جوائز الـ"أوسكار" غداً: التحضيرات الاستثنائية والتوقعات

24 ابريل 2021
فيولا ديفيس مرشحة أيضاً هذا العام لنيل جائزة الـ"أوسكار" (كريستوفر بولك/Getty)
+ الخط -

حرص منظمو احتفال توزيع جوائز الـ"أوسكار" الذي يقام حضورياً مساء غداً الأحد على تفادي أي مجازفة في ما يتعلق بجائحة "كوفيد-19"، فاكتفوا بسجادة حمراء "صغيرة جداً"، ولم يوجهوا دعوات إلى أبرز أقطاب هوليوود، وجعلوا للكمامات دوراً "مركزياً".

احتفال الـ"أوسكار" الـ93 المناسبة الأولى التي تجمع أهم شخصيات هوليوود منذ أكثر من سنة. وقال منتجه المشارك، ستيفن سودربيرغ، إنه يستمر 3 ساعات، و"لن يكون كأي شيء أقيم سابقاً". وسيكون في إمكان المرشحين المدعوين أن يتخالطوا في الهواء الطلق، في فناء محطة "يونيون ستيشن" الشهيرة للقطارات في لوس أنجليس، على أن يتناوبوا بعد ذلك دخولاً إلى القاعة وخروجاً منها خلال الاحتفال.

حفل حميم بعيداً عن "زوم"

حفل توزيع الجوائز لن يحضره إلا المرشحون وشركاء حياتهم ومقدّمو الاحتفال، والسجادة الحمراء التقليدية ستكون أصغر بكثير من ما هي عادة، في حين أن قائمة الضيوف محدودة. وأمل سودربيرغ في أن تقدم جوائز الـ"أوسكار" للعالم "لمحة عما سيكون ممكناً عندما يتلقى معظم الناس اللقاح، وعندما تكون القاعدة إجراء اختبارات سريعة ودقيقة ورخيصة الثمن". وأكّد أن الكمامات "ستؤدي دوراً مركزياً وبالغ الأهمية" في الاحتفال.

أبقى سودربيرغ وزميلاه، المنتجان جيسي كولينز وستيسي شير، الكثير من التفاصيل طي الكتمان، لكنهم اعتبروا أن الطابع غير المألوف الذي "يؤمل أن يكون مميزاً" لاحتفال "أوسكار" في زمن الوباء "أفسح بالتأكيد الفرصة لتجربة بعض الأمور التي لم تُختبر سابقاً". وأشار سودربيرغ إلى أن الاحتفال سيتسم "بجمالية الفيلم السينمائي"، ولن يكون مجرّد "برنامج تلفزيوني"، عبر استخدام لقطات ذات طابع سينمائي مصورة "بكاميرا على الكتف من بين الجمهور"، وتنسيقات عالية الدقة مخصصة للشاشات الكبيرة.

سودربيرغ: الاحتفال سيتسم بجمالية الفيلم السينمائي

ومن المتوقع أن يحضر معظم المرشحين الاحتفال شخصياً، فيما أقيم موقعان في لندن وباريس يتيحان للأوروبيين الذين لن يتمكنوا من الحضور إلى لوس أنجليس المشاركة في الاحتفال، ولكن فقط عبر وصلات الأقمار الاصطناعية المتوافقة مع المعايير المطلوبة، لا بواسطة تطبيق "زوم".

ولم يعلن عن أي مقدّمين له، لكنّ هؤلاء الذين وصفوا بأنهم "طاقم الممثلين في الاحتفال"، سيتولون "تأدية شخصياتهم، أو نسخة من شخصياتهم". ومن بين المقدّمين هاريسون فورد وبراد بيت وريس ويذرسبون. وسيُطلب من المرشحين أن يرووا قصصاً شخصية خلال الاحتفال.

كذلك سيُقدم عرض موسيقي قبل الحفل عنوانه "أوسكارز: إنتو ذا سبوتلايت". وأعلن المنتجون أيضاً عن عرض بعد الحفل عنوانه "أوسكارز: أفتر دارك"، سيجمع كبار الفائزين خلال الأمسية مع التماثيل الذهبية التي نالوها، إلى جانب مقابلات مع النجوم.

والأغنيات المرشحة لـلـ"أوسكار" ستقدم من أعلى "متحف الأفلام" في لوس أنجليس ومن مدينة في أيسلندا.

التوقعات

شارك الناقدان السينمائيان في وكالة "أسوشييتد برس"، جيك كويل وليندسي بار، توقعاتهما للأفلام والممثلين والممثلات المرجح فوزهم خلال حفل توزيع الجوائز مساء الأحد.

الأعمال المرشحة للفوز بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم هي: "ذا فاذر" The Father، و"جوداس أند ذا بلاك ميساياه" Judas and the Black Messiah، و"مانك" Mank، و"ميناري" Minari، و"نومادلاند" Nomadland، و"بروميسينغ يونغ وومان" Promising Young Woman، و"ساوند أوف ميتال" Sound of Metal، و"ذا تريال أوف ذا شيكاغو 7" The Trial of the Chicago 7.  أشار كويل إلى أن فيلم Nomadland يبدو كأنه الفيلم المرجح أكثر للفوز بالجائزة، خاصة بعدما حصد جوائز "غولدن غلوب" و"بافتا" وجوائز نقابتي المنتجين والمخرجين.

الممثلات المرشحات لنيل جائزة أفضل ممثلة: كاري موليغان (Promising Young Woman)، وفرانسيس ماكدورماند (Nomadland)، وفيولا ديفيس (Ma Rainey's Black Bottom)، وفانيسّا كيربي (Pieces of a Woman)، وأندرا داي (The United States Vs. Billie Holiday). قالت بار إن التوقعات صعبة في هذه الفئة، ففيولا ديفيس فازت بجائزة "نقابة ممثلي الشاشة"، وأندرا داي بجائزة "غولدن غلوب"، وفرانسيس ماكدورماند بجائزة "بافتا". استبعدت فوز ديفيس بجائزة "أوسكار"، وقالت إن كاري موليغان جديرة بالفوز.

التوقعات ترجح فوز "نومادلاند" لكلوي تشاو بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم

الممثلون المرشحون لنيل جائزة الـ"أوسكار" أفضل ممثل: ريز أحمد (Sound of Metal) وهو أول مسلم يرشح لنيل الجائزة، وتشادويك بوزمان (Ma Rainey's Black Bottom)، وأنتوني هوبكنز (The Father)، وغاري أولدمان (Mank)، وستيفن يون (Minari). قال كويل إنه أحب أداء المرشحين كلهم عن هذه الفئة، لكنه رأى أن الجائزة تنتمي لتشادويك بوزمان في أداء العظيم والأخير، متوقعاً أن يصبح ثالث ممثل يحصد هذه الجائزة بعد وفاته، على درب هيث ليدجر (The Dark Knight) وبيتر فينش (Network).

المرشحون لنيل جائزة أفضل إخراج: كلوي تشاو (NomadLand)، ولي أيزاك تشانغ (Minari)، وديفيد فينشر (Mank)، وإيميرالد فينيل (Promising Young Woman)، وتوماس فينتربرغ (Another Round). قالت بار إن تشاو هي المرشحة الأبرز للفوز بالجائزة، متمنية لو كانت ميراندا جولاي (Kajillionaire) بين المتنافسات.

أما في فئة الأفلام الأجنبية، فتتجه الأنظار نحو الدنماركي Another Round، علماً أن الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره"، للمخرجة كوثر بن هنية، مرشح عن الفئة نفسها.

من يختار الفائزين؟

تضم "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في لوس أنجليس" حالياً 9362 عضواً مصوتاً. تنقسم عضوية الأكاديمية إلى 17 فرعاً ــ ممثلين ومخرجين ومنتجين ومصممي أزياء وما إلى ذلك ــ ويجب أن يكون المرشحون نشطين أو "حققوا تميزاً" في صناعة السينما.

يجب رعاية المتقدمين من قبل عضوين في الأكاديمية يمثلان فرعهم. يعتبر الفائزون والمرشحون لجوائز الـ"أوسكار" تلقائياً أعضاء إذا تقدموا، ولا يحتاجون إلى رعاة.

تُراجع الطلبات مرة واحدة سنوياً من قبل مجلس حكام الأكاديمية الذي له القول الفصل في من ينضم إلى مجموعة النخبة.

اعتاد الأعضاء التمتع بحقوق التصويت مدى الحياة، لكن منذ عام 2016، اقتصرت "حالة التصويت" على 10 سنوات، وهي قابلة للتجديد لتجنب وجود ناخبين لم يعودوا نشطين في المجال.

نفاد مساحات الإعلانات

أعلن قسم مبيعات الإعلانات في "ديزني"، الخميس، أنها باعت كل مخزون الإعلانات لحفل توزيع جوائز الـ"أوسكار" الثالث والتسعين الذي تبثه شبكة "إيه بي سي" يوم الأحد. وستعرض علامات تجارية مثل "فيرايزون" Verizon و"إكسبيديا" Expedia و"إير بي أن بي" Airbnb و"كاديلاك" و"غوغل" و"روليكس" و"آبل" إعلاناتها غداً.

شركة "كانتار ميديا" كشفت أن متوسط تكلفة إعلان مدته 30 ثانية في الحفل، عام 2020، بلغت 2.15 مليون دولار أميركي، بزيادة قيمتها 9 في المائة عن عام 2019.

تنوع أكثر

قد تكون جوائز الـ"أوسكار" هذا العام، الأكثر تنوعاً، بفضل الإجراءات التي طاولت صناعة السينما خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى وباء "كوفيد-19" الذي قلب هوليوود رأساً على عقب، وفق ما يقول خبراء.

أدخلت "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة"، المانحة لجوائز الـ"أوسكار"، إصلاحات عدة جذرية على عضويتها في السنوات الأخيرة، إذ رحبت بمجموعات من الناخبين الجدد الذين يعكسون تنوع المجتمع بشكل أفضل، بعد الكثير من الانتقادات لقاعدتها التي يسيطر عليها الرجال من العرق الأبيض.

العام الماضي كانت سينثيا إيريفو الممثلة الوحيدة من غير البيض المرشحة لنيل جائزة الـ"أوسكار" بين 20 ترشيحاً، لكن هذا العام تضم الترشيحات الأبرز الممثل الراحل الأسود تشادويك بوزمان (Ma Rainey's Black Bottom)، والممثل البريطاني الأسود دانييل كالويا (Judas and the Black Messiah)، والنجمة الكورية الجنوبية يون يو-جونغ (Minari). فيولا ديفيس التي تمثل إلى جانب بوزمان في Ma Rainey's Black Bottom تتنافس على جائزة أفضل ممثلة، بينما ترجح التوقعات فوز كلوي تشاو، المولودة في بكين، بجائزة أفضل إخراج.

في يناير/كانون الثاني عام 2015 أُطلقت حملة #OscarsSoWhite (جوائز أوسكار شديدة البياض) على وسائل التواصل الاجتماعي، للتنديد ولفت الانتباه إلى أن الغالبية العظمى من المرشحين الذين تكافئهم الأكاديمية عاماً بعد عام هم من البيض. حينها كان 93 في المائة من أعضاء الأكاديمية، البالغ عددهم 6 آلاف، هم من البيض، و76 في المائة من الذكور. بحلول عام 2020، ضاعفت الأكاديمية عدد النساء والأعضاء غير البيض، لتصل إلى الثلث من الإناث و19 في المائة من "الأقليات الممثلة تمثيلاً ناقصاً".

كما أن حملة #MeToo (أنا أيضاً) المناهضة للتحرش والاعتداء الجنسي التي أثارها الكشف عن جرائم المنتج الهوليوودي المدان، هارفي وينستين، أدت إلى تصاعد الدعوات بشأن منح النساء مزيداً من التمثيل في المهن السينمائية كافة.

اكتسبت هاتان الحملتان زخماً قوياً خلال السنوات الأخيرة، لكنهما اصطدمتا عام 2020 بتغير دراماتيكي وغير متوقع: وباء "كوفيد-19". أدت الجائحة إلى إغلاق دور السينما وتأخير إنتاج بعض أبرز الأفلام. لكن الجائحة أدت إلى تحقيق مزيد من التنوع، إذ قال بروفيسور العلوم الاجتماعية التي تركز على العرق، دارنيل هانت، لوكالة "فرانس برس"، إن الارتفاع السريع لمنصات البث أثناء الإغلاق العام "هو بالتأكيد جزء من القفزة الشاملة إلى الأمام في التمثيل، إذ أصبح التلفزيون أكثر تنوعاً بشكل أسرع من الأفلام". هانت هو المؤلف الرئيسي لتقرير هوليوود للتنوع السنوي في "جامعة كاليفورنيا" في لوس أنجليس.

وسط إعادة فتح كاليفورنيا مع تسارع وتيرة إعطاء اللقاحات، قد تعود هوليوود إلى ما كانت عليه العام المقبل، مع قائمة أقل تنوعاً من المرشحين في السنوات المقبلة. لكن هانت لا يتوقع عودة كاملة إلى "ما كان الوضع عليه قبل الوباء". وقال لوكالة "فرانس برس" إن "الإشارات تشير إلى الاتجاه الصحيح"، موضحاً أنه بالإضافة إلى تغييرات العضوية، تقدم الأكاديمية معايير الأهلية لأفضل المرشحين الذين يشملون الحد الأدنى من التمثيل للأقليات والنساء والمثليين ومخرجي الأفلام. وأضاف: "أعتقد أن كل هذه الاعتبارات مجتمعة تبشر بالخير".

المساهمون