تأجيل محاكمة الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي إلى مارس المقبل

28 أكتوبر 2024
جيرار ديبارديو في مهرجان كان السينمائي، 22 مايو 2015 (لويك فينانس/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أجلت محكمة باريس محاكمة جيرار ديبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي بسبب وضعه الصحي، حيث غاب عن الجلسة الأولى المتعلقة باتهامات الاعتداء على امرأتين خلال تصوير فيلم في 2021، وأمرت المحكمة بتقييم حالته الصحية.
- شهدت المحاكمة حضوراً كبيراً من الجمهور والجمعيات النسوية، مع تنظيم تظاهرة قبل المحاكمة، بعد استدعاء ديبارديو بسبب اعتداءات جنسية محتملة في سبتمبر 2021.
- يواجه ديبارديو اتهامات بالعنف الجنسي من عشرين امرأة خلال السنوات الست الماضية، وينفي الاتهامات في ظل تأثير حركة "مي تو" على السينما الفرنسية.

قرّرت محكمة جنائية في باريس، الاثنين، تأجيل محاكمة الممثل الفرنسي الشهير جيرار ديبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي، وذلك بسبب وضعه الصحي، وتأجيل بدء الإجراءات إلى مارس/ آذار المقبل. وغاب الممثل الفرنسي عن أولى جلسات محاكمته في باريس، الاثنين، حيث يحاكم بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين خلال تصوير فيلم عام 2021. وأمرت المحكمة بتكليف خبير لتقييم المشكلات الصحية للممثل البالغ 75 عاماً.

وكان محامي نجم السينما الفرنسية، جيريمي أسوس، قد أعلن، الاثنين، لإذاعة فرانس إنفو أنه سيطلب إرجاء الجلسة بسبب "الحالة الصحية" لموكله، علماً أنه كان قد قال سابقاً إن ديبارديو "يعتزم" حضور الجلسة.

وأضاف أسوس أن "جيرار ديبارديو متأثر للغاية، وللأسف يمنعه أطباؤه من حضور الجلسة، ولهذا سيطلب التأجيل إلى موعد لاحق حتى يتمكن من الحضور"، لافتاً إلى أن الممثل يرغب في "الإدلاء بموقفه" بشأن الاتهامات التي ينفيها. 

وشغل أفراد الجمهور كل المقاعد في قاعة المحاكمة في باريس، ومن بينهم عدد كبير من أعضاء الجمعيات النسوية، ونساء اتهمن ديبارديو بالاعتداء عليهنّ. كما عُرضت وقائع الجلسة مباشرة على شاشات في قاعة أخرى لأفراد الجمهور والصحافيين الذين لم يتسنَّ لهم دخول القاعة الأساسية.

وقبل بدء المحاكمة، نظمت تظاهرة نسوية شارك فيها نحو مئة شخص، غالبيتهم العظمى من النساء. من أبرز الهتافات التي رددها المتظاهرون قبَيل وقت قصير من بدء الجلسة: "أيها الضحايا نصدقكم، أيها المغتصبون نراكم".

كذلك هتف المتظاهرون: "أنتَ لستَ فخرَ فرنسا"، رداً على تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ديسمبر/ كانون الأول الماضي اعتبر فيها أن ديبارديو "ممثل عظيم"، قائلاً إنه "مصدر فخر لفرنسا"، معلّقاً بذلك على تقرير عرضته محطة فرانس 2 العامة، أدلى فيه النجم بتصريحات مسيئة للنساء.

تلقى جيرار ديبارديو استدعاءً من المحكمة في نهاية إبريل/ نيسان الماضي بعد احتجازه لدى الشرطة "بسبب اعتداءات جنسية من المحتمل أن تكون قد ارتُكبت في سبتمبر/ أيلول 2021 بحق ضحيتين، أثناء تصوير فيلم "لي فوليه فير" للمخرج جان بيكر، بحسب ما أشارت إليه النيابة العامة.

وكانت إحدى المرأتين، وهي مصممة للديكورات السينمائية، تقدمت بشكوى في فبراير/ شباط الماضي ضد ديبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية أثناء تصوير هذا الفيلم، ما أدى إلى فتح تحقيق. وأشارت محاميتها كارين دوريو ديبو لوكالة فرانس برس: "أتوقع أن تكون العدالة واحدة للجميع وألا يستفيد ديبارديو من معاملة تفضيلية لأنه فنان".

فيما قال المحامي أسوس من جانبه إن ديبارديو "هدف لاتهامات باطلة"، معتبراً أن "الهدف المنشود تبين أخيراً من خلال طلبات التعويض وهو الحصول على 30 ألف يورو.

"أعمال وسخة"

بحسب رواية للمدعية البالغة 55 عاماً نشرها موقع الاستقصاءات الصحافية الفرنسي ميديابارت، فإن جيرار ديبارديو ارتكب تحرشات جنسية لفظية بحقها أثناء محادثة بينهما خلال تصوير الفيلم، وبعد ساعة من ذلك "أمسك بها بوحشية" أثناء مغادرتها موقع التصوير.

وذكرت المدعية أن الحراس الشخصيين للممثل "أخذوه بعيداً"، و"كان يصرخ ويضحك في نفسه. وقال لي: سنراك مرة أخرى يا حبيبتي!". بدورها، قالت المحامية كارين دوريو ديبو لوكالة فرانس برس: "موكلتي تنتظر العدالة لتثبت أن جيرار ديبارديو معتدٍ جنسي متسلسل". كذلك، سيُحاكم الممثل أيضاً بتهمة عنف جنسي ورد ذكرها في شكوى رفعتها امرأة أخرى تعمل مساعدةَ مخرج في الفيلم نفسه.

وكانت الممثلة أنوك غرينبرغ قد اتهمت من جانبها النجم السينمائي بارتكاب "أعمال وسخة" من "الصباح إلى المساء"، قائلةً في تصريحات لوكالة فرانس برس: "عندما يستعين منتجون سينمائيون بديبارديو، هم يدركون أنهم يستعينون بمعتدٍ".

ديبارديو يواجه محاكمة أخرى

يُصنف جيرار ديبارديو من أبرز نجوم السينما الفرنسية، مع شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم بفضل مسيرته الفنية الطويلة التي شارك خلالها في أكثر من مائتي فيلم.

وقد اتُّهم خلال السنوات الست الماضية بالعنف الجنسي من جانب عشرين امرأة. كما رُفضت شكاوى مرتبطة باعتداءات جنسية يُتهم ديبارديو بارتكابها لسقوطها بمرور الزمن.

لكن الممثل مهدّد بمحاكمة أخرى، ففي أغسطس/ آب الماضي، طلب مكتب المدعي العام في باريس محاكمته بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي على الممثلة شارلوت أرنو التي كانت أوّل من تقدم بشكوى ضده في عام 2018.

ونفى الممثل هذه الاتهامات في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قائلاً: "لم أعتد على امرأة أبداً".

وانطلقت حركة مي تو في عام 2017 إثر اتهامات للمنتج الأميركي هارفي واينستين بارتكاب عشرات الاعتداءات الجنسية، لكن أثرها بدأ يظهر على السينما الفرنسية في السنوات الأخيرة. وقد وُجهت اتهامات في هذا الإطار إلى سينمائيين فرنسيين كبار، من أمثال المخرجين جاك دويون وبونوا جاكو.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون