تجديد حبس 3 صحافيين يدحض مزاعم "انفراجة الحوار الوطني" في مصر

01 ابريل 2023
اعتقلت السلطات المصرية بهاء الدين إبراهيم في فبراير 2020 (فيسبوك)
+ الخط -

قررت دائرة الإرهاب في محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم، تجديد حبس 3 صحافيين في قناة الجزيرة مباشر القطرية، هم هشام عبد العزيز وبهاء الدين إبراهيم وربيع الشيخ، وذلك لمدة 45 يوماً احتياطياً، بدعوى اتهامهم بـ"نشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر بقصد تكدير السلم العام، في إطار الترويج لأغراض جماعة الإخوان المسلمين الهادفة إلى زعزعة الثقة بالدولة المصرية ومؤسساتها".

الصحافيون الثلاثة اعتُقلوا من المطارات المصرية، خلال ذهابهم إلى وطنهم في إجازة اعتيادية خارج نطاق عملهم، وتراوحت مدد حبسهم الاحتياطي ما بين 19 و45 شهراً من دون إحالة إلى المحاكمة.

ولا يزال الصحافي في مؤسسة الأهرام الحكومية، محمود سعد دياب، رهن الإخفاء القسري منذ 7 أشهر، إثر إلقاء القبض عليه في مطار القاهرة أثناء سفره في مهمة عمل إلى الصين.

ويبلغ عدد الصحافيين المصريين المعتقلين حالياً 15 نقابياً على الأقل، من بينهم 7 صحافيين أُلقي القبض عليهم منذ انطلاق أعمال ما يُعرف بالحوار الوطني برعاية الأكاديمية الوطنية للتدريب التابعة لمؤسسة الرئاسة المصرية. والمقرر أن تعقد أولى جلسات هذا الحوار الرسمية في 3 مايو/ أيار المقبل، وسط ترويج لمزاعم بشأن إغلاق ملف السجناء والمعتقلين السياسيين في مصر، على خلاف الواقع.

ويخضع عدد آخر من الصحافيين المصريين غير المسجلين في جداول القيد في النقابة، والعاملين في مجال الإعلام والتصوير، للحبس الاحتياطي المطول، على ذمة قضايا تشمل اتهامات نشر، بالإضافة إلى اتهامات أخرى نمطية مثل "الانتماء لجماعة إرهابية أو مساعدتها على تحقيق أغراضها".

هشام عبد العزيز صحافي ومنتج في شبكة الجزيرة الإعلامية، ومحتجز على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1956 لسنة ‏‏2019، رغم أنه تخطى مدة الحبس الاحتياطي القصوى المحددة قانوناً بعامين. وهي القضية الثانية له، عقب حصوله على قرار بإخلاء سبيله في القضية رقم 1365 لعام 2018 في ديسمبر/ كانون الأول 2020، ثم تدويره بالاتهامات نفسها في قضية أخرى، بعد تعرضه للإخفاء القسري مدة ‏‏24 يوماً.

ويعاني عبد العزيز، المعتقل تعسفياً منذ 20 يونيو/ حزيران 2019، من مرض المياه الزرقاء، وارتفاع شديد في ضغط العين، ما يسبب عتامة في القرنية تستحيل معها الرؤية بوضوح، كما يعاني من تكلس شديد في عظمة الركاب في الأذن الوسطى، وهو مُهدد بفقدان السمع والبصر في حال استمرار احتجازه في ظروفه الحالية، وفقاً لأسرته ومحاميه.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

أما بهاء الدين إبراهيم فهو عضو في معهد الصحافة الدولي، ومحتجز على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1365 لسنة 2018، على أثر اعتقاله من مطار برج العرب في الإسكندرية في 22 فبراير/ شباط 2020، وتعرضه للإخفاء القسري والضرب والتعذيب داخل محبسه، وفقاً لرواية زوجته منى محمود.

وقد وجهت منى محمود رسالة إلى مجلس نقابة الصحافيين المنتخب أخيراً، طالبته فيها بـ"العمل على إطلاق سراح صحافيي الجزيرة الثلاثة المعتقلين". وقالت، في الرسالة التي نشرتها عبر صفحتها في "فيسبوك": "كل ما فعلوه أنهم ذهبوا لقضاء إجازات مع عائلاتهم في مصر، بعد سنوات من الغياب. نتمنى أن نرى فرقاً في التعامل مع ملف الصحافيين المعتقلين قريباً، خاصة ممن قضوا فترات طويلة في الحبس بسبب عملهم الصحافي".

ووثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان تعرض بهاء الدين إبراهيم للإخفاء القسري مدة 74 يوماً، تعرض خلالها للتحقيق وللتعذيب البدني والنفسي في مقار جهاز الأمن الوطني. ولم تشفع له عضويته في نقابة الصحافيين المصريين، أو تاريخه المهني، إذ عمل منتجاً في قناة الجزيرة منذ عام 2014، وعمل قبلها منتجاً في قناة النيل للأخبار التابعة للتلفزيون المصري، ومترجماً في وكالة أسوشييتد برس الأميركية في القاهرة.

ربيع الشيخ ألقي القبض عليه في مطار القاهرة في الأول من أغسطس/ آب 2021، أثناء عودته إلى بلاده لقضاء إجازة قصيرة مع عائلته قادماً من العاصمة القطرية الدوحة. وهو عضو في نقابة الصحافيين المصريين، ومنتج برامج تلفزيونية، وعمل محرراً صحافياً لسنوات في صحيفة اليوم السابع المملوكة للمخابرات المصرية حالياً، قبل أن يعمل منتجاً للبرامج في "الجزيرة" بداية من عام 2014.

وكانت الأجهزة الأمنية قد سربت مقطعاً صوتياً منسوباً لربيع الشيخ مع رئيس تحرير صحيفة الأهرام السابق عبد الناصر سلامة، قبل اعتقاله. وطلب الشيخ من سلامة إجراء مداخلة هاتفية مع قناة الجزيرة، للحديث عن أزمة سد النهضة الإثيوبي، ومقال له طالب فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتنحي بسبب فشله في العديد من الملفات.

المساهمون