- وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 35 ألف و456 شهيداً و79 ألف و476 إصابة، مع استمرار الحرب رغم الدعوات الدولية لوقف العدوان.
- الأمم المتحدة توضح في مؤتمر صحافي أن العدد الإجمالي للشهداء لم يتغير، مشيرة إلى أن التحديثات تتعلق بتوزيع الوفيات بعد التعرف الكامل على تفاصيل الضحايا، مما ينفي الادعاءات الإسرائيلية بخفض أعداد الضحايا.
يدعي المسؤولون الإسرائيليون كذباً أن الأمم المتحدة خفضت عدد الشهداء بين النساء والأطفال في غزة. واستغل الاحتلال تغييرات أجرتها المنظمة بالفعل في البيانات المستخدمة في تقاريرها من أجل التلاعب بالخطاب والترويج لسرديته وممارسة الكذب المبرِّر لاستمرار عدوانه على الفلسطينيين في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، حتى الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 35 ألفاً و456 شهيداً و79 ألفاً و476 إصابة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول حربها على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان فوراً، ورغم مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ممارسة إبادة جماعية.
الاحتلال يكذب على الأمم المتحدة
تقول المنشورات الأخيرة للحسابات الرسمية الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي، وعناوين الأخبار الأميركية المنحازة للاحتلال، إن المنظمة خفّضت عدد الضحايا إلى النصف. وهو أمر غير صحيح. وكتب الحساب الرسمي لإسرائيل في "إكس" بتاريخ 13 مايو/ أيار: "في 6 مايو/ أيار، نشرت المنظمة بيانات تظهر أنّ 34,735 شخصاً قُتلوا في غزة، بما في ذلك أكثر من 9,500 امرأة وأكثر من 14,500 طفل. في 8 مايو/أيار، نشرت المنظمة بيانات تظهر مقتل 34844 شخصاً، من بينهم 4959 امرأة و7797 طفلاً، مما قلل عدد الضحايا إلى النصف".
مصادر محايدة تكذّب الاحتلال
لكن هل خفضت الأمم المتحدة عدد النساء والأطفال الذين استُشهدوا في غزة إلى النصف؟ موقع التحقق من الأخبار والمعلومات فيرفاي يؤكد أن هذا ليس صحيحاً، بدليل المؤتمر الصحافي للأمم المتحدة في 13 مايو 2024، وتقريرَي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لـ6 و8 مايو.
وقال موقع التحقق إن المنظّمة لم تخفض عدد النساء والأطفال الذين قُتلوا في غزة إلى النصف، بل فقط غيّرت مؤخراً أنواع البيانات التي تبلغ عنها حول الوفيات. ولا يزال العدد الإجمالي للوفيات يقدر بـ35 ألفاً. وأوضح أن "الإحصائيات المذكورة في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية مأخوذة من تقرير يومي ينشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والذي يتلقى بياناته من وزارة الصحة التي تقودها حماس أو المكتب الإعلامي في غزة. الأرقام المذكورة في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تقارن الإحصاءات المنشورة في تقريري 6 و8 مايو".
وتابع أن "الفرق بين التقريرين هو مجموعة البيانات التي استخدمتها الأمم المتحدة. قبل 8 مايو، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً عن العدد الإجمالي للضحايا وتقديراً لعدد النساء والأطفال من بين القتلى البالغ عددهم حوالي 34 ألفاً". ويشير التقرير إلى أنه اعتباراً من 30 إبريل/ نيسان، تم التعرف على 24686 شخصاً من إجمالي 34844 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها. وفي تقرير الأمم المتحدة الصادر في 8 مايو، من بين 24686 شهيداً تم التعرف عليهم، كان هناك 4959 امرأة و7797 طفلاً. لا تتضمن مجموعة البيانات هذه ما يقرب من 10 آلاف شخص تم الإبلاغ عن وفاتهم ولم يتم التعرف عليهم بعد.
الأمم المتحدة نفسها تكذّب الاحتلال
خلال مؤتمر صحافي عُقد في 13 مايو/ أيار، تناول المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، المزاعم القائلة بأن عدد الضحايا "انخفض إلى النصف". وأكّد أن "العدد الإجمالي للشهداء، الذي أحصته وزارة الصحة في غزة لا يزال "دون تغيير"، موضحاً أن "ما تغيّر هو أن وزارة الصحة في غزة حدّثت توزيع الوفيات، والذين تم توثيق تفاصيلهم الكاملة، بمعنى آخر، الأشخاص الذين تم التعرف عليهم بالكامل"، مشيراً إلى أنه "إذا أجريتم الحسابات، ستجدون أن هناك ما يزيد عن 10 آلاف جثة لا يزال يتعين التعرف عليها بالكامل، وبالتالي سيعاد تحديد تفاصيل هؤلاء، أي منهم نساء أو أطفال، بمجرد اكتمال عملية تحديد الهوية الكاملة".