"بريدجرتون"... أول مسلسلات منتجة "غرايز أناتومي" شوندا رايمز على "نتفليكس"

24 ديسمبر 2020
يحكي المسلسل قصة امرأة شابة تتطلع إلى الزواج (يوتيوب)
+ الخط -

يشكّل مسلسل "بريدجرتون" الرومانسي الذي تطرحه "نتفليكس"، غداً الجمعة، باكورة أعمال شوندا رايمز على منصة البث التدفقي، بعد ثلاث سنوات من توقيع الشبكة العملاقة عقداً ضخماً مع منتجة مسلسل "غرايز أناتومي" الآتية من عالم التلفزيون التقليدي.

واستغرقت شوندا وقتاً طويلاً لتستهل إنتاجها لمنصة الفيديو على الطلب العملاقة، في حين عرض أول عمل للمنتج النجم الآخر الذي انضمّ إلى المنصة راين مورفي بعد 18 شهراً فحسب. واحتاجت منتجة "غرايز أناتومي" و "سكاندال" و"هاو تو غيت أواي ويذ موردر" 40 شهراً لتسليم أول مسلسل لها إلى المنصة التي بلغت قيمة عقدها معها 150 مليون دولار، وفقاً لعدد من وسائل الإعلام الأميركية.

ويتعامل مؤلف "بريدجرتون" كريس فان دوسن باستمرار مع شركة "شوندالاند" للإنتاج التي تملكها شوندا رايمز. وتتولى الشركة الإنتاج التنفيذي للمسلسل الذي توفّر "نتفليكس" حلقاته الثماني اعتباراً من الجمعة.

وشاءت المنتجة وكاتبة السيناريو الأميركية الأفريقية البالغة 50 عاماً أن تدور أحداث عملها الأول على "نتفليكس" في عصر سابق، وتحديداً عام 1813 في إنكلترا، حين كان أمير ويلز وصياً على العرش بسبب عجز والده الملك، وهي حقبة شهدت حركة ثقافية ناشطة كانت من أبرز وجوهها الكاتبتان جين أوستن وماري شيلي.

وفي هذا الجو، يحكي المسلسل قصة دافني بريدجرتون، وهي امرأة شابة تتطلع إلى الزواج، كمعظم نظيراتها من المجتمع الأرستقراطي، وتقيم علاقة ظاهرية مع الدوق سايمون باسيت، تتحول مصدراً لسوء تفاهم وتطورات.

وعلى عكس مسلسلات أخرى عرضت في الآونة الأخيرة، حرصت على أن تكون أمينة جداً للحقبة التاريخية التي تدور فيها أحداثها، ومنها "داونتاون آبي"، فإن "بريدجرتون" ليس "درساً في التاريخ"، وفق ما نقله الملف الإعلامي للمسلسل عن كريس فان دوسن. وأضاف: "مسلسلنا مصمم لجمهور عصري، بموضوعات وشخصيات حديثة. لذلك أخذنا الحرية في إعادة التخيّل".

وإذا كانت الأزياء والديكورات وفية للحقبة، وكذلك السياق الاجتماعي، فإن المؤلفين أضفوا لمسة مختلفة على اللغة وسلوك الشخصيات التي غالباً ما تبدو وكأنها من العصر الحالي. 

ويندرج "بريدجيرتون" المقتبس من الروايات التاريخية للأميركية جوليا كوين، ضمن توجّه يترسخ يوماً بعد يوم، كما في مسلسل "ديكينسون" عبر "آبل تي في" و"إينولا هولمز" عبر "نتفليكس". وغالباً ما تتسم هذه المسلسلات بخطاب نسوي بارز، يتوافق مع المبادئ الحالية ويتناقض مع تقاليد العصور الخاصة بها.

وتتسلل الحداثة إلى التفاصيل. ففي "بريدجرتون" تعزف أوركسترا الحجرة في افتتاح حفلة على سبيل المثال لحن أغنية "ثانك يو، نكست" التي أصدرتها نجمة البوب أريانا غراندي عام 2018.

حتى أن كتّاب السيناريو طعّموا المسلسل بعنصر مستوحى من مسلسل "غوسيب غيرل" الذي يتمحور على البرجوازية العليا في نيويورك، إذ أدرجوا ضمن الشخصيات راوية غامضة هي مؤلّفة أصدرت باسم مستعار منشوراً عن أسرار المجتمع المخملي البريطاني وفضائحه. 

سينما ودراما
التحديثات الحية

ولم يتردد فريق شوندا رايمز في اعتماد قدر كبير من التنوع على صعيد الممثلين، إذ استعان بعدد من السود رغم كون ذلك خارجاً عن الإطار التاريخي، إذا لم تلغَ العبودية في إنكلترا إلا في العام 1833، بينما كانت العنصرية حاضرة جداً في بداية القرن التاسع عشر.

وأوضح كريس فان دوسن أن "شوندالاند تختار دائماً الممثلين في مسلسلاتها على نحو يعكس العالم الذي نعيش فيه". وقد عُرف عن شوندا رايمز منذ بداية مسيرتها المهنية، أنها فتحت أبواب مشاريعها أمام فنانين ومحترفين متنوعين، سواء أمام الكاميرا أو وراءها.

ولفت كريس فان دوسن إلى أن العديد من المؤرخين أشاروا إلى أن الملكة شارلوت، والدة الأمير الوصي، كانت ربما مختلطة العرق. ومع أن هذه الفرضية لا تحظى بإجماع المؤرخين، بنى عليها فان دوسن و"اخترع عالماً، للسود فيه مكان أكبر مما هو فعلياً". ووصف فان دوسن "بريدجرتون" بأنه "ممتع وجذّاب". وأشار إلى أنه "سريع، ومثير". وأضاف: "لقد غصنا في الرومانسية". 

ومع الإعلان عن المسلسل الأول لـ"شوندالاند" على "نتفليكس"، باتت شوندا رايمز في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على مشروع ثانٍ بعنوان "إنفينتينغ آنا" من المقرر عرضه سنة 2021.

(فرانس برس)

المساهمون