تراث تحت الأنقاض: 104 مواقع أثرية في غزة دمّرها الاحتلال

03 ديسمبر 2023
أصيب دير القديس هلاريون في النصيرات بأضرار جزئية (أحمد زقوت/ Getty)
+ الخط -

مع مرور الشهر الأول للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أجرت منظمة تراث من أجل السلام Heritage For Peace (مقرها إسبانيا) مسحاً للمواقع الأثرية التراثية التي تضررت من قصف الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودونت نتائج هذا المسح في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني باللغتين العربية والإنكليزية.
وخلص المسح، الذي شمل المواقع المتضررة في الشهر الأول من العدوان، إلى أنّ 104 مواقع تراثية وأثرية دمّرها القصف الإسرائيلي؛ سواء بشكل كلي أو جزئي، أو طاولتها أضرار جانبية، تطلّب تدخلاً لإعادة ترميمها، ومن أصل 325 موقعاً موجوداً في القطاع.

أهمّ المواقع التي دمّرت بشكل كلي:

  • كنيسة جباليا البيزنطية (قصف مباشر)
  • المسجد العمري في جباليا (قصف مباشر)
  • مسجد الشيخ شعبان (قصف مباشر)
  • مسجد الظفر دمري في الشجاعية (قصف مباشر)
  • مقام الخضر في دير البلح (قصف مباشر)
  • موقع البلاخية (ميناء الأنثيدون) في شمال غرب مدينة غزة القديمة (قصف مباشر)
  • مسجد خليل الرحمن في منطقة عبسان في خانيونس (قصف مباشر)
  • مركز المخطوطات والوثائق القديمة في مدينة غزة (قصف مباشر).

كذلك دمّر الاحتلال تدميراً شبه كامل كنيسة القديس برفيريوسفي بحي الزيتون في مدينة غزة، وهي أقدم كنيسة في المدينة، وذلك بعدما قصفها أيضاً بشكل مباشر، مرتكباً مجزرة جديدة في المدينة ضدّ النازحين في الكنيسة.

المواقع التي دمّرت تدميراً جزئياً:

  • بيت السقا الأثري في الشجاعية
  • تل المنطار في مدينة غزة
  • تل السكن في الزهراء
  • تبة 86 في القرارة
  • سوق مازن في شرق خانيونس
  • موقع الفخاري
  • مسجد السيد هاشم في مدينة غزة

أهم المواقع التي طاولتها أضرار جزئية:

  • مقبرة الإنكليز في مدينة غزة
  • دير القديس هلاريون في النصيرات
  • تل رفح الأثري
  • المسجد العمري في غزة،
  • قصر الباشا في غزة
  • مقبرة الإنكليز في الزوايدة
  • متحف دير البلح
  • مقام النبي يوسف في بني سهيلا.

كما رصدت المنظمة إصابة أكثر من 70 بيتا أثريا بأضرار جزئية.

غزة غنية بالآثار

أورد التقرير (عمل عليه بشكل مباشر مدير الترميم والحماية في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أحمد البرش) في مقدمته أن التراث الثقافي والحضاري يُعدّ أحد المكونات الرئيسية للهوية الثقافية للشعب الفلسطيني، إذ تزخر مدينة غزة بوجود العديد من المواقع والمباني الأثرية التي لها أهمية ثقافية ودينية وتاريخية، و"تدل على تاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني، وتعكس ثقافة وعادات وتقاليد الشعوب التي سكنت هذه المنطقة عبر الزمن".
وبحسب التقرير، تتنوع هذه المواقع ما بين مساجد وكنائس، وحمامات طاولها العدوان، ما أدى إلى تدمير عدد منها بشكل كلي أو جزئي، وهو ما يساهم في تدمير جزء كبير من التراث الثقافي في قطاع غزة.

المنازل والمباني البلدية تُبنى في كثير من الأحيان فوق المواقع الأثرية

ما جاء في التقرير يتوافق مع ما سبق وصرح به عالم الآثار الفرنسي جان باتيست هامبر الذي عمل لسنوات طويلة على فلسطين، في تصريحات إعلامية عدة. إذ أشار إلى أن العدوان الحالي أدى إلى خسارة لا مفر منها للتراث الثقافي للمنطقة:
"إن مجتمع غزة حساس تجاه تراثه، لكن السحق الذي مارسته قوات الاحتلال على مدى الخمسين سنة الماضية يعني أن الأولويات الحيوية مثل إطعام السكان ورعايتهم وتعليمهم، دفعت بالتراث الثقافي إلى الخلف، على اعتباره ترفاً للدول الغنية"، مشيراً إلى أن "النمو السكاني في المنطقة المكتظة بالسكان يعني أن المنازل والمباني البلدية تُبنى في كثير من الأحيان فوق المواقع الأثرية".

لمحة عن المواقع التاريخية في غزة

بالعودة إلى التقرير، فإنه قبل إحصاء الأضرار، قدّم لمحة عن المواقع التاريخية في غزة، التي بنيت في القطاع نتيجة خصوصيته الاستراتيجية بالغة الأهمية، إذ كان طيلة عقود طويلة بوابة بين قارتي آسيا وأفريقيا، وفقا لما جاء في رسائل "تل العمارنة" (1402-1347 قبل الميلاد). كذلك تمتّعت غزة بمكانة عسكرية وتجارية هامة على طريق "حورس" (الفراعنة). ويؤكد على هذه المكانة المرموقة اكتشاف العديد من الآثار الفرعونية في المدينة وما حولها، خاصة في منطقة تل العجول، ودير البلح، التي عثر في حفائرها سنة 1973 على العديد من الأكفان، والفخاريات والأقراط والعقود الذهبية، والتماثيل العاجية والرخامية والأواني والأدوات المصنوعة من النحاس والرخام.
كذلك العديد من الجعارين (نوع من الخزف السيراميكي الفرعوني) التي تحمل اسم تحتمس الثالث، وأمنحتب الثالث، وأمنحتب الثاني، وتحتمس الرابع، ورمسيس الثاني، ورمسيس الرابع، تعود إلى منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وهي الفترة التي تدهور فيها جسم الدولة الفرعونية.

من الآثار الفرعونية إلى تلك البابلية التي تعود إلى عام 603 قبل الميلاد إلى أن وقعت مدينة غزة تحت سلطة نبوخذنصر...
أما بعد الميلاد، فبنيت الكنائس والأديرة في ساحل غزة، وجباليا، ودير البلح، وعبسان، وبيت لاهيا، وذلك بعدما انتشرت الديانة المسيحية في مدينة غزة في القرن الخامس الميلادي، على يد رجل الدين برفيريوس، الذي قام بتدمير معبد مارن الوثني وأقام فوقه كنيسة، بحسب تقرير "تراث من أجل السلام" التي استندت بشكل أساسي إلى خريطة مأدبا التي اكتشفت عام 1884، وبرزت فيها كنائس عدة بنيت في القرون الميلادية الأولى.
أما المساجد التاريخية التي دمّر قسم كبير منها في هذا العدوان فتعود إلى بدايات الإسلام، أي القرن السابع الميلادي، إذ فتحها الصحابي والقائد العسكري عمرو بن العاص، ليبدأ بعدها بناء المساجد.

المساهمون