توقيف المخرجين بونوا جاكو وجاك دوايون في باريس بعد اتهامهما باعتداءات جنسية

01 يوليو 2024
بونوا جاكو أمام مقر الشرطة القضائية في باريس قبيل توقيفه، 1 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المخرجان الفرنسيان بونوا جاكو وجاك دوايون احتُجزا بتهم الاعتداء الجنسي، بناءً على اتهامات من الممثلة جوديت غودريش وأخريات، فيما ينفيان هذه الاتهمات وتستنكر محاميتهما الإجراءات.
- الاتهامات الموجهة لجاكو ودوايون تأتي ضمن موجة جديدة من حملة "مي تو" في السينما الفرنسية، مما يشير إلى نمط من السلوك الجنسي المسيء وأثرت بشكل ملحوظ على الصناعة والفعاليات الكبرى مثل جوائز سيزار ومهرجان كان.
- النيابة العامة في باريس تؤيد احتجاز المخرجين مع التأكيد على سرية الإجراء لحماية خصوصية الضحايا، في وقت تواجه فيه السينما الفرنسية تحديات بسبب تأثير حملة "مي تو" المستمر والمتزايد.

أوقف المخرجان الفرنسيان بونوا جاكو وجاك دوايون اللذان اتهمتهما الممثلة جوديت غودريش وأخريات بالاعتداء عليهنّ جنسياً، الاثنين، في المديرية الإقليمية للشرطة القضائية في باريس.

وكان المخرجان اللذان ينفيان الاتهامات الموجهة لهما قد وصلا، صباح الاثنين، إلى مديرية الشرطة القضائية، برفقة وكيلتي الدفاع عنهما. وقالت محامية جاكو، جوليا مينكوفسكي، إنّ المخرج "سيتمكّن أخيراً من الدفاع عن نفسه أمام القضاء"، منددةً باحتجاز "مثير للانتقاد"، في حين "كان ينبغي تحديد موعد لجلسة استماع مفتوحة". وأضافت: "أستنكر كل هذا الخلل في القضاء الذي يأتي لصالح تغطية إعلامية متحيّزة تحمل تجاوزات غير مقبولة".

بدورها، قالت محامية جاك دوايون، ماري دوزيه، إنّه "لا يوجد معيار قانوني يُبرّر الإجراء" المتمثل في احتجاز المخرجين لدى الشرطة، بعد "36 عاماً" من الوقائع التي تحدّثت عنها جوديت غودريش. وأضافت في بيان أنّ موكّلها "كان ينبغي أن يُدلي بإفادته ضمن جلسة استماع مفتوحة نظراً إلى مرور الزمن على الوقائع، وفترة تقادم تعود إلى أكثر من عقدين، والكف الحتمي للإجراءات الذي سيغلق القضية". واعتبرت أنّه "يجري انتهاك مبدأ قرينة البراءة" في "القضية التي تشوبها اعتبارات غير قانونية".

وصادقت النيابة العامة في باريس على احتجاز المخرجين، مذكّرة بـ"أنّ سرية الإجراء تهدف إلى احترام خصوصية الأشخاص الذين عهدوا بقصتهم إلى القضاء وحده". فيما أشارت مصادر مطّلعة على القضية إلى أنّ احتجاز المخرجين الذي قد يستمر حتى مساء الثلاثاء، يُفترَض أن يشكل فرصة لمواجهات بين كل من المخرجين وعدد من المدّعيات، من بينهنّ غودريش.

ونشرت الممثلة جوديت غودريش عبر "إنستغرام"، صباح الاثنين، صورة تجمعها ببونوا جاكو، وعلّقت بالقول: "أنا أبكي (...) لا أعلم إذا ما كنت سأملك القوة لكنّي سأمتلكها. سأكون قوية، سأكون قوية". فيما لم ترغب محاميتها لور هاينك في التعليق، مشيرةً إلى سرية التحقيق.

بونوا جاكو قاد "علاقة سيطرة"

في مطلع فبراير/ شباط الماضي، وجهت جوديت غودريش (52 عاماً) اتهامات بالاعتداء الجنسي، في إطار موجة جديدة من حملة "مي تو" داخل السينما الفرنسية، وتقدّمت بشكوى ضد بونوا جاكو متّهمةً إياه باغتصابها وضد جاك دوايون بتهمة الاعتداء الجنسي عليها.

وكانت علاقة الممثلة وجاكو قد بدأت في ربيع 1986، عندما كان عمرها 14 عاماً. وعاشا معاً بشكل علني حتى إنهما اشتريا شقة في باريس، قبل أن ينفصلا سنة 1992. ووصفت غودريش ما عاشته معه بـ"علاقة سيطرة وانحراف".

في السياق نفسه، يواجه بونوا جاكو اتهامات من ممثلتين، فجوليا روي التي تصغره بـ42 عاماً، وأدّت أدوار بطولة في أربعة من أفلامه بين عامي 2016 و2021، وقد تقدّمت بشكوى ضدّه متّهمةً إياه بالاعتداء الجنسي عليها في "سياق من العنف والإكراه المعنوي لسنوات عدة "، بحسب مصدر مطلع على الملف.

كذلك، تقدمت الممثلة إيسيلد لو بيسكو بشكوى في نهاية مايو/ أيار الماضي، متهمةً إياه باغتصاب قاصر يزيد عمرها عن 15 عاماً، في وقائع يعود تاريخها إلى ما بين 1998 و2007.

أما جاك دوايون فتتهمه جوديت غودريش بأنه "تلمسها" خلال مشهد جنسي غير متوقع أثناء تصوير أحد الأفلام عام 1989 صُوِّر عندما كانت الممثلة في الخامسة عشرة، وكانت في تلك المرحلة على علاقة مع بونوا جاكو. كما أشارت إيسيلد لو بيسكو إلى أنها اضطرت لتحمل مضايقات من دوايون خلال جلسات عمل، في حين اتهمته الممثلة أنّا موغلاليس بتقبيلها بالقوة في منزله عام 2011.

اضطراب في السينما الفرنسية

وأدت هذه الموجة الجديدة من الاتهامات في إطار حملة "مي تو" في فرنسا إلى حالة اضطراب في المجال السينمائي مع بداية عام 2024، وعكّرت صفو احتفال توزيع جوائز سيزار ومهرجان كان السينمائي.

وكانت لجنة تحقيق بشأن الاعتداءات الجنسية في السينما والفنون السمعية والبصرية وفنون الأداء ومجالي الموضة والإعلانات، قد بدأت عملها في مايو، قبل أن تتوقف فجأة بعد حلّ الجمعية الوطنية الفرنسية في أوائل يونيو/ حزيران الماضي.

وتقدّم دومينيك بوتونا، أحد أقوى الرجال في المجال السينمائي الفرنسي، الجمعة، باستقالته من رئاسة المركز الوطني للسينما (CNC) بعد إدانته بتهمة الاعتداء الجنسي. كذلك، سيُحاكَم الممثل جيرار ديبارديو في باريس خلال أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين، ويواجه احتمال إطلاق ملاحقات جديدة في حقه، بتهمة اغتصاب امراة ثالثة.

(فرانس برس)

المساهمون