بشار الأسد يوجه إعلامه بإيقاف برامج الطبخ

25 فبراير 2021
يعاني السوريون من أزمات متلاحقة فيما رأس النظام يعيش في رخاء (Getty)
+ الخط -

عند كل ظهور أو لقاء إعلامي لرأس النظام السوري، بشار الأسد، لا بد أن يرسخ انفصاله عن الواقع، وعجزه المطلق عن إيجاد حلّ لعاصفة الجوع التي بدأت تضرب من بقي من السوريين في مناطق سيطرته، بل يقترح حلولاً خيالية للأزمات ويدلي بتصريحات تنظر إليها وسائل الإعلام الموالية أو المقربة منه على أنها حلول ذهبية، يجب التمسك بها.

أخيراً، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بشار الأسد التقى عدداً من الإعلاميين العاملين في وسائل الإعلام التابعة لنظامه والموالية له، حين ادعى أنه يعلم بمعاناة السوريين وآلامهم، لتصبّ هذه الكلمات في مجال الدعاية والتسويق للانتخابات المقبلة التي سيخوضها، كما العادة، مع منافسين صوريين. ومن "الحلول" المثيرة للجدل التي اقترحها لحلّ أزمة الجوع "إيقاف برامج الطبخ" على القنوات الموالية له، وذلك "كي لا يتحسر السوريون على المأكولات التي باتت صعبة المنال" التي قد تكلف الواحدة منها دخل شهر كامل بالنسبة إلى موظف بالكاد يبلغ دخله الشهري 25 دولاراً أميركياً.

وتشير تقارير أممية إلى أن 12 مليون سوري يرزحون تحت رحمة الجوع، فاقدين للأمن الغذائي ويكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام. ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، فإن 60 بالمائة من السوريين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتناول مغردون توجيهات الأسد لوسائل إعلامه، ساخرين من هذه "الحلول" التي لا تمت إلى الواقع بصلة، أو تفيد بشيء أو تخفف عن المواطن ما يعانيه، في الوقت الذي يعيش فيه الأسد والمتنفذون في السلطة المقربون منه حالة من الرخاء.

وغرد أحد السوريين، مشيراً إلى أنه لا يوجد كهرباء لدى المواطنين تمكنهم من مشاهدة التلفاز في الأصل حتى يستطيعوا مشاهدة برامج الطبخ، معتبراً أنّ رئيساً غبياً لن يقترح إلا حلولاً غبية.

أبو الهدى الحمصي قال في تغريدة له: "بدلاً من تقديم حلول! بشار الاسد يطالب الإعلام الرسمي بوقف عرض برامج الطبخ لكي لا تزعج السوريين بصور طعام بعيدة المنال!".

أما نور محمد، فكتبت في تغريدة لها: "بتوجيهات من بشار الأسد.. يمنع عرض برامج الطبخ على القنوات الرسمية السورية". ليردّ أحد متابعيها بأن بشار الأسد ونظامه يمكن تأليف كتب كوميدية عنهم، مشيراً إلى أن إيقاف برامج الطبخ لا يجعل المواطنين يشبعون الطعام. 

وسخر حساب يحمل اسم بشار الأسد على تويتر من تصريحات رئيس النظام، وكتب مقارناً بين الإجراءات التي تتخذها كل من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وسورية تحت حكم النظام الحالي بحال حدوث أزمة "عند حدوث أزمة اقتصادية كبيرة في البلاد، أميركا: تقديم مساعدة لكل مواطن أميركي مبلغ 1000$، ألمانيا: إلغاء الضرائب وزيادة الأجور، سورية: وقف برامج الطبخ على التلفزيون السوري". 

المساهمون