برنامج على الهواتف الذكية للتحذير من الزلازل في الولايات المتّحدة

07 فبراير 2023
يعمل البرنامج في ولايات كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن (Getty)
+ الخط -

مع الأخطار المترتبة على وقوع الزلازل، عملت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية على تطوير برنامج يسمح بتنبيه الناس في أماكن الخطر قبل وقتٍ قصير على حدوث الهزّة، بحسب صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأميركية.

طوّرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية وشركاؤها برنامج "تشايك ألرت" كنظام للتحذير المبكر من الزلازل، لتحذير الناس الموجودين في موقع حدوثه قبل 20 ثانية تقريباً، أو قبل دقيقة كاملة في بعض الأحيان، ممّا قد يعطيهم وقتاً كافياً لحماية أنفسهم.

بعد قرابة 20 عاماً من التطوير، بات "تشايك ألرت" يعمل في ولايات كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن، ومن المتوقع أن يمتد ليشمل ألاسكا في وقتٍ قريب.

مثّل الزلزال الذي ضرب كاليفورنيا في أكتوبر/ تشرين الأوّل الفائت، أكبر اختبارٍ حتّى الآن للبرنامج. آنذاك، احتاج البرنامج لأقل من 10 ثوانٍ لإرسال تحذيرات إلى أكثر من مليوني شخص في ولاية كاليفورنيا.

يقول عضو فريق عمليات "تشايك ألرت" دايف كروكر في حديث مع "ذا واشنطن بوست"، إنّ "الإنذار يصل إلى الهاتف قبل وقوع الزلزال، نتيجة لعملية مؤلفةٍ من مراحل متعدّدة تقوم بها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية".

تنبيه عبر الهاتف الذكي

بحسب كروكر، تملك الهواتف الذكية خاصية مميّزة، تغير القواعد عندما يتعلق الأمر بإجراءات السلامة من الزلازل، ألّا وهي قدرتها الدائمة على تحديد موقع المستخدم. عندما تكتشف محطة ميدانية تابعة لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية زلزالاً يبدأ في مكان معين، يمكن لشبكتها حساب محيط الهزّة وارتداداتها. وبالتالي، تصل رسائل تحذيرية للأشخاص الموجودين في الرقعة الجغرافية التي ستتأثر بالزلزال.

لا تقوم هيئة المسح الجيولوجي بتحذير الأشخاص عبر هواتفهم مباشرةً، بل عبر التطبيقات الشريكة وشركات الاتصال الخلوي التي تتولّى إرسال التحذيرات. كذلك، تطمح الهيئة إلى تطوير أساليب التحذير مستقبلاً، إن كان عبر مكبرات الصوت المتصلة بالإنترنت أو أجهزة استشعار الدخان في المنازل.

وكانت "غوغل" قد أضافت "تشايك ألرت" إلى نظام التشغيل الخاص بها، بعد وقتٍ قصير على تفعيله لأوّل مرة في أجزاء من كاليفورنيا. في حال توقّع حصول زلزال بقوة 4.5 درجات أو أكثر على مقياس ريختر، تظهر التحذيرات تلقائياً على شاشة الهاتف.

كيف يجري تحديد وقت الزلزال؟

على قطعة أرض صغيرة في الجانب الغربي من خليج سان فرانسيسكو، يفتح دايف كروكر صندوقاً أخضراً مثبتاً على الأرض. في داخل الصندوق، يوجد مستشعران للحركة لا يشبهان تلك الموجودة في أجهزة قياس الزلازل في العادة، الأوّل مقياس للتسارع، وبإمكانه قياس الاهتزاز العنيف، أمّا الآخر فيقيس السرعة لاكتشاف الارتعاشات الصغيرة.

يقوم هذان المستشعران، اللذان يعملان بواسطة لوح شمسي وبطارية، على إرسال معلوماتهما إلى أجهزة الكمبيوتر المركزية التابعة لهيئة المسح الجيولوجي على مدار 24 ساعة في اليوم. ما يجعلهما مربوطين بـ 1400 محطة استشعار أخرى في الساحل الغربي.

مع ذلك، يرى كروكر أنّ النظام يحتاج لأن يتوسع جغرافياً لتحقيق نتائج أفضل. يقول: "الأرض لا تكشف كل أسرارها، لا يزال لدينا زلازل في أماكن لسنا متأكدين من أنها ستحدث".

عندما تُبلغ المستشعرات عن وجود اهتزازات أكبر من المعتاد، تبدأ كمبيوترات الهيئة بتحديد قوّة الزلزال وموقعه.

ثمّ تستخدم النتائج لتقدير حجم امتداده الجغرافي، يقول كروكر: "لقد تطلب الأمر الكثير من الأشخاص الأذكياء لاستعمال معرفتنا بقوّة الزلزال لتحديد شدّة الهزّة بسرعةٍ كافية ولتحديد المنطقة التي ستتأثر، وإرسال التحذيرات عبر الإنترنت".

تحلّل الكمبيوترات الأرقام في أقلّ من خمس ثوان، ثم تقوم التطبيقات الشريكة لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية بإرسال التحذيرات عبر الإنترنت، ومن خلال شركات الهاتف الخلوي بسرعة الضوء.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

ويلفت كروكر إلى أنّ النظام فعّال، لأن موجات الزلازل طويلة المدى تنتقل عبر الصخور بشكلٍ بطيء نسبياً، لهذا السبب كلما كان الشخص أبعد عن مركز الزلزال، كلّما تلقى التحذير في وقتٍ أبكر.

المساهمون