تغير المناخ يؤثر على عدد ساعات نوم الإنسان

24 مايو 2022
ستكون معاناة الفقراء مع التغير المناخي أكبر (Getty)
+ الخط -

نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا نائمين، ولكن لا تزال أعداد متزايدة من الأشخاص في العديد من البلدان، لا ينامون عدداً كافياً من الساعات اللازمة لإراحة الجسم، على الرغم من أن النوم السليم والكافي ضروري ويؤثر على أداء الإنسان. وفي حين ركزت معظم الدراسات التي تبحث في تأثير تغير المناخ على حياة الإنسان، من النواحي الاقتصادية والمجتمعية على نطاق واسع، أفاد باحثون أن زيادة درجات الحرارة المحيطة، تؤثر سلبا على نوم الإنسان في جميع أنحاء العالم، وفق نتائج دراسة جديدة نشرت يوم 20 مايو/أيار الحالي، في مجلة One Earth.

يقول الفريق إن النتائج التي توصلوا إليها، تشير إلى أنه بحلول عام 2099، قد تؤدي درجات الحرارة دون المثالية إلى تآكل 50 إلى 58 ساعة من النوم للشخص الواحد سنويا. بالإضافة إلى ذلك، وجدوا أن تأثير درجة الحرارة على قلة النوم أكبر بكثير بالنسبة للمقيمين في البلدان ذات الدخل المنخفض، وكذلك لدى كبار السن والإناث. أجرى الباحثون تجربة عامة على مستوى العالم، وربطوا أكثر من 10 مليارات قياس للنوم عبر 68 دولة، مع بيانات الطقس والمناخ المحلية. وجدوا أن الليالي الأكثر دفئا من المتوسط تضر بنوم الإنسان على مستوى العالم، وبشكل غير متساو، إذ ينام الناس أقل، ويزيد احتمال قضاء ليلة قصيرة من النوم بشكل حاد مع ارتفاع درجات الحرارة. الأهم من ذلك، أن المؤلفين وجدوا أن هذه التكلفة البشرية للحرارة، لا توزّع بالتساوي، إذ كان فقدان النوم لكل درجة من الاحترار، أكبر بمرتين بين كبار السن، مقارنة بالبالغين الأصغر سنا، أو في منتصف العمر، وثلاث مرات أكبر بالنسبة لذوي الدخل المنخفض، مقابل السكان في البلدان ذات الدخل المرتفع، وأكبر بكثير للإناث من الذكور.

أدلة على أن الأشخاص الذين يعيشون في مناخات أكثر دفئا، يعانون من مشاكل في النوم

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، كيلتون مينور، باحث الدكتوراه في مركز علم البيانات الاجتماعية في جامعة كوبنهاغن: "بشكل مقلق، وجدنا أدلة على أن الأشخاص الذين يعيشون بالفعل في مناخات أكثر دفئا، يعانون من تآكل أكبر لساعات النوم لكل درجة ارتفاع، ما يشير إلى قدرة محدودة على التكيف". وأوضح مينور في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن النوم القصير هو عامل خطر، يتسبب في عدد من المشكلات، مثل تقلص الأداء الإدراكي، وانخفاض الإنتاجية، وتدهور الأداء البشري، وتدهور الحالة العاطفية، والقلق المتزايد، والنتائج العصبية السلبية، وزيادة الإصابات، والوفيات القلبية الوعائية. "وقد ثبت أن كل ذلك يزداد بشكل منفصل أثناء نوبات الحرارة الشديدة". تشير النتائج إلى أن درجات الحرارة الخارجية دون المستوى الأمثل، قد تؤدي بالفعل إلى تقلص فترات النوم إلى حد كبير. ويتوقع المؤلفون أنه بدون مزيد من إجراءات التكيف مع موجات الحرارة، قد تتزايد تأثيرات النوم غير المتكافئة من حيث الحجم، كدالة لتركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في المستقبل. وفي ظل سيناريو الاحترار المعتدل، الذي يتمكن فيه البشر من التحكم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بحلول نهاية القرن، فإن الدراسة تحذر من أن درجات الحرارة دون المستوى الأمثل، قد تؤدي إلى زيادة عدد الليالي التي لا يستطيع فيها الناس التمتع بفترات نوم كاف. يلفت مينور إلى أن تقنيات التبريد - بما في ذلك مكيف الهواء - تلعب دورا تكيفيا أساسيا في الحد من العديد من الآثار السلبية للحرارة، ومع ذلك؛ فإن انتشار مكيف الهواء في البلدان منخفضة الدخل، يتخلف عن مثيله في أجزاء أخرى من العالم. 

ويضيف: "كانت إحدى المفاجآت الكبرى لفريق البحث لدينا هي اكتشاف أن الزيادات في درجات الحرارة الخارجية، تؤدي إلى فقدان نوم أكبر بشكل تدريجي عبر توزيع درجات الحرارة العالمية، ما يشير إلى أن النوم قد يكون جانبا فسيولوجيا مهما لعدم المساواة البيئية العالمية.

المساهمون