ترامب يعود عبر منصّته الخاصة

23 مارس 2021
ينشئ ترامب شبكة اجتماعية بدلاً من قناته الخاصة (Getty)
+ الخط -

يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الممنوع من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة بعد إغلاق حسابه المحبّب على "تويتر" قبل شهرين، إلى استخدام الشبكات الاجتماعية خلال ثلاثة أشهر، عبر "منصته الخاصة"، وفق ما ذكر مستشاره، الأحد الماضي.

ترامب المعروف بمواقفه الغريبة والغاضبة والمثيرة للجدل، صامتٌ منذ إغلاق حساباته ومغادرته البيت الأبيض تقريباً، إذ إنّه يقطن في منتجع له في فلوريدا، ولم يظهر كثيراً في الإعلام سوى عبر بيانات وتصريحات قصيرة شبّهها كثيرون بتغريداته المعتادة. وقبيل انتهاء ولايته، انتشرت تكهّنات بأنّ ترامب قد يسعى إلى إنشاء شبكة تلفزيونيّة خاصة به، في محاولة لتكريم مشاهدي قناة "فوكس نيوز" من مؤيديه. وكانت القناة أول من صنّف ولاية أريزونا كديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأميركية الماضية، إذ أعلنت أنّ جو بايدن فاز بها، مما أثار غضب ترامب الذي طالب بالتراجع عن التصنيف حينها.

لكنّ مستشار ترامب، جيسون ميلر، أعلن لشبكة "فوكس نيوز"، الأحد، أنّ مواقع التواصل الاجتماعي هي الهدف المباشر. وقال: "أعتقد أننا سنشهد عودة ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، ربما في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر عبر منصته الخاصة". ولم يكشف عن مزيد من التفاصيل حول ماهية هذه "المنصة"، مكتفياً بالإشارة إلى عقد عدة اجتماعات في منتجع "مار ايه لاغو"، مقر إقامة الملياردير الجمهوري في فلوريدا. وأكد "لم تتصل مجرد شركة واحدة بالرئيس، بل العديد من الشركات" و"هذه المنصة الجديدة ستكون ضخمة وسيرغب فيها الجميع، وستستقطب هذه المنصة الجديدة الملايين والملايين، عشرات ملايين المشتركين".

وأظهر حظر ترامب عن حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً "تويتر"، كمّ الاعتماد على تلك المنصّات، من قبل ترامب، كي ينشر مواقفه؛ وهو ما كان بمثابة سياسة الرئيس السابق حين أوقف الموجز الصحافي اليومي في البيت الأبيض وابتعد عن وسائل الإعلام، وكثّف هجماته عليها، مقابل استخدامه حساباته لينشر آراءه العنصرية والجدليّة بحريّة. وبينما كانت المنصات تتساهل معه خلال رئاسته، انقضّت عليه مع نهايتها واليقين بفوز بايدن، ما أظهر أيضاً حجم القوة التي يتمتع بها "وادي السيليكون".

وقام موقع "تويتر"، الذي كان أداة التواصل المفضلة لرجل الأعمال خلال حملته الانتخابية وولايته الرئاسية، بحذف حساب @realdonaldtrump  (دونالد ترامب الحقيقي) الذي كان يتابعه 88 مليون مشترك، بعد أعمال العنف التي قام بها مناصروه مع اقتحامهم مبنى الكابيتول لساعات في 6 كانون الثاني/يناير. وعلّق "فيسبوك" ومواقع أخرى مثل "سناب شات" و"يوتيوب" و"إنستغرام" أيضا بشكل مؤقت أو دائم حسابات الرئيس السابق، الذي غادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، بعد هزيمته أمام الديمقراطي جو بايدن في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

وبعد انتهاء فترة الحظر عبر "فيسبوك"، دعا منتقدو شركة التواصل الاجتماعي والمدافعون الشرسون عن الخطاب السياسي غير المقيد، مجلس الرقابة في "فيسبوك"، إلى الموافقة على قرار طرد ترامب نهائياً من المنصة.

وبداية فبراير الماضي، أعلن المدير المالي لشركة "تويتر" أنّ الموقع لن يسمح لترامب باستخدام منصته حتى وإن ترشح للبيت الأبيض من جديد، بعد حظر حسابه لتحريضه المتكرر على العنف. وقال نيد سيغال، لقناة "سي أن بي سي"، إنه "وفقاً لقواعدنا، عندما يجري حظركم من المنصة لا عودة عن هذا القرار، سواء كنت معلّقاً أو مديراً مالياً أو شخصية سياسية سابقة أو حالية". وأضاف: "حُظر على دونالد ترامب استخدام المنصة عندما كان رئيساً. لا نميّز بين مسؤولين سياسيين حاليين أو سابقين".

كما أغلق "تويتر" حسابات متطرفين كانوا يدعمون الرئيس السابق، بينهم 70 ألف منتسب إلى حركة "كيو-آنون" لليمين المتطرّف الأميركي التي تنشر نظريات المؤامرة. ولم يرضَ مناصرو الملياردير الجمهوري عن هذه الخطوة، ولا بعض المدافعين عن الحريات على الإنترنت، إذ رأوا في ذلك دليلاً على سلطة مواقع التواصل الاجتماعي المفرطة. لكنّ هذا لم يمنع "تويتر" من تسجيل زيادة غير معهودة في عدد مستخدميه في يناير/كانون الثاني.

وانتقل مناصرو ترامب إلى منصات يمينية بديلة، بينها "غاب" بدل "تويتر"، و"ميوي" بدل "فيسبوك" وتطبيق "تيليغرام" لتبادل الرسائل النصية، وتطبيق "ديسكورد" للدردشة الخاص بمحبي الألعاب، كما منصّة "بارلر" التي طُردت من الإنترنت بسبب "عدم قيامها بما يكفي لمناهضة العنف عبر شبكتها"، قبل أن تعود. وتوقّع كثيرون أن يعود ترامب عبر "بارلر"، لكنّ الشبكة نفت أن يكون هو شخصياً من يستخدم الحساب باسمه عبرها.

المساهمون