انتخابات الصحافيين المصريين... تأجيلٌ حتى نصر رشوان؟

21 مارس 2021
خلال احتجاج داخل مقر النقابة عام 2017 (محمد الراعي/فرانس برس)
+ الخط -

أثار قرار تأجيل التجديد النصفي لانتخابات نقابة الصحافيين المصريين، إلى 2 إبريل/نيسان المقبل، بسبب أزمة فيروس كورونا، وقد كان مقرراً إقامتها أول من أمس الجمعة، حالة من اللغط والجدل في الأوساط الصحافية، وسط توقعات بتأجيلات أخرى خلال الأيام القادمة على أن تعقد خلال شهر يوليو/تموز المقبل، خاصة أنه في حال إقامتها في الموعد المتفق عليه، سيكون عدم اكتمال الجمعية العمومية أمرا واردا، وبالتالي يتم تأجيلها أسبوعين، ما يعني دخول شهر رمضان وبالتالي عدم الانعقاد. 

وكان مجلس نقابة الصحافيين المصريين برئاسة ضياء رشوان، قرر تأجيل انتخابات النقابة لمدة أسبوعين، لتقام يوم الثاني من إبريل المقبل، في مكان مفتوح بالقاهرة، نظراً لظروف جائحة كورونا. واتخذ المجلس القرار صباح الأربعاء الماضي في بيان له، عقب اجتماع مطول استمر منذ مساء الثلاثاء الماضي لمناقشة كيفية التعامل مع الانتخابات، بعدما تم رفض مقترح إقامة الانتخابات في سرادق بشارع عبد الخالق ثروت أمام النقابة، تنفيذا لقرار رئيس الوزراء بمنع إقامة السرادقات والاحتفالات والتجمعات. 

تأجيل الانتخابات اعتُبر سياسياً، وهدفه عدم انعقادها

وواجه القرار حالة من الجدل، حيث ذهب رفعت رشاد عضو مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم"، والمرشح على منصب نقيب الصحافيين، إلى رفض التأجيل واصفاً إياه بـ"السياسي" لإنهاء انتخابات التجديد النصفي وعدم إقامة الانتخابات نهائياً وهو أمر يسعى له رشوان منذ عدة أشهر من خلال اتصالاته بعدد من الجهات التنفيذية في الدولة. وأوضح أن الجميع كان يعقد آمالاً على اكتمال الجمعية العمومية بعد غد، وإقامة الانتخابات في موعدها، بعدما فشلت يوم 5 مارس الجاري لعدم اكتمالها، مشيراً إلى أن ما قام به النقيب ومجلسه المناوئ له سيدخلنا في "مأزق قانوني" متسائلًا: "إذا أُجلت الانتخابات، فمتى ستبدأ دورة المجلس الجديد؟ هل بناءً على موعد فتح باب الترشح أم بناءً على الموعد الجديد الذي ستجرى فيه الانتخابات؟ لافتاً إلى أن نقابة المحامين والأطباء البيطريين أقامت الانتخابات الخاصة بهما، ومن قبلها انتخابات النواب والشيوخ، ولم تحدث أزمات صحية أو أمنية، وبالتالي لماذا كل تلك الضجة حول انتخابات الصحافيين؟!"

وهاجم كارم يحيى المرشح أيضاً على منصب نقيب الصحافيين، تلك القرارات التي اتخذها مجلس الصحافيين خلال الساعات الماضية، مشدداً على عدم وجود أي اجتماعات لمجلس النقابة الحالي فهو طبقا للقانون مجلس منتهية ولايته، وبالتالي كان يجب على نقيب الصحافيين المنتهية ولايته ضياء رشوان والـ 6 أعضاء المنتهية ولايتهم أيضاً، عدم اتخاذ أي قرارات بشأن الانتخابات، على أن يتولى الأمر خالد ميري وكيل النقابة والـ 5 أعضاء المستمرون في المجلس. وذهب يحيى إلى أن الاتجاه العام هو استمرار المجلس الحالي بدون انتخابات، متسائلاً: "لماذا لم يتخذ المجلس بالتعاون مع الحكومة بالتفكير في عمل انتخابات خارج مقر النقابة منذ عدة أشهر؟ ولماذا التفكير في القرار حالياً؟"، مشيراً إلى أن هناك نية غير حسنة في مسألة تأجيل الانتخابات، والنقيب يريد الاستمرار لدورةٍ جديدةٍ. 

وقال الكاتب وائل حسين، إنه "لا يفهم كيف لنقيب ونصف أعضاء مجلس منتهية ولايتهم المشاركة في اتخاذ قرار بشأن تأجيل انتخابات نقابة الصحافيين، خاصة أن عندهم مصلحة مباشرة واضحة في الاستمرار بدون انتخابات"، كاشفًا عن أن مشاركتهم في اتخاذ هذا القرار مشوبة بالبطلان والمصالح الشخصية., وتوقع أن تكون أزمة عدم زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا وراء التأجيل، لعدم قدرة حسم رشوان الزيادة من قبل الحكومة وبالتالي اتخذ قرار التأجيل لمدة أسبوعين، على أمل التواصل مع الجهات المعنية بزيادة البدل الذي يعد "صك" لأي نقيب للوصول إلى المقعد. وبيّن أن رشوان يعي جيداً عدم حصوله على 5% من الأصوات حتى المقربين له، بسبب تخاذله مع مشاكل الصحافيين وهبوط أسهمه، لاهتمامه الخاص بعمله الحكومي كرئيس للهيئة العامة للاستعلامات وترك النقابة وأزماتها لسكرتير عام النقابة محمد شبانة، الذي هو أيضا ترك النقابة لمديرها سعيد حسني لاهتمامه بعمله البرلماني بعد تعيينه عضواً في مجلس الشيوخ. 

وذهب ياسر طنطاوي إلى أن قرار المجلس فيه نوع من عدم الشفافية، رافضاً تصريحات النقيب المنتهية ولايته، بأن قرار التأجيل جاء حرصا منه على زملائه من فيروس كورونا، متسائلاً: "أين هو من المصابين والمرضى بسبب الفيروس؟! وأين هو من أزمات الصحافيين المالية والفصل التعسفي؟"، واصفاً النقيب ومجلسه بأنهم "غرقى" خلال تلك الأيام مع اقتراب الانتخابات، والمماطلة في تأجيلها. 

وقال هيثم بطاح المرشح لعضوية المجلس إن قرار التأجيل أصاب المرشحين بحالة من اليأس والتخاذل، وقتل همم الروح في المرشح والناخب معاً، وتابع: "لا أعرف كيف يمكن الاستمرار في حالة عدم الشفافية مع الجمعية العمومية، متوقعاً رفع دعوى قضائية من قبل البعض ببطلان الانتخابات حال انعقادها خارج مبنى النقابة لكون الأمر غير قانوني، وطبقا لقانون النقابة تعقد الانتخابات داخل مقر النقابة".

وشدد محمد خيري عضو الجمعية العمومية للصحافيين، على أن قرار مجلس النقابة والصحة والداخلية غير مقنع، فشارع عبد الخالق ثروت الذي توجد به مقر النقابة، التكدس والزحمة على مدار اليوم أكتر من عدد الجمعية العمومية، قائلاً: "كان فين الكلام ده لما دعوا للجمعية العمومية قبل أسبوعين يعني لو كانت اكتملت كانوا هيقولوا لنا ضحكنا عليكم ومش نعقدها وروحوا بيوتكم!" وتابع: "لماذا صمتت وزارة الصحة عن إجراء انتخابات مجلسي النواب والشيوخ في وقت انتشار كورونا؟".

المساهمون