حاتم غنام: من مصرفي إلى متذوّق محترف

20 مارس 2022
غنام: "صرت دليلاً موثوقاً للناس ولأصحاب المطاعم بنفس الوقت" (العربي الجديد)
+ الخط -

يصنع مكتشف الطعام، حاتم غنام، من هوايته فرحاً كبيراً، فمعدة هذا الشاب العشريني هي التي تقوده منذ خمسة سنوات لاحتراف تذوق مختلف أنواع الطعام وأشكاله وطرق صنعه، بعد أن قرر ترك عمله كمصرفي في أحد البنوك الأردنية. 

لا يتوقف الأمر في عمّان، حيث ولد حاتم ويعيش، بل قد يقطع آلاف الأميال ليجرب أنواعاً نادرة من الأطعمة في تركيا وجورجيا ومصر والإمارات ولبنان وسواها من الدول، باحثاً بإصرار المستكشف عن كل ما هو شهي وغريب. عدا عن استفادته أيضاً من وجود جنسيات مختلفة تعيش في الأردن، وتبدع في صنع أكلاتها الشعبية، ليقدم خلاصة تجربته بحب لمتابعيه عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتجاوزون المليون شخص. 

يقول حاتم لـ"العربي الجديد"، إنه شغوف بالطعام منذ صغره، ويتلذذ بتناول كافة أصنافه بشهية كبيرة. ويضيف: "كنت أعمل موظفاً في أحد البنوك، وكنت أقضي وقتي غالباً في تناول كل ما هو موجود من أنواع الطعام من المطاعم المحيطة بمكان عملي. فقررت أن أطوّر الأمر، وأستكشف بنفسي المطاعم التي تقدم الوجبات الشهية وأقارن بينها، حتى أستطيع التردد على الأماكن التي تجذبني".

ويروي حاتم (بكالوريوس محاسبة) قصته بشغف وحب كبيرين، ويقول: "الطعام من الأشياء القليلة التي يجتمع الناس حولها، وكوني شخصياً أحب الطعام؛ أهوى تجريب مختلف الأصناف والأنواع، فجاءتني فكرة أن أزور مختلف المطاعم وأتذوق نكهاتها وكنت أوثق ما أقوم به على صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، كنوع من إضفاء البهجة على تجربتي. ومرة تلو الأخرى صرت أتذوّق مختلف الأصناف، حتى إنني صرتُ أجرب نفس الصنف في مطعم آخر، وعندما كان يعجبني طريقة طبخ مطعم معين لنفس النوع أكثر من مطعم آخر، كنت أخزن المعلومة والنكهة في ذاكرتي ولساني ومعدتي. وأستطيع القول إنني بعد خمس سنوات من التجارب والاستكشاف، صرت أعرف الأماكن المميزة حسب نوع الأكلة والبلد المشهورة به. وبالطبع كل يوم أتعلم شيئاً جديداً في ظل افتتاح المزيد من المطاعم، إذ أشعر بمتعة في ما أقوم به وأعتبر أن استكشاف الطعام وتذوقه فنّ".

 

لايف ستايل
التحديثات الحية

 

لا يخفي حاتم أنه يحافظ على وزنه، وذلك بممارسته لتدريبات رياضيّة قاسية بشكل يومي لمدة ثلاث ساعات، ويستذكر: "أثناء عملي في البنك، وصل وزني إلى 148 كغ بسبب حبي للطعام، لكن عندما قرّرت احتراف هواية استكشاف وتذوق الطعام، قرّرت المحافظة على وزن مثالي يبلغ اليوم 92 كغ، واستطعت تقليص نسبة الدهون في جسمي إلى 21 بالمائة، بعد أن كانت تزيد عن 37 بالمائة".

يشدد حاتم على فكرة قراره بتحويل هوايته إلى حرفه، قائلاً: "كانت تصلني رسائل تسألني عن الأماكن التي تقدم طعاماً شهياً، ومرة تلو الأخرى صرت دليلاً سياحياً للمطاعم وأصنافها وأسعارها. نجاح التجربة جعلني أتفرَّغ لما أقوم به، وأخصص وقتي يومياً للقيام بجولات استكشاف وتذوق، حتى صارت صفحاتي وكأنها (منيو طعام متنقل)، ومن هنا بدأت فكرة إسعاد الناس التي تتابعني، عبر تقديم خصومات مغرية لهم، لكي يشاركوني تجربة تناول الطعام بمختلف أشكاله وأصنافه وأنواعه، وصرت دليلاً موثوقاً للناس ولأصحاب المطاعم بنفس الوقت".

يؤكد حاتم أنه يعتمد البساطة في تصوير الأماكن التي يزورها، مبيناً: "المشاهد يبحث دائماً عن البساطة الوافية في الشرح، بينما إذا وضعت تقريراً مصوراً بخلفية موسيقية احترافية، قد لا يحقق المقطع المصور الكثير من النجاح، لأن الناس بطبيعتهم يبحثون عن البساطة ومحاولة عيش تجربة طبيعية خالية من التعقيد. فأنا أسير وفق أسلوب البساطة المنظمة في التصوير والشرح الوافي، خاصة أن الناس تحب متابعة الأمور التقليدية الخاصة لدى الشعوب، فمثلاً لو صورت فيديو في أفخم مناطق العالم، وفيديو آخر في الصحراء لطريقة طبخ المندي، فستجد المشاهدات أكثر بشكل هائل على فيديو الصحراء".

وحول الفكرة التي يريد إيصالها للناس، يقول: "أن نجرب ونتعلم ونعرف ماذا سنقدم للناس، قبل أن نقرر النشر، علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومهنيين قبل أن نقدم المحتوى، لأن من يطل على الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي، فهو مؤتمن على ما يقدمه، فعلى الجميع ألا يخالف ضميره ويقول كلاماً ليس بمحله، حتى الأشخاص الذين يتقاضون أموالاً مقابل الدعاية التي يقدمونها، عليهم أن يتأكدوا من جودة المنتج وألا يكون همهم فقط الحصول على المال، لأن المصداقية هي أساس كل شيء في التعامل، ومن لديهم متابعون فهم مؤتمنون عليهم".

دلالات
المساهمون