تونسي يشيّد جسراً بمجهود ذاتي حتى يتمكن الأطفال من الدراسة

05 فبراير 2021
الجسر حلّ مشكلة عبور التلاميذ في موسم الأمطار (فيسبوك)
+ الخط -

لم يكن في ذهن كريم بن عرفة أن ما سينجزه سيلقى هذين الإعجاب والمتابعة من قبل التونسيين، في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام.

فهو قرر بمبادرة فردية إنجاز جسر حديدي يمتد حوالي ستة أمتار، فوق وادي البلوط، في ريف محافظة جندوبة بالشمال الغربي التونسي، من أجل تسهيل مرور التلاميذ إلى المدرسة، التي كانوا ينقطعون عن الذهاب إليها كلما هطلت الأمطار وفاض الوادي.

كريم بن عرفة في اتصال مع "العربي الجديد"، أكد أن "الفكرة راودتني عندما رأيتُ أن جزءاً من سكان هذه القرية يعاني من مشاكل التنقل كلما فاض الوادي".

وأضاف: "قررتُ أن أبادر ببناء جسر لهم يمكنهم من العيش بشكل طبيعي. ورغم أنني لست من سكان المنطقة. فأنا أسكن في تونس العاصمة، لكنني وجدت نفسي مدفوعاً لهذا الفعل، بعد أن تمّ عرض المشكلة في إحدى وسائل الإعلام التونسية".

بن عرفة، وهو صاحب شركة صغيرة، أضاف أن ما قام به فِعل مواطنيّ، الغاية منه فك عزلة هذه القرية دون انتظار للإجراءات الرسمية التي قد تطول لتتواصل معاناة السكان.

بلغت تكلفة الجسر 35 ألف دينار تونسي (حوالي 13 ألف دولار أميركي)، وفق ما أفاد به بن عرفة، ساهم فيها العديدون ممن تبرعوا بالعمل مجاناً مثل المهندسين والعمال. كما ساهمت إحدى الشركات الخاصة في هذا المجهود.

اليوم على الساعة 12h تفتتح الخالة زهرة الجسر الذي لطالما تمنت إنجازه.

Posted by ‎كريم عرفة karim arfa‎ on Wednesday, 3 February 2021

وافتتح الجسر، أمس الخميس، من قبل سيدة من سكان القرية. وعن ذلك قال كريم: "عندما بدأتُ في وضع اللمسات الأولى من المشروع وجدتُ تشجيعاً من السيدة الريفية "زهرة"، فوعدتها بأن تكون هي من تفتتح الجسر وهو ما تحقق. هذا الافتتاح أردناه رمزياً بعيداً عن كل الاحتفالات الرسمية. فالمجهود الذي بُذل قام به مواطنون ومواطنات بعيداً عن تدخل الدولة".

المساهمون