"بيتكم عامِر"... فنانون يبثون الروح بمدرسة أثرية في غزة‎

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
07 ديسمبر 2020
"بيتكم عامِر"... فنانون يبثون الروح بمدرسة أثرية في غزة
+ الخط -

يهيئ عدد من الناشطين والفنانين الفلسطينيين، مدرسة الكمالية الأثرية في حي الدرج وسط مدينة غزة القديمة، بِغرض إتاحتها للجمهور وتقديم الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية، التي تعنى بالآثار والتراث الفلسطيني العتيق.

ويحاول الناشطون، وإلى جانبهم عدد من أهالي المنطقة، عبر مبادرة "بيتكم عامر" تنظيف المدرسة، والتي يعود بناؤها إلى العصر المملوكي، قبل نحو 800 عام، وإزالة أكوام القمامة والأوساخ والأعشاب التي نبتت على أطرافها وداخل الساحة التي تتوسط المدرسة، بفعل هجر المبنى لفترات طويلة. وانطلقت مبادرة "بيتكم عامر" المجتمعية من محيط البلدة القديمة في مدينة غزة، بهدف تسليط الضوء على قضية الأماكن التاريخية والأثرية المهملة، إذ تشتهر مدينة غزة القديمة بالعديد من الأعيان والمباني الأثرية، والتي لا تحظى بالاهتمام المطلوب، وقد تقدم بها فنانون وناشطون شباب، وهم مسؤولون عن قيادة وتنظيم الأنشطة طوال فترة تنفيذ المبادرة، فيما تتنوع اهتماماتهم ومهاراتهم ما بين الأدب والفن التشكيلي والمسرح.

ويتعاون أعضاء الفريق في ما بينهم لكنس الصفوف الداخلية للمدرسة، والتي بدت علامات العمران المملوكي واضحة عليها، إذ تزينت نوافذها وأبوابها بالأقواس، فيما علت أسقفها الداخلية قباب مزخرفة، وتوسطتها ساحة كبيرة، يتم تجهيزها لإقامة الأنشطة والفعاليات التراثية. وتقول عضو الفريق، أميرة حمدان، وهي كاتبة ومهتمة بالفنون المعاصرة، إن برنامج المبادرة بدأ بتنظيف مرافق المدرسة، بهدف تهيئتها لاستقبال فئات مختلفة من المجتمع، للمشاركة في الأنشطة المتنوعة، والتي سيتم تنفيذها على مدار عشرة أشهر. وتتخذ المبادرة مدرسة الكمالية، كنموذج من نماذج الأعيان القديمة والتي تحتاج إلى الرعاية وتسليط الضوء، ولفت الأنظار إليها من منطلق الأهمية التاريخية، وتعزيز المسؤولية الفردية تجاه تلك الأماكن، في محاولة لدمج التراث والثقافة والفن بالمشاركة المجتمعية، تحضيرًا لأن تصبح تلك المدرسة، وبعدها عدد من الأماكن القديمة، قاعدة لإثارة حوار مجتمعي مع مختلف الفئات.

في السياق ذاته؛ توضح عضو الفريق، والمُهتمة بالبحث العلمي التاريخي دعاء الريفي، أن المبادرة بمثابة بث روح في المكان القديم، وتقول: "على الرغم من عراقة المدرسة وعُمرها الزمني الطويل، إلا أنها غير معروفة، وهذا ما دفع الفريق للتعريف بمثل هذه الأماكن الهامة". وتبين أن المُبادرة فرصة للتعرف على الأماكن القديمة، وإتاحتها للجمهور، في محاولة للحفاظ على قيمتها الأثرية، وأنها مختلفة عن غيرها من المبادرات المُجتمعية التقليدية، إذ تسعى إلى إثراء المشهد التراثي، من خلال الحفاظ على عبق التاريخ والماضي.

وارتاد مدرسة الكمالية والتي تقع على شارع عمر المختار الرئيسي، عدد كبير من أبناء المنطقة، حتى أواخر السبعينيات من القرن الماضي، إلى أن تغيرت وأصبحت على حالها الذي بات أشبه بمكب نفايات، وعن ذلك يقول المُشارك في المبادرة عبد الرحمن الحداد، وهو أحد جيران المدرسة: "دفعني للمشاركة أن المكان من وحي التراث الفلسطيني، إلى جانب أن أجدادنا وآباءنا تربوا وتعلموا في هذه المدرسة، وتخرجوا منها أساتذةً وأطباء وعلماء (..) نحاول الحفاظ على قدسية المكان، وإعادة الروح إليه".

 من ناحيته؛ يوضح الفنان التشكيلي عبد الله الرُزي، وهو مُشرف المبادرة، لـ "العربي الجديد" أنها تهدف لتوظيف مدرسة الكمالية في خطوة أولى ضمن مشروع "مبادِرون، بيتكم عامر"، كحاضنة للنشاط والحوار، الذي يهدف لتحفيز الناس على طرح قضاياهم مشاكلهم وأولوياتهم من خلال الفن والأنشطة الثقافية المختلفة.

وتسعى المبادرة في خطواتها القادمة، وضمن نشاطها الفني والثقافي، إلى تنفيذ أنشطة نوعية وغير تقليدية، تحاكي قضايا المواطنين وقضايا شرائح المُجتمع، والقضايا الحياتية، وإثراء النقاش حولها بهدم معالجة آثارها، إلى جانب تفعيل الفن والأدوات الثقافية كالمسرح والأدب والموسيقى.

ذات صلة

الصورة

سياسة

ووري رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية الثرى في قطر، اليوم الجمعة، بعد جنازة شعبية ورسمية شهدت حضور مسؤولين من عدة دول.
الصورة
صورة نشرها الاحتلال في وقت سابق زاعماً أنها لقائد القسام محمد الضيف (إكس)

سياسة

ادعى جيش الاحتلال، في بيان، اليوم الخميس، أنه نجح الشهر الماضي في الوصول إلى القائد العام لـ"كتائب القسام"، محمد الضيف، وهو ما نفته حماس من قبل.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
المساهمون