جدل مصري حول جدوى "قناة السويس الجديدة" في ذكراها الثامنة

09 اغسطس 2023
لم يحقّق المشروع الأهداف التي وعدت بها الحكومة (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على مدى عدة أيام بتفاعل كبير مع الذكرى الثامنة لتدشين تفريعة قناة السويس، في 6 أغسطس/آب، وسط تساؤلات عن جدواها الاقتصادية، بالتزامن مع احتفال النظام ومؤيديه.

وكان نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد قدمها للعالم منذ ثماني سنوات باعتبارها قناة جديدة، وإنجازاً كبيراً، سيسهم في انتعاش التجارة العالمية، وسيدرّ دخلاً عملاقاً للاقتصاد المصري، جمع من أجله 60 مليار جنيه، ووصل برئيس هيئة القناة آنذاك إيهاب مميش للتصريح بأنه سيزيد ايراداتها إلى 100 مليار دولار سنوياً.

المغردون ذكّروا بتصريح مميش، وقارنوه بالتقارير الدولية عن حجم التجارة العالمية، وأرقام الزيادات الحقيقية في إيرادات القناة، واتهموا المشروع بأنّه كان بمثابة اللبنة الأولى في انهيار الجنيه المصري، وأزمة الدولار، لإجباره النظام على القيام بأوّل عملية تعويم للعملة عام 2016.

وغرد الفنان عمرو واكد قائلاً: "قناة السويس قبل الترعة باهظة الكلفة التي حفروها لزيادة سعتها التصريفية كانت سعتها التصريفية 77 سفينة معيارية في اليوم، وبعد الترعة زادت إلى 97 سفينة معيارية في اليوم. المهم أنه في عام 2022/2023 وبعد قرابة 10 أعوام على كلفة المشروع الباهظة مرّ في القناة متوسط فقط 71.9 سفينة في اليوم. أي إننا ما زلنا تحت السعة القديمة، وهذا يفيد بأن كل هذه الإيرادات التي يتشدقون بها كانت لا تحتاج لأي استثمار لزيادة السعة. كل هذه الأموال تم صرفها على شيء ربما نحتاجه بعدما صرفت بـ12 سنة مثلاً. أولويات دي ولا مش أولويات يا سيادة اللواء يا أبو سيف متقاطع للأرزاق".

وعاد ونشر تغريدة المحامي والمذيع المقرب من النظام، ومستشار رئيس الهيئة، خالد أبو بكر، الذي نشر رسماً بيانياً يوضح إيرادات القناة، وطالب الجميع بالاعتذار لرأس النظام، وعلّق واكد متسائلاً: "نعتذر؟ ولمن؟ العكس صحيح، نحن نحمله مسؤولية عدم الإفصاح عن تفاصيل المصروفات التي تضاعفت بنسب خيالية وغير مفهومة، وكذلك عن تفاصيل خسائر الشركات المملوكة للهيئة التي امتصت نسبة هائلة من الإيراد فجأة. أين تنشر الحسابات الختامية يا سيد خالد أبو بكر المحامي؟ يحق لكل مصري أن يسأل أين هي؟".

ونشر الناشط السياسي حازم عبد العظيم تغريدة أبو بكر نفسها، وقال: "حاضر يا أفندم تؤمر... بس يا ريت معاليك ترجع لتصريحات الفريق مميش في 2015. وتقرير الأونكتاد عن الطفرة في أسعار وتكلفة الشحن من 2021 الى 2022 ومن ثم الرسوم وليس زيادة عدد الشاحنات".

وردّ عليه طارق سلامة مضيفاً: "ده أمير البحر مميش قال في 2015 تصريح زيادة 225٪ خلال 5 سنين يعني 12.5 مليار دولار على 2020… أي كلام. المهم في مؤتمر حضرته في القاهرة في ذات العام رئيس شركة Maersk قال الأرقام فيها تفاؤل ومتوسط زيادة الحركة قريب من زيادة التجارة العالمية 2.5٪ يعني ربما نوصل لها بعد 25 سنة!".

من ناحيته، تعجب الضابط السابق بالجيش شريف عثمان مغرداً: "خالد أبو بكر عاوزنا نعتذر للسيسي! اكتشاف جديد مذهل... أعمق حفرة في قاع البكابورت اكتشفت وفيها ده!".

بينما ذكّر إبراهيم عبد الله بتصريح مميش، وكتب: "هو وعدنا بإيرادات 100 مليار سنوياً. إنما لو على زيادة 17٪ (بسبب زيادة رسوم العبور) يبقى كان بلاش منها أحسن".

المساهمون