- الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت في عشرات آلاف الضحايا المدنيين ومجاعة، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، لكن "بي بي سي" قدمت تغطية متحيزة لصالح الدفاع الإسرائيلي.
- انتقادات واسعة من النائبة جولي إليوت واعتراضات من صحافيين وعاملين في "بي بي سي" على التغطية المنحازة للهيئة، مما يشير إلى الحاجة لإعادة النظر في المعايير التحريرية والتزام الحياد.
قال رئيس السياسة التحريرية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس الاثنين، إن الهيئة "ربما ارتكبت خطأ" بسبب تغطيتها غير المتكافئة لقضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
لكن "بي بي سي" اختارت بث الدفاع الإسرائيلي بالكامل في المحكمة الدولية. في المقابل، عرضت أجزاءً فقط من الحجج المضادة التي قدمتها جنوب أفريقيا.
"بي بي سي" تعترف
في جلسة مع المشرعين في لجنة الإعلام بالبرلمان، أثارت النائبة عن حزب العمال المعارض، جولي إليوت، هذه القضية، وشكّكت في نزاهة التغطية وحياديتها، وسلّطت الضوء خاصة على التناقض في وقت البث بين الجانبين.
وعندما ضغطت إليوت عليه، أقر مدير السياسات التحريرية والمعايير في "بي بي سي"، ديفيد جوردان، بأن تغطية الهيئة لم تقدم تكافؤاً مطلقاً بين العروض المقدمة إلى محكمة العدل الدولية. وقال: "عندما نظروا إليها، وعندما نظر إليها قسم الأخبار بأثر رجعي، اعتقدوا أنهم ربما ارتكبوا خطأً في عدم جعل التغطية المباشرة للحدثين متشابهة أو متطابقة".
وأوضح جوردان: "لقد كان قراراً تحريرياً صعباً حقاً بشأن جلسة الاستماع التي ذهبوا إليها"، مشيراً أيضاً إلى أن فريق الأخبار "أدرك الحاجة إلى تعديلات محتملة"، و"إذا فكروا في الأمر مرة أخرى، فربما فعلوا ذلك بطريقة مختلفة".
"بي بي سي" متهمة بالانحياز
وبدا انحياز "بي بي سي" إلى إسرائيل واضحاً منذ الأيام الأولى للعدوان على غزة، حتى إن مراسلة الهيئة، لوسي ويليامسون، دخلت مع جيش الاحتلال إلى مستشفى الشفاء في غزة، غداة اقتحامه "لمشاهدة ما تقول إسرائيل إنها عثرت عليه حتى الآن خلال عمليات تفتيش تجريها داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة".
ومع إطلاق الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين المحررين بعد صفقة التبادل بين الاحتلال وحركة حماس، نشرت الهيئة مقابلة مع أسيرة عن إذلال الاحتلال للأسيرات، إلا أن "بي بي سي" اختارت ترجمة كلام الأسيرة المحررة بما يناسب الصورة التي تحاول رسمها عن الفلسطينيين الخارجين من معتقلات الاحتلال.
وسبق أن كشف "العربي الجديد" أن المقر الرئيسي لـ"بي بي سي" في لندن يشهد اعتراضات متكرّرة من صحافيين وعاملين بريطانيين وعرب، وآخرين من جنسيات مختلفة، على تغطية الهيئة للحرب على غزة.