كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تحقيق نشرته الأربعاء، عن حملات منظمة ومفتعلة، مكّنت المرشح اليميني المتطرف إريك زيمور، من احتلال وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة وجيزة، ومهّدت الطريق أمامه لإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستنطلق رسمياً في إبريل/نيسان المقبل.
ومنذ نهاية عام 2021، احتلت وسوم محددة موقع "تويتر"، ووفق التحليل الذي أجرته "لوموند" كانت أبرز تلك الوسوم "الناشطون مع زيمور"، "زيمور 2022" و"النساء مع زيمور"، في محاولة لتغيير الصورة التي يتسم بها المرشح المثير للجدل بموقفه من النساء ومسائل المساواة بين الجنسين.
تلك الوسوم احتلت قائمة الأكثر تداولاً في فرنسا على موقع "تويتر"، الذي يستخدمه نحو 16 مليون فرنسي نشط. وقد ساعدت هذه العملية زيمور على ضمان تدفق الأعضاء والتبرعات بمجرد إعلان ترشّحه وإطلاق حزبه "روكونكيت" (الاستعادة)، وفق سرديته لفرنسا المسروقة من الإسلاميين والمهاجرين.
ويشير تحقيق "لوموند" إلى أن الحملة التي بدأت في 1 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، كانت إلى حد كبير مضللة، واعتمدت على عمليات إعادة تغريد ضخمة وأوتوماتيكية من خلال روبوتات إلكترونية، أدارتها مجموعة صغيرة من فريق زيمور مؤلفة من بضع عشرات من الأشخاص. وقد تمكنت من فرض رسائل وموضوعات معينة على "تويتر" بما تجاوز أي مشاركة ضخمة من قبل مستخدمي الإنترنت في فرنسا، ما جعل تلك الموضوعات نقاشاً يومياً.
وهذه العمليات على الشبكة الاجتماعية ليست سوى خطوة واحدة في استراتيجية أوسع. إذ تجعل من الممكن توجيه مستخدمي الإنترنت - المتعاطفين مع أفكار زيمور ــ إلى مواقع مختلفة تديرها جمعية أصدقاء المرشح اليميني.
في أكتوبر/تشرين الأول 2021، كانت تلك الجمعية تدير مواقع مختلفة على شبكة الإنترنت مؤيدة لزيمور، ترسم خرائط حملته واستراتيجيته ليتمكن من ترشيح نفسه تحت حجة "ضغط الناخبين"، خصوصاً أن تلك المواقع كانت تجمع تواقيع المستخدمين ضمن عريضة تدعو زيمور إلى الترشح للانتخابات الرئاسية.
مكنت هذه الاستراتيجية ككل فرق المرشح اليميني المتطرف من بناء دفتر عناوين مهم، إذ منذ 6 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وهو اليوم التالي لتقديم ترخيص حزب "روكونكيت"، انطلقت حملة بريدية لجمع الاشتراكات والتبرعات.
وأشارت صحيفة "لوموند" إلى أن هذه الاستراتيجية يقودها صامويل لافون، الذي أدار الحملة الإلكترونية لفرانسوا فيون في انتخابات الرئاسة عام 2017، ويقدم نفسه الآن على أنه رئيس "الاتصالات الرقمية لأنصار إريك زيمور".
هذه العمليات التي نُفِّذت على موقع "تويتر"، تنتهك عدداً من قواعد الشبكة الاجتماعية، الملتزمة رسمياً مكافحة المعلومات المضللة والتلاعب السياسي، وتذكر كثيراً باستراتيجية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حين كان مرشحاً رئاسياً.