"تيك توك" تنفي التلاعب بالمحتوى: الشباب في الولايات المتحدة يدعمون فلسطين

20 نوفمبر 2023
من تظاهرة تضامنية مع غزة في واشنطن (ياسين أوزتورك/ الأناضول)
+ الخط -

لا يزال "تيك توك" في دائرة الجدل، منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فبعد أقل من 10 أيام على 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أعلن التطبيق حذف أكثر من 500 ألف مقطع فيديو وإغلاق ثمانية آلاف بث مباشر مرتبط بعملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة، بعد أيام من تحذير الاتحاد الأوروبي الذي ذكّر الشركة بالتزامها محاربة المحتوى غير القانوني.
لكن يبدو أن الخطوات التي اتخذتها إدارة "تيك توك" لم تكن كافية، بل تعرضت في الأسابيع الأخيرة لانتقادات عنيفة من قبل 
الحزب الجمهوري الأميركي، بسبب "إظهار التطبيق زيادة كبيرة في محتوى مؤيد لفلسطين". وزعم سياسيون جمهوريون بشكل علني أن الشركة تروج "بشكل متعمد لمحتوى مؤيد لفلسطين بهدف غسل أدمغة شبابنا لدعم حماس"، بحسب ما نقل موقع فايس الأميركي.
وفي ردّ على هذا الهجوم، نشر التطبيق الصيني بياناً الاثنين الماضي، جاء فيه: "كان موقف الشباب الأميركيين يتّجه لدعم فلسطين قبل ظهور تيك توك بوقت طويل... وكان دعم إسرائيل (مقارنة بالتعاطف مع فلسطين) أقل بين الشباب منذ فترة. ويظهر ذلك في استطلاعات الرأي التي تعود إلى عام 2010".

تشير الأرقام المقدمة في البيان الصادر عن "تيك توك" إلى أن التعاطف مع إسرائيل "إيجابي بشكل قوي" بين الأجيال الأكبر سناً، بينما يعبر 42 في المائة من المستطلعين عن تعاطفهم مع فلسطين مقابل 40 في المائة مع الاحتلال الإسرائيلي.
كتب ممثل ولاية ويسكنسن مايك غالاغر في مقال أن "تيك توك" "يتحكّم بها أكبر خصم للولايات المتحدة، الذي لا يشارك في مصالحنا أو قيمنا: الحزب الشيوعي الصيني... الدعاية المستمرة لحركة حماس على التطبيق يجب أن تكون إنذاراً للأميركيين".
وكتبت الشركة في البيان أن خوارزميتها غير متحيزة، في إشارة إلى انتشار المحتوى المساند لفلسطين، في تأكيد أنها لا تتلاعب بالخوارزميات لتسليط الضوء على هذا المحتوى، مكررة أنّ الموقف المؤيد للفلسطينيين، سببه الموقف السياسي للمستخدمين لا الخوارزميات.
وأمام هذا الواقع تلقت "تيك توك"، ومعها شركة ميتا المالكة لـ"فيسبوك"، و"إنستغرام" أكثر من 8 آلاف طلب من إسرائيل لإزالة المحتوى المتعلق بالعدوان على قطاع غزة، بحجة "انتهاك سياسات الشركتين"، وفق ما نقلت مجلة فوربس. وبالفعل رضخت كبرى شركات التكنولوجيا للضغوط الإسرائيلية، وحذفت حوالي 94 في المائة من المحتوى الذي طولبت بإزالته.
وأوضح مكتب المدعي العام الإسرائيلي أنه طلب إزالة محتوى "يحرّض على العنف والإرهاب"، بالإضافة إلى "أي ترويج لجماعات تم تصنيفها على نطاق واسع كإرهابية"، في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، وبينها حركتَي حماس والجهاد الإسلامي. كذلك شملت القائمة الإسرائيلية، طلب إزالة أغانٍ "تمجّد حركة حماس وقد استخدمت كموسيقى خلفية لآلاف الفيديوهات على تيك توك". وهو ما فعله التطبيق الصيني الذي أوضح لـ"فوربس" أن سياسته تتمثل في إزالة جميع المحتويات المؤيدة لـ"حماس" بمجرد اكتشافها.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ووفق ما نقلت المجلة، فإن مكتب المدعي العام في دولة الاحتلال طالب بإزالة 9500 منشور: 60 في المائة منها موجهة إلى "فيسبوك" و"إنستغرام"، و26 في المائة إلى "تيك توك"، و10 في المائة لـ"إكس"، وأقل من 5 في المائة إلى "يوتيوب" و"تليغرام". وأفادت "فوربس" أن طلبات إزالة المحتوى التي وصلت كل عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي قد ازدادت بمقدار 10 أضعاف منذ بدء العدوان على غزة.
ولم تعلّق أي من المنصات الكبرى على تلقيها هذا العدد الكبير من طلبات الإزالة، باستثناء "يوتيوب"، إذ أوضحت المتحدثة سارة كولفين ــ روويلي لـ"فوربس": "أزلنا عشرات الآلاف من مقاطع الفيديو وأغلقنا مئات القنوات" منذ بدء العدوان.
وبعيداًعن العدوان غالباً ما تتلقى كبرى منصات التواصل طلبات من الحكومات لإزالة محتوى تراه ضاراً. وفي تقريرها الأخير للشفافية، أفادت "تيك توك" بتلقيها حوالى 2,300 طلب في النصف الثاني من عام 2022، كانت 82 منها من إسرائيل، مقارنة بـ 11 فقط من الولايات المتحدة و335 من روسيا. بينما تلقت "غوغل" 60 ألف طلب في النصف الأول من عام 2023، 223 من إسرائيل، 359 من الولايات المتحدة، و36 ألف من روسيا.

المساهمون