بنجامين هوسبي وسرحات إيشيك: لقد كان صمتاً مطبقاً

26 يناير 2024
بنجامين هوسبي وسرحات إيشيك (فيكتور فيرجل/ Getty)
+ الخط -

يقول مؤسّسا شركة الأزياء الألمانية GmbH، اللذان ألقيا الأحد الماضي خطاباً تضامنياً مع فلسطين خلال عرضهما في أسبوع الموضة في باريس، إن زملاءهما في قطاع الأزياء يخشون التحدث علناً عن العدوان الإسرائيلي على غزة. وعندما سُئلا عن رد فعل قطاع الأزياء تجاه العدوان على القطاع، حيث استُشهد أكثر من 25 ألف فلسطيني، قال بنجامين هوسبي وسرحات إيشيك: "نعم، لقد كان صمتاً مطبقاً".

أوضح المصمّمان لموقع ميدل إيست آي: "نعلم أن لدينا حلفاء عدة خلف الكواليس، لكن الجميع خائفون. خائفون من خسارة أعمالهم ومعيشتهم. نحن نتفهم هذا الخوف، لكن ليس لدينا خيار سوى المقاومة".

وخلال العرض الأخير لأسبوع الموضة الرجالية في باريس الأحد الماضي، افتتح هوسبي وإيشيك عرضهما لفصلي الخريف والشتاء بخطاب يدعو إلى وقف إطلاق النار. وقال الثنائي المقيم في برلين: "لقد طالبنا بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وفلسطين حرة، وإنهاء الاحتلال، وكل المطالب نعتقد أنها يجب أن تكون غير مثيرة للجدل".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by GmbH (@gmbh_official)

وفي تقريرها عن عرض GmbH والخطاب الذي ألقاه المصمّمان، لم تذكر مجلة الموضة "فوغ" الاحتلال إسرائيلي أو فلسطين. وأشارا إلى أنه "كمصممي أزياء، يُترك لنا عادةً التعبير عن أفكارنا من خلال الملابس ونترك الباقي للخيال. لكننا نعيش في أوقات خطيرة، حيث هناك حاجة إلى دقة الكلمات".

وفي مرحلة ما خلال الخطاب الذي استمر 10 دقائق، بكى هوسبي وكذلك بعض الحضور. وقال: "بينما يكتسب اليمين المتطرف والنازيون والفاشيون الفعليون السلطة مرة أخرى في جميع أنحاء أوروبا، وأجزاء أخرى كثيرة من العالم، فإن معاداة السامية وكراهية الإسلام آخذة في الارتفاع أيضاً". وتابع: "كم هو ملائم إذن صرف انتباهنا وجعلنا نعتقد أن هناك بالفعل صراعاً بين شخصين مهمشين بالفعل، في حين أن الصراع في الواقع هو بالأحرى بين السلطة والعدالة، القومية الإقصائية والإنسانية العالمية الحقيقية، القمع والحرية".

ومضى المصممان يقتبسان من حديث الكاتبة الهندية، أرونداتي روي، عن التعليقات المهينة التي أدلى بها رئيس الوزراء البريطاني السابق، ونستون تشرشل، الذي شبه الفلسطينيين بـ"كلب في المهد"، ورئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مئير، التي قالت "الفلسطينيون غير موجودين".

وتضمن عرضهما تصاميم زاخرة برموز التضامن، بما في ذلك بدلات مستوحاة من الكوفية الفلسطينية صُنّعت يدوياً بالتعاون مع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين. منذ عامين تقريباً، تزامنت بداية أسبوع الموضة في ميلانو مع الغزو الروسي لأوكرانيا. وسارعت ماركات الأزياء الكبرى، بما في ذلك بالنسياغا، إلى التعبير عن تضامنها مع الأوكرانيين، في حين ساهم المتظاهرون الذين كانوا يلوحون باللافتات في خلق أجواء مهيبة وجدية على نحو غير عادي. هذا العام في باريس، كانت مظاهر التضامن مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للتقتيل والتهجير والتجويع قليلة.

اختار المصمم الأميركي، ريك أوينز، نقل عرضه إلى منزله، في إشارة إلى العصر "الهمجي" الذي نعيش فيه، ولكن لم يكن هناك الكثير من عناصر التضامن. 

في المقابل، أعربت ماركات أزياء كبرى، بينها "لوي فويتون" و"رالف لورين" و"شانيل"، عن دعمها للاحتلال الإسرائيلي، أو حافظت على علاقات مالية مع المصالح التجارية في دولة الاحتلال. وفي عام 2021، استثمر الرئيس التنفيذي لشركة LVMH العملاقة للسلع الفاخرة، التي تمتلك "لوي فويتون" و"ديور" ومجموعة من العلامات التجارية الأخرى، برنارد أرنو، في شركة "ويز" الإسرائيلية للأمن السيبراني.

قال هوسبي وإيسيك لـ"ميدل إيست آي": "باعتبارنا مبدعين، فإننا نؤمن دائماً بقوة الفن والثقافة والموضة في إحداث تغييرات حقيقية في العالم". وأضافا: "باعتبارنا شخصين مؤمنين منذ فترة طويلة بفكرة فلسطين الحرة، أثّرت الأشهر الأخيرة علينا بعمق، وبطرق عدة، شعرنا أنه ليس لدينا خيار سوى استخدام منبرنا للتحدث". وأضاف المصممان أن "جزءاً من الإبادة الجماعية في غزة يشمل تدمير الثقافة أيضاً، وهو أمر علينا كمبدعين واجب حمايته".

المساهمون