جوائز غويا: نجوم أسبانيا يتضامنون مع غزة

12 فبراير 2024
ارتدت ألبا فلوريس شارة تضامنية مع غزة (خوسيه أوليفا/ Getty)
+ الخط -

عكس الصمت السائد في هوليوود، عبّر نجوم إسبانيا خلال حفل توزيع جوائز غويا ليلة السبت، عن تضامنهم مع فلسطين في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. ويُعدّ حفل توزيع جوائز غويا أهم حدث سينمائي في إسبانيا.
وقد ارتدى عدد من الضيوف شارات تضامنية مع غزة وضعوها على صدورهم، من بينهم المقدمة المشاركة للحفل آنا بيلين.
اعترفت الممثلة ألبا فلوريس (نايروبي في مسلسل "لا كاسا دي بابيل")، التي كانت ترتدي شارة غزة أيضاً، بأنه "من الصعب" عليها الذهاب إلى أي مكان للاحتفال نظراً للوضع في فلسطين. وعلى هامش الحفل عادت النجمة الإسبانية وكررت تضامنها مع الشعب الفلسطيني.
وارتدت الفنانة شارة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وصرّحت لصحيفة "إل باييس" الإسبانية: "في هذه الأوقات المظلمة، مع مقتل 30 ألف شخص، من الصعب أن نحتفل. نأمل أن تقوم حكومة بلادنا بأي خطوة لوقف ذلك".

من جهتها، وعند استلامها جائزة أفضل مخرجة جديدة عن فيلمها الأول "20 ألف نوع من النحل"، قالت المخرجة الباسكية إستيباليز أوريسولا سولاغورين: "من المهم تسمية الأشياء بمسمياتها، إن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، نطالب حكوماتنا بوقفها فوراً".
يذكر أن سولاغورين سبق أن طالبت في يوليو/ تموز الماضي بسحب فيلمها من مهرجان القدس السينمائي الإسرائيلي.
وفقاً للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، وقتها قاطع أربعة مخرجين سينمائيين عالميين على الأقل من منطقة الباسك في إسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة المهرجان، الذي أقيم بالشراكة مع وزارة الثقافة الإسرائيلية.

توزيع جوائز غويا

حصل فيلم "لا سوسييداد دي لا نييفي" (La Sociedad de la Nieve) السبت على أبرز جوائز غويا التي تُعدّ أهم حدث للسينما الإسبانية، فيما يشهد القطاع هزّة قوية أحدثتها اتهامات لإحدى شخصيات السينما المستقلة بارتكاب اعتداءات جنسية.
ويروي العمل الذي تولى إخراجه الإسباني خوان أنطونيو بايونا ("جوراسيك وورلد: فالن كينغدوم" و"ذي إمبوسيبل") وحصل على جائزتَي أفضل فيلم وأفضل مخرج، قصة لاعبين شباب في فريق ركبي للهواة من الأوروغواي، تعرّضت الطائرة التي كانت تقلهم إلى تشيلي عام 1972 لحادث وسقطت في بقعة من جبال الأنديس. ويحمل الفيلم عنوان Society of the Snow بالإنكليزية.

"مي تو" الإسبانية

طغت أجواء الفضيحة الجنسية التي أثيرت أخيراً في إسبانيا على أجواء احتفال غويا الذي مُنحت خلاله جائزة أفضل فيلم أوروبي للشريط الفرنسي "أناتومي دون شوت" Anatomie d'une chute وجائزة فخرية للممثلة الأميركية سيغورني ويفر عن مجمل مسيرتها.
وقالت عرّيفة احتفال توزيع جوائز غويا الممثلة والمغنية آنا بيلين في مستهلّ الأمسية التي أقيم هذه السنة في بلد الوليد شمال غربي إسبانيا "مِنَ المُلِحّ أن نطالب جميعاً بضمانات للمساواة، وهذا يتطلب إدانة كل الاعتداءات والعنف الجنسي".
وأضافت "هنا أيضاً في السينما، انتهى الأمر"، ملمّحة إلى وسم #SeAcabo ("انتهى الأمر") لدعم لاعبة المنتخب الإسباني لكرة القدم جيني هيرموسو بعدما قبّلها الرئيس السابق لاتحاد اللعبة لويس روبياليس قسراً، على إثر نهائي كأس العالم للسيدات،
وشددت أكاديمية السينما الإسبانية التي جعلت هذا الموضوع محوراً للاحتفال على أن "لا مكان في عالم السينما وفي المجتمع الإسباني للعنف الجنسي وإساءة استخدام السلطة".
وإذ أكدت للضحايا تضامنها معهنّ، وعدت أيضاً بوضع "ميثاق" لمنع هذا العنف.
وقال رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز من على السجادة الحمراء للاحتفال "يجب أن ندرك أننا نتحدث عن عنف هيكلي يتطلب التزام الجميع".
وعشية احتفال توزيع الجوائز، أعلن وزير الثقافة إرنست أورتاسون عن إنشاء وحدة متخصصة في رعاية ضحايا العنف الجنسي في القطاع الثقافي.
وأعربت سيغورني ويفر في مؤتمر صحافي عشية الاحتفال عن أسفها لهذه القضية التي هزت السينما الإسبانية.
وأضافت النجمة الأميركية "أنا مع النساء من كل قلبي". ورأت أن "اللواتي يتحدثن علناً عن هذا الوضع وهذه الاعتداءات هنّ اللواتي يجعلن العمل أكثر أماناً لجميع النساء في هذه القطاع".
وانطلقت حملة "مي تو" في السينما الإسبانية في نهاية شهر كانون الثاني/يناير الفائت ، عندما نشرت صحيفة "إل باييس" تحقيقاً اتهمت فيه ثلاث نساء المخرج كارلوس فيرموت بالاعتداء عليهنّ جنسياً.
ويُعدّ فيرموت (واسمه الحقيقي كارلوس لوبيز ديل ري) أحد رموز السينما المستقلة، وقد فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان سان سيباستيان عام 2014 عن فيلمه "ماجيكل غيرلز" (La nina de fuego) الذي قوبل باستحسان كبير من النقاد.
وأثارت هذه الاتهامات موجة من السخط في إسبانيا التي تُعد في مقدمة الدول التي تكافح العنف ضد المرأة.
وأكد فيرموت في صحيفة "إل باييس" أنه لم يكن على علم بأنه ارتكب "اعتداءً جنسياً على امرأة"، لكنه أقرّ بأنه أقام علاقات جنسية مع نساء برضاهنّ.
وفي أعقاب هذه القضية، اتهمت فنانة مخرجاً إسبانياً آخر هو أرماندو رافيلو بأنه حرّضها على ممارسة الجنس عندما لم تكن تجاوزت الرابعة عشرة.
ومنذ بداية حركة "مي تو" عام 2017، اتُهمت شخصيات من عالم السينما في دول عدة بارتكاب اعتداءات جنسية، من بينهم مثلاً في فرنسا الممثل جيرار دوبارديو والمخرجان بونوا جاكو وجاك دوايون اللذان ادّعت عليهما الممثلة جوديت غودريش.

المساهمون