؤسسات بشكل استراتيجي إلى ممارسة أشكال أخرى من الضغط عليها، حتى تنهي تواطؤها مع الفصل العنصري الإسرائيلي.

"غوغل" و"أمازون"

بينما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف غزة، ويهدد بطرد العائلات الفلسطينية من منازلها في القدس المحتلة في مايو/أيار 2021، كانت "أمازون" و"غوغل" توقعان عقداً بقيمة 1.22 مليار دولار لتوفير التكنولوجيا السحابية للحكومة والجيش الإسرائيليين. وتؤكد الحركة أنه، من خلال دعم الفصل العنصري الإسرائيلي بالتقنيات الحيوية، فإن "أمازون" و"غوغل" متورطتان بشكل مباشر في نظام القمع بأكمله، بما في ذلك الإبادة الجماعية التي تتكشف في غزة. وفي حين أن الحملات التي تستهدف هذه الشركات لم تدعُ إلى المقاطعة، فقد اعتُمدت أشكال أخرى من الضغط لإجبارها على إنهاء تواطؤها.

"إير بي إن بي" و"بوكينغ" و"إكسبيديا"

تقدم كل من "إير بي إن بي" و"إكسبيديا" الأميركيتين، و"بوكينغ" الهولندية، خدمة إيجار عبر الإنترنت للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية المبنية على الأراضي الفلسطينية المسروقة. وكذلك لا تدعو الحملات إلى مقاطعة هذه الشركات، بل تعتمد أشكالاً أخرى من الضغط لإجبارها على إنهاء تواطئها.

ديزني

تروج استوديوهات مارفل (الولايات المتحدة) المملوكة لشركة ديزني في فيلم كابتن أميركا المقبل لـ"بطل خارق" يجسد الفصل العنصري في دولة الاحتلال. وبالتالي فإن الشركتين متواطئتان في "العنصرية المعادية للفلسطينيين، والدعاية الإسرائيلية، وتمجيد العنف الاستعماري الاستيطاني ضد السكان الأصليين"، كما ذكرت المنظمات الثقافية الفلسطينية.

2. علامات للمقاطعة

تدعو BDS، من جهة أخرى، إلى مقاطعة كاملة لهذه العلامات التجارية المختارة بعناية بسبب سجلها الثابت في التواطؤ مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.

سيمنز وHP

شركة سيمنز الألمانية هي المقاول الرئيسي لمشروع الربط بين أوروبا وآسيا، وهو كابل كهربائي بحري بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي من المقرر أن يربط المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأوروبا. بدورها، تقدم شركة HP Inc الأميركية الخدمات لمكاتب قادة الإبادة الجماعية ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير المالية.

3. علامات لسحب الاستثمارات منها

تضغط حركة مقاطعة إسرائيل على الحكومات والمؤسسات وصناديق الاستثمار لاستبعاد وسحب الاستثمارات من أكبر عدد ممكن من الشركات المتواطئة، وخاصة الشركات المدرجة في قاعدة بيانات الأمم المتحدة للمشاركة في مشروع الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني، بالإضافة إلى قواعد بيانات WhoProfits وAFSC الخاصة بالشركات التي تمكّن الاحتلال.

إلبيت

تصنّع "إلبيت سيستمز" تكنولوجيا مراقبة لجدار الفصل العنصري الإسرائيلي، ونقاط التفتيش وسياج غزة، ما يتيح الفصل العنصري. وتستخدم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تكنولوجيا شركة إلبيت لعسكرة حدودهما، وانتهاك حقوق اللاجئين والسكان الأصليين.

هيكفيجن

وثقت منظمة العفو الدولية كاميرات المراقبة عالية الدقة التي صنعتها شركة هيكفيجن الصينية، وركّبها الاحتلال في المناطق السكنية وعلى البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية لمراقبة الفلسطينيين. يمكن لبعض هذه النماذج، وفقاً لتسويق هيكفيجن الخاص، توصيلها ببرنامج خارجي للتعرف على الوجه.

TKH

أكدت منظمة العفو الدولية أن الكاميرات التي صنعتها شركة TKH Security الهولندية تستخدمها إسرائيل لمراقبة الفلسطينيين. وتزود TKH الشرطة الإسرائيلية بتكنولوجيا المراقبة المستخدمة لترسيخ الفصل العنصري.

حركة مقاطعة إسرائيل فعّالة إذا نُفذت بالشكل الصحيح

تذكّر حركة مقاطعة إسرائيل بأن المقاطعة المنتشرة للشركات الإسرائيلية ومتعددة الجنسيات المتواطئة يمكن أن تكون فعّالة إذا نُفّذت بشكل استراتيجي.
ويشعر كثيرون بأنهم يحتاجون إلى مقاطعة جميع منتجات وخدمات الشركات المرتبطة بأي شكل من الأشكال بالاحتلال. ويعد انتشار "قوائم المقاطعة" واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي مثالاً على ذلك. والسؤال هو كيف يمكن جعل المقاطعة فعّالة ولها تأثير فعلي في محاسبة الشركات على تواطؤها في معاناة الفلسطينيين؟
تستخدم حركة مقاطعة إسرائيل أسلوباً ناجحاً تاريخياً للمقاطعة المستهدِفة المستوحاة من حركة مناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وحركة الحقوق المدنية الأميركية، والنضال الهندي ضد الاستعمار، من بين حركات أخرى في جميع أنحاء العالم.
وتتلخص الفكرة في التركيز بشكل استراتيجي على عدد أقل نسبياً من الشركات والمنتجات المختارة بعناية لتحقيق أقصى قدر من التأثير، وهي الشركات التي تلعب دوراً واضحاً ومباشراً في الجرائم الإسرائيلية، والتي توجد فيها إمكانية حقيقية للفوز.
وتقول حركة مقاطعة إسرائيل إن قوائم حظر طويلة منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي تفعل العكس تماماً لهذا النهج الاستراتيجي والمؤثِّر، فهي تشمل مئات الشركات، وليس هناك أدلة موثوقة على ارتباطها بنظام القمع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مما يجعل هذه القوائم غير فعّالة.

المساهمون