ضربة قاسية لمركز بومبيدو الفرنسي مع تعليق مشروع إقامة فرع أميركي

03 يوليو 2024
يمكن التعرف إليه من خلال هيكله الأنبوبي الخارجي الملوّن، باريس 6 يونيو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مركز بومبيدو الفرنسي يواجه تعليق مشروع توسعه في جيرسي سيتي بالولايات المتحدة المقرر لعام 2027، بسبب تقييم سلطات نيوجيرسي لكلفة المشروع بأنها مرتفعة، مما أدى إلى إلغاء تمويل بقيمة 18 مليون دولار.
- المركز يستعد لإغلاق في فرنسا لخمس سنوات لتجديد بقيمة 262 مليون يورو، ويسعى لجمع 186 مليون يورو إضافية لمشروعه الثقافي، معتمداً على رعاية وتداول الأعمال الفنية وشراكات دولية.
- الوضع الاقتصادي والسياسي في جيرسي سيتي، المدينة الصناعية السابقة التي تجددت وأصبحت مركز اهتمام الفنانين، لعب دوراً في تعليق المشروع، مما أثار خيبة أمل المسؤولين المحليين والمجتمع الفني.

تلقى مركز بومبيدو الفرنسي The Centre Pompidou ضربة قاسية مع تعليق مشروع لإقامة فرع لهذه المؤسسة الثقافية الشهيرة في الولايات المتحدة، ما يزيد الغموض بشأن مصير طموحه في إنشاء موطئ له في أميركا الشمالية، في حين يستعد للإغلاق خمس سنوات في فرنسا.

هذا المشروع، الذي كان من المقرر أن يفتتحه المتحف الباريسي الكبير للفن الحديث عام 2027 في جيرسي سيتي بضواحي نيويورك، "معلق حتى إشعار آخر"، وفق ما أكدت المؤسسة لوكالة فرانس برس الثلاثاء، بعد معلومات من الصحافة الأميركية المحلية تناولها موقع آرت نيوز المتخصص في أخبار الفن.

واعتبرت سلطات ولاية نيوجيرسي أن كلفة المشروع مرتفعة للغاية، بحسب رسالة رسمية إلى رئيس مركز بومبيدو لوران لوبون كشفت عنها الصحافة الأميركية المحلية. وقال مسؤول في وكالة إعادة تطوير نيوجيرسي: "بينما نتشرف باختيار مدينة جيرسي كأول موقع في أميركا الشمالية لاستضافة فرع لمركز بومبيدو، فقد قررنا تعليق هذا المشروع حتى إشعار آخر". وأشار المسؤول إلى زيادة كبيرة في التكاليف المترتبة على المالية العامة، خصوصاً منذ أزمة كوفيد-19.

بومبيدو وإلغاء التمويل

 

وفي رسالة منفصلة، كشفت ولاية نيوجيرسي، التي يحكمها ديمقراطي، عن إلغاء تمويل بقيمة 18 مليون دولار، وطلبت من مدينة جيرسي سيتي سداد ستة ملايين دولار جرى تخصيصها بالفعل قبل الأول من أغسطس/ آب المقبل.

 

ويُعدّ ذلك ضربة قاسية للمؤسسة الباريسية، التي تمثل أحد أهم متاحف الفن الحديث والمعاصر في العالم، والتي من المقرر أن تغلق أبوابها لخمس سنوات على الأقل اعتباراً من صيف عام 2025 للقيام بأعمال تجديد تُقدّر قيمتها بـ262 مليون يورو، بتمويل من الدولة. وتسعى المؤسسة أيضا للحصول على تمويل إضافي بقيمة 186 مليون يورو لمشروعها الثقافي المستقبلي عند إعادة افتتاحه.

 

ويلحظ هذا المشروع الثقافي، الذي عُهد به أخيراً إلى ثلاثة مهندسين معماريين من فرنسا واليابان والمكسيك، إعادة تطوير مساحات المتحف الذي بُني قبل نحو نصف قرن والذي يمكن التعرف إليه من خلال هيكله الأنبوبي الخارجي الملوّن المصمّم من الإيطالي رينزو بيانو والبريطاني ريتشارد روجرز. وأوضح لوران لوبون أنه يعتزم جمع هذه الأموال بالاعتماد على أنشطة "رعاية" و"تداول الأعمال الفنية"، و"احتمال عقد شراكة مع دولة أخرى".

 

وفي تقرير قاسٍ نُشر في إبريل/ نيسان، انتقد ديوان المحاسبة الفرنسي ما اعتبره "نموذجاً اقتصادياً يصعب الاستمرار به" في مركز بومبيدو. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، لم يقدّم مركز بومبيدو أي تفاصيل حول التبعات المالية للقرار الأميركي، مكتفيا بالإشارة إلى أن "المناقشات مع رئيس بلدية مدينة جيرسي سيتي ستستمر من أجل اتخاذ قرار مشترك بشأن مصير المشروع".

 

حسابات سياسية

 

وصرحت ناطقة باسم مدينة جيرسي سيتي بأن تخلي ولاية نيوجيرسي عن المشروع أمر "مؤسف حقا"، واعدة بمواصلة المناقشات مع شركاء المدينة "لمعرفة ما إذا كان هناك حل ممكن".

 

وتعزو المدينة قرار الولاية إلى حسابات سياسية يراد منها جعل رئيس البلدية ستيف فولوب يدفع ثمن سحب دعمه لترشيح زوجة الحاكم تامي ميرفي لمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي.

 

ويحدث سحب المشروع أيضاً على خلفية انتقادات من مسؤولين منتخبين جمهوريين محليين، قدّروا الفاتورة المترتبة عنه على دافعي الضرائب بـ200 مليون دولار على المدى الطويل. كان من المقرر أن تكون هذه الشراكة هي الخامسة الكبرى والأولى في القارة الأميركية لمركز بومبيدو، الذي لديه مراكز فنية تحمل اسمه في مالقة الإسبانية وشانغهاي الصينية والعاصمة البلجيكية بروكسل.

 

تقع مدينة جيرسي سيتي على الضفة الغربية لنهر هدسون، قبالة مانهاتن، وهي مدينة صناعية سابقة تشهد تحولاً وتجديداً منذ ثمانينيات القرن العشرين. ويوجد في نيويورك بالفعل متحفان رئيسيان للفن المعاصر، هما متحف الفن الحديث (MoMA)، ومتحف ويتني (Whitney)، فضلا عن عروض للفن المعاصر في متحفي متروبوليتان وغوغنهايم.

 

في السنوات الأخيرة، اجتذبت مدينة جيرسي عدداً متزايداً من الفنانين، مع ارتفاع الإيجارات في نيويورك بشكل كبير.

 

(فرانس برس)

 

المساهمون