تعرّفوا إلى المواقع الأثرية القطرية التي دخلت قائمة "إيسيسكو"

06 أكتوبر 2021
شُيّد برج برزان بالحجارة والطين (Getty)
+ الخط -

استطاعت قطر، خلال أيام قليلة مضت، أن تنتزع اعتراف إحدى أكبر المؤسّسات التراثية العالمية، عبر إدراج ثلاثة مواقع أثريّة لها، ضمن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). اعتراف ثقافي مهم للذاكرة القطرية؛ إذ يُضمر في طيّاته حجم مكانةٍ باتت تحظى بها المواقع الأثريّة القطرية، داخل المؤسسات الثقافيّة الأجنبية. أوّلاً، بسبب تاريخها الضارب في قدم الحضارة العربيّة، بما يجعل من ذاكرتها المعمارية قويّة البناء وقادرة على تشييد صورة أكثر حداثة، تستجيب لوقائع وتحوّلاتٍ شهدتها المنطقة تاريخياً وثقافياً.

كل ذلك في وقتٍ أضحى فيه تاريخ قطر الحديث حاضراً لا ينضب؛ إذْ تُشكّل موّاده الأثريّة ومعالمه التاريخيّة طريقة ناجعة في صناعة الحاضر القطري. ويبرز ذلك بشكلٍ أقوى داخل عدّة متاحف قطرية، تحبل بصنوفٍ شتّى وألوانٍ مُتعدّدة من هذا التراث الفنيّ الإسلامي.
لذلك، وجدت منظّمة "إيسيسكو" ضرورة في إدراج مواقع لها كنوعٍ من الاعتراف الرسمي لتاريخها وحضارتها. يتعلّق الأمر هنا بثلاثة مواقع أثريّة: قلعة الركيات، أبراج برزان، بيت الخليفي، ضمن قرابة 97 موقعاً تاريخيّاً تم إدراجها في قائمة منظّمة العالم الإسلامي قبل أيام، بسبب دورها البارز في تشكيل معالم التراث الفنّي الإسلامي داخل البلاد العربيّة.
أما الجانب الثاني، فيعود أساساً إلى ما غدت تلعبه قطر من دورٍ مركزيّ على مستوى علاقاتها الدولية وريادتها في مجال الثقافة والفنون الإسلامية. لا سيما أنّ مؤسّساتها غدت تُعتبر من أهم الروافد المُغذية للفنّ العربي المعاصر؛ إذْ إنّ حجم لقاءاتٍ ومعارض وندواتٍ ومنح، تُقدّمها المؤسّسة لدعم الفنّانين العرب، يجعلها في موقع ريادةٍ فنيّة. من ثمّ، فإنّ هذه الحظوة الثقافيّة/الفنيّة/المؤسّساتية، تجعلها تُؤثّر ضمنياً في مفاهيم وقضايا وإشكالات الفنّ المعاصر. لأنّها تُقدّم، مؤسّساتياً، طريقة نظر مغايرةٍ في تقديم المنتوج الفنّي المعاصر، حسب سياقاته العالمية.

الركيات- قطر- العربي الجديد
قلعة الركيات (العربي الجديد)

تنتمي المواقع الثلاثة إلى فتراتٍ تاريخيّة متباينة بين القرن التاسع عشر والعشرين. ما يُعطي الانطباع الأوّل بمدى غنى هذه المواقع الأثريّة، ومكانتها اليوميّة في حياة الفرد القطري. فقد سُمّيت الأولى نسبة إلى قرية الركيات الواقعة في شمال غرب قطر. ومن المعروف أنّ هذه القرية ذات الشكل المُستطيل، تتمتّع بقلاعٍ صحراوية الطابع. ولعبت دوراً محورياً في تأمين نظام المياه إبان القرن الـ19، بما تحتويه من مرافق تاريخيّة وأمكنة تراثية، كالأبراج والبئر والغرف الموجودة في قلب فناء الموقع. على هذا الأساس، يُجمع المؤرّخون على أنّ الركيات كانت بمثابة حامية لمصادر المياه في المنطقة، إذْ إنّ وجود البئر ومياهها العذبة، لا يُفسّر إلا مركزيّة القلعة التاريخية داخل اجتماع القرية.

برج برزان- قطر- العربي الجديد
برج برزان (العربي الجديد)

أما برج برزان، فقد تم ترميمه في الربع الأوّل من القرن العشرين، وهو مصنوع من الحجارة والطين. فقد تم تشييده من لدن الشيخ محمّد بن جاسم آل ثاني (1881-1971) بمنطقة أم صلال. ينتمي هذا البرج إلى نفس الوظيفة التأمينية التي تميّزت بها قلعة الركيات. فهو أيضاً قام على نمطٍ وظيفيّ، مُتمثّل في جمع وحفظ مياه المنطقة، كما لعب دوراً عسكرياً كبرج مراقبة للسفن والبواخر.

حول العالم
التحديثات الحية

يتميّز هذا البرج بصناعة يدويّة تمتزج فيها الحجارة والطين والخشب على مستوى الأبواب والنوافذ. وهي مُكوّناتٌ وظيفية وجدت فيها "إيسيسكو" خبرة نوعية وصنعة فنيّة وجماليّة

المساهمون