حجب الاتصالات: المغتربون الفلسطينيون ضحية أيضاً

16 يوليو 2024
يعجز الغزيون خارج القطاع عن الاتصال بشكل دائم بعائلاتهم (علي خالق/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه الفلسطينيون في غزة صعوبات كبيرة في الاتصال بسبب القصف والدمار وحجب الاتصالات منذ أكتوبر 2023، مما دفعهم للاعتماد على شرائح إلكترونية خاصة.
- الفلسطينيون المغتربون يواجهون مشاكل إضافية مثل التشويش على المكالمات وحظر الحسابات، مما يزيد من صعوبة التواصل مع عائلاتهم في غزة.
- سجل مركز حملة 670 انتهاكاً بحق المحتوى الفلسطيني، وتقدر أضرار شركة الاتصالات الفلسطينية بأكثر من 100 مليون دولار نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر.

يواجه الفلسطينيون، وسط حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي، صعوبات كثيرة في عملية الاتصال والتواصل مع عائلاتهم وأقربائهم، نتيجة القصف الهائل والدمار الذي حل بالبنية التحتية في مناطق مختلفة من القطاع. لكن عوامل أخرى خارجية تفاقم هذه المشكلة.
وتعتبر مشكلة حجب الاتصالات وشبكات الإنترنت واحدة من أبرز هذه المعضلات الكبيرة التي واجهها الفلسطينيون خلال هذا العدوان. وكانت شبكات الاتصالات قد توقفت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما لا يقل عن 15 مرة، في الوقت الذي لجأ فيه الفلسطينيون ورواد شبكات التواصل الاجتماعي في غزة إلى الاعتماد على الشرائح الإلكترونية التي تعمل على نوعيات معينة من الهواتف الذكية.
بالنسبة إلى الغزيين الذين يعيشون خارج القطاع، كانت خياراتهم شحيحة في الوصول إلى عائلاتهم في ظل ارتفاع تكاليف الاتصالات وصعوبة إجرائها في أوقات كثيرة، وهو ما كان يذهب بهم نحو برامج الاتصالات الدولية.
واعتمد الفلسطينيون المغتربون في كثير من الأحيان على تطبيق سكايب المملوك لشركة مايكروسوفت، غير أن هذه التجربة لم تكن أفضل حالاً بالنسبة لهم، في ظل التشويش على المكالمات وانقطاعها.
واشتكى العشرات من المتعاملين مع التطبيق من قيامه بحظر حساباتهم وقطع خدمة الاتصالات المدفوعة بشكلٍ مفاجئ بالرغم من أنها كانت خياراً اقتصادياً سهلاً بالنسبة لهم في ظل ارتفاع أسعار الاتصالات الدولية على الشبكات الفلسطينية.
وتدريجياً خلال الأشهر الأخيرة، بدأ تطبيق سكايب عملية حجب الاتصالات سكّان القطاع، على الرغم من أن حسابات هؤلاء تعود إلى سنوات ماضية، اعتادوا خلالها استخدامها سواء للاتصال أو للبريد الإلكتروني (هوتميل الذي تملكه مايكروسوفت).
ويقول الفلسطيني المغترب في بلجيكا محمد نايف إنه يمتلك حساباً يعود لأكثر من عشر سنوات، وكان منذ بدء الحرب يتّصل من خلال بعائلته في قطاع غزة للاطمئنان عليها، بما أن أسعار الاتصال عبر "سكايب" تعتبر زهيدة. يضيف نايف لـ"العربي الجديد" أنه فوجئ في إحدى المرات بخطوة حجب الاتصالات فظنّ أنّ الخلل من الشبكة الفلسطينية بفعل عمليات القصف المتلاحقة إلا أنه اكتشف لاحقاً أن الشركة قامت بحجب حسابه. ويشير إلى أنه حاول مراراً تقديم شكاوى للشركة من أجل استعادة الحساب الإلكتروني الخاص به إلا أن الشركة لم تردّ من الأساس على طلبات استعادة الحساب، الذي يمتلك عليه الكثير من الرسائل والتفاصيل المرتبطة بعمله. ويبدى الفلسطيني المغترب دهشته من تعامل الشركة المفاجئ معه ومع عدد من أصدقائه الذين تعرضوا لحوادث مشابهة متعلقة بالاتصال عبر تطبيق سكايب المملوك لشركة مايكروسوفت الأميركية.
وخلال الربع الثاني من العام الحالي سجل مركز حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام ــ 670 انتهاكاً بحق المحتوى الفلسطيني تم تقسيمها إلى "503" محتويات مسيئة و167 تقييدا وتعليقا للحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويواجه الفلسطينيون منذ سنوات انتهاكات واسعة عبر مختلف تطبيقات التراسل والتواصل والاتصالات بفعل الملاحقة التي تتم من قبل الحكومة الإسرائيلية عبر اتفاقيات التعاون المشترك مع هذه الشركات.

وواجه الشاب أحمد الزيان المشكلة نفسها عندما تواصل مع عائلته. إذ تعرض حسابه للحظر بعد إجرائه قرابة 10 مكالمات خلال الفترة الماضية التي تلت بدء العدوان على قطاع غزة. ويقول الزيان لـ "العربي الجديد" إنه يقيم في الولايات المتحدة حيث تعتبر الاتصالات العادية مرتفعة الكلفة مقارنة بالاتصال عبر خدمة سكايب الزهيدة. ويلفت إلى أنه كان يلاحظ في بعض المرات تعرض المكالمات للتشويش أو دخول بعض الأرقام الأخرى على الأرقام التي كان يتّصل وهو ما يثير الشكوك عن قيام الاحتلال باختراق شبكة الاتصالات الفلسطينية.
ويؤكد أن مهمة الاتصال والتواصل مع العائلات في غزة باتت أمراً شاقاً للغاية في ظل ارتفاع التكلفة وغياب التطبيقات المدفوعة نظراً لتكرار عمليات حجب الاتصالات والحظر عبر تطبيق "سكايب" وغيره من الوسائل.
وبحسب تقديرات خبراء حصل عليها "العربي الجديد" سابقاً، فإن قيمة الأضرار في شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" لا تقلّ عن 100 مليون دولار نتيجة القصف الإسرائيلي وعمليات الاستهداف المتواصلة للشهر التاسع على التوالي، ووفق هذه البيانات فقد وصلت شبكات الهاتف الخلوي في بعض المراحل إلى شبه شلل بأعطال بلغت نسبتها 90%.

المساهمون